صمَّمت الطالبة في جامعة البحرين سلمى جمال، مستشفى لعلاج سرطان الأطفال رغبة في توجيه الأنظار لقضية النقص العام في البحرين والمنطقة لمراكز علاجية خاصة بالأطفال المصابين بهذا المرض.
وقالت الطالبة في كلية الهندسة بالجامعة إنَّها بحسب تتبعها لم تجد مستشفى للسرطان خاص بالأطفال في البحرين والخليج، مشيرة إلى أن مركز الأورام بمجمع السلمانية الطبي ? يلبي الغرض المنشود، كما أنه ليس مركزاً خاصا بالأطفال.
وعرضت سلمى جمال التصميم في زاوية مشروعات برنامج العمارة في معرض مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة في يونيو الماضي. وضم المعرض 80 مشروع تخرج هندسي خضعت للتحكيم من قبل أساتذة الكلية والمحكمين المنتدبين من القطاع الصناعي.
ونوهت جمال إلى أنَّ "نسبة الأطفال الذين يصابون بهذا المرض في ازدياد" ، منبهة إلى أن ما بين 15 إلى 20 طفل يصاب بهذا المرض سنويا في البحرين "أي حوالي 8 أطفال لكل 100 ألف طفل، و350 إلى 450 حالة إصابة بين الأطفال سنوياً في السعودية، ونحو 50 حالة إصابة في عُمان" بحسب دراستها.
وذكرت أن "هؤلاء الأطفال يحتاجون لعناية خاصة وتجهيزات معينة، ولأن أهاليهم لا يجدون تلك الخصوصيات في مستشفيات المنطقة فإن كثيراً منهم يضطرون للسفر بهم إلى الخارج للعلاج".
وتابعت قائلة: " السفر – كما تعلمون - رحلة شاقة على الأطفال وباهضة الثمن بالنسبة لأولياء أمورهم، وعلاوة على ذلك فإن الطفل وأهله يستشعرون الغربة وعدم الراحة، وذلك لا يساعد على سرعة الشفاء".
ولفتت إلى أنها قررت تصميم مستشفى لسرطان الأطفال في البحرين بالقرب من مستشفى الملك حمد ليكون بمثابة المركز التخصصي في منطقة الخليج العربية لعلاج هذا النوع من الأمراض، ويسهم في الوقت نفسه في تنشيط السياحة العلاجية بالمملكة. وأطلقت الطالبة على المركز الذي صممته اسم: مستشفى الخليج لسرطان الأطفال.
وذكرت جمال أن نسب الشفاء من مرض السرطان لدى الأطفال كبيرة تقارب 80% عالمياً، معربة عن أملها في أن تسهم البحرين من خلال تبنيها المشروع في رفع نسب الشفاء على المستوى العالمي.
ونوهت إلى أن هنالك اقتراحاً في البرلمان البحريني لتأسيس مستشفى للسرطان، مما يشير إلى استشعار الحاجة إلى هذا النوع من المشروعات على الرغم من تكلفتها العالية.
وعن مقترحها بشأن تمويل مثل هذا المشروع في حال تطبيقه، رأت أن "المشروع مربح، ويمكن للقطاع الخاص أن يتبناه، كما يمكن للحكومة أن تضطلع بتنفيذه مستفيدة في الوقت نفسه من تبرعات الشركات والمحسنين وحتى المواطنين الراغبين في المشاركة بهذا المشروع الإنساني".
وعن مكونات المستشفى، قالت الطالبة جمال: "يتكون تصميم المستشفى من مبنى رئيسي ومبنيين ثانويين، ويمثل المبنى الرئيسي المستشفى نفسه الذي يتكون من وحدات عدة نحو: وحدة الإدارة، ووحدات العلاج الخارجية، ووحدة الطوارئ، ووحدة العمليات، وبنك الدم، والمعامل، والمكتبات، والمنطقة التعليمية".
وقالت: "حرصت على أن لا يكون التصميم اعتيادياً، وذلك أملاً في إشعار الطفل بالأنس والبهجة، حيث يتضمن التصميم وحدات خاصة بالترفيه للأطفال، ومساحات خضراء تساعد على الشعور بالراحة، ووحدات تعليمية للأطفال أنفسهم وذلك لأن فترات علاج السرطان تكون طويلة نسبياً، وينبغي أن لا ينقطع الطفل المريض عن مقاعد الدراسة".
ونبهت جمال إلى أنها سعت في الوقت نفسه إلى جعل الألوان مختلفة والأشكال متنوعة في الأبنية والساحات.
وعما إذا كانت راضية بما أنجزته قالت: "لقد واجهتني صعوبة ضيق المدة الزمنية الممنوحة لطالب لإنجاز مشروع تخرجه والتي لا تتجاوز فصلاً دراسياً وحداً، وذلك أن المشروع يحتاج إلى الكثير من البحث والمعرفة الطبية لتصميمه"، وأضافت مستدركة: "لكنني أشعر بالرضا، وخصوصاً أن المشروع في غاية الأهمية ويمكن تطبيقه على أرض الواقع".
ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية ما في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير للدراسة الأكاديمية.
وكان عميد كلية الهندسة الأستاذ الدكتور نادر البستكي أشاد بمشروعات الطلبة والأفكار قائلاً "هنالك مشروعات للطلبة ممتازة من حيث الأداء والدقة في التصميم".