محمد السيد عبدالمنعم
ما بين صراع الحضارات وصراع الأديان يقف الجهلة من مدعي العلم، ويظنون أنهم الجنس الأسمى والفريق الفائز برضا الرب، وهذا ما يثير الحروب، وفي النهاية ينتصر فريق واحد فقط؛ هم تجار السلاح.
إن من يقتل نفساً بغير حق فكأنه قد قتل الناس جميعاً، فالفرد لم يختر بلاده وديانته ولونه؛ بل شب على ما وجد عليه آبائه ولذا وجب علينا التفكر والتدبر، وأن نلتمس للآخر عذره حتى ولو كنا على صواب، فلا يعلم ما في القلوب سوى خالقها، ولن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله عز وجل، لذلك فليس لإنسان أن يكفر إنساناً آخر، فالله أعلم بخلقه وهو أدرى بهم، ولو تركنا الخلق للخالق وانشغل كل منا بما يخصه لكانت الأرض أسعد حالاً.
إن من ينظر لبلد مثل كندا وكيف استقبل أطفالها اللاجئين السوريين بأغنية «طلع البدر علينا»، فسنجد منتهى الإنسانية والتقدير، بل وستجد من الأصوات الناشزة من يقول لو كان هؤلاء مسلمين.
إن الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام أصلها واحد هو الله عز وجل، وهنا يحضرني ما أجاب به الشيخ أحمد ديدات عندما سألته سيدة مسيحية «هل سأدخل الجنة»، فقال لها «لو كنت مسيحية حقة؛ أي تؤمنين بتعاليم المسيح الحق التي يدعو لها الإسلام الحق».
فكما شاب اليهودية والمسيحية التحريف شاب الإسلام بعض الأفكار المغلوطة في فهم تعاليمه، فديننا لا يسمح بذبح النفس وتفجير الآمنين.
فيجب لمن عليه الدعوة إلى الله أن يدعو بالحسنى ولا ينصب محاكم التكفير للغير إذا اختلف معه في الدين أو المذهب فلن تأخذهم إلى الحق قصراً، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فعندما مرت به جنازة يهودي بكى بأن نفساً أفلتت منه، وعندما كان اليهودي يؤذيه ويترك القاذورات على بابه وغاب سأل عنه فأسلم.
جوهر الدين السماحة وحسن الخلق وهذا ما نفتقده؛ نفتقد القدوة الحسنة التي تشير لديننا الحنيف بالحق وتقبل الآخر على ما هو عليه، حتى يتقبلنا الآخر على ما نحن عليه، فلو أردت أن تبني مسجداً في دولة مسيحية فعليك أن تتقبل الكنيسة في بلدك عملاً بالمثل وحتى يقيم كل منا شعائر دينه كما يريد فقد نكون أسعد حالاً مما نحن عليه.