زهراء حبيب


في كل مرة تعلن الأرصاد الجوية عن تأثر البحرين بمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة، تهل تصريحات المسؤولين المعنيين بمدى استعدادهم لاستقبال أمطار الخير.
ومع أول قطرة ترتطم بالرصيف والطرقات تتكون بحيرات ومستنقعات في أماكن حيوية ومناطق سكنية حديثة، لتكشف تلك القطرات ضعف البنية التحتية، وأن التصريحات والتطمينات مجرد كلمات من حبر طبعت على الورق، أو تغريدات نشرت على الحساب الرسمي للوزارة المعنية.
وتبدأ حالة الاستنفار من قبل المسؤولين، وكأنه واقع طرأ حديثاً ولم يسبق للبلاد أن تعرضت طوال السنوات الماضية لمنخفض جوي، وهو أشبه بزلزال يضرب البلد أول مرة.
وفي كل مرة يكرر المسؤولون والبلديون ذات التصريحات والتطمينات، وأن البحرين على أهبة الاستعداد لاستقبال الأمطار، وتتساقط قطرات المطر وتتكشف حقيقة حالة التأهب المعلن عنها، لذلك تغرق الطرقات وتتسرب المياه إلى الصفوف الدراسية، وتغلق مداخل المدارس، وتغزو المياه المراكز الصحية، والمناطق السكنية الحديثة التي عكفت وزارة الإسكان على إنشائها بلا شبكات لصرف المياه تفيض، وتحبس الأمطار قاطنيها بمنازلهم بعد ارتفاع منسوب الماء.
سقوط الأمطار في شهر نوفمبر الماضي أوضح صورة ضعف البنية التحتية في الطرقات الرئيسة والمناطق الحيوية والسكنية الحديثة، فانتشرت صور لرجل طاعن في السن يحمل كيس أدوية وكاشفاً عن ساقيه وهو يعبر مستنقعاً أمام مركز سترة الصحي، كذلك أحد الحراس وهو يساعد الطلبة لدخول المدرسة المحاصرة بالمياه، عدا عن مركبات غمرتها المياه وغيرها الكثير من الصور، كل ذلك والمسؤولون على علم، فمواقع التواصل «كفت ووفت».
النواب أيضاً عبروا عن استيائهم حينها وشددوا على ضرورة مناقشة المسألة على الفور ودون هوادة، وفي الجلسة تسرب أعضاء المجلس فسقط النصاب القانوني ورفعت الجلسة، دون سؤال أو جواب. وفي تصريح لوزير الأشغال دعا فيه النواب للقيام بزيارات ميدانية لمواقع عمل الفرق الخاصة بتصريف مياه الأمطار، يقول «الاستعدادات الموجودة قد لا تكون كافية ولكننا نعمل جاهدين في تنفيذ الخطط والبرامج التي تساهم في تطوير البنى التحتية. وخلال الفترة الأخيرة لهطول الأمطار لم تغلق أي منشأة تعليمية أو طبية وكذلك الطرق والمناطق، واستغرق العمل عدة ساعات ولكن تم تسيير الازدحام المروري في وقت قليل. ولابد من الإشارة إلى أنه تم حصر ألف موقع لتجمع مياه الأمطار، وتم التعامل مع 350 موقعاً، كما قد انتهت الوزارة من أكثر المناطق تضرراً».
صحيح لم تغلق منشأة تعليمية أو طبية؛ لكن المياه حاصرت المدارس والمراكز الصحية، وكان اليوم الدراسي ناقصاً، والرجل المسن تلقى العلاج بعد عناء، والصورة خير من الكلام، نثمن جهود وزارة الأشغال وسعيها للتطوير لكن المطلوب أكثر من ذلك بكثير، فالتعامل مع ألف موقع لتجمع مياه الأمطار في مملكة البحرين رقم ليس بهين.