عواصم - (وكالات): شنت المقاتلات الروسية أمس عدة غارات جوية على مواقع مختلفة للمعارضة السورية المسلحة في أرياف دمشق وإدلب وحلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وعدد من الإصابات، بينما أعلن جيش الإسلام عن قتل العشرات من عناصر النظام السوري بحي جوبر شرق العاصمة دمشق. في غضون ذلك، قتل 71 عنصراً من قوات النظام السوري والفصائل الإسلامية في معارك عنيفة بين الطرفين سبقها تفجير انتحاري في بلدة باشكوي في محافظة حلب شمال البلاد. في موازاة ذلك، تعثر تنفيذ اتفاق لخروج 4 آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، من 3 مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق. ويبدو أن تداعيات اغتيال علوش السياسية ستكون أكبر من الميدانية، حيث أكدت أطراف المعارضة السورية أن الاغتيال تهديد لمسار العملية السياسية والتفاوضية مع نظام بشار الأسد، كما أنه يخدم تنظيم «داعش» الإرهابي، ونظام الأسد، ويهدد مفاوضات السلام.
ودعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، إلى اجتماع طارئ لدراسة تداعيات اغتيال علوش وعدد من قيادات الجيش الحر جراء غارات للمقاتلات الروسية على غوطة دمشق. وأوضح الائتلاف في بيان أن «هذه الجريمة تؤكد أهداف العدوان الروسي على سوريا، ومنها دعم الإرهاب وعلى رأسه نظام الأسد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة». ولفت إلى أن الاغتيال يأتي بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض، والاتفاق الذي أكد الالتزام بالحل السياسي، ووقعته القوى العسكرية المشاركة، ومنها جيش الإسلام.
وأشار بيان الائتلاف إلى أن اغتيال علوش يخدم نظام الأسد وتنظيم الدولة، ويهدف لإضعاف فصائل الجيش الحر التي تصدت «للإرهاب» وقوضت أركانه.
من جهة أخرى، تعثر تنفيذ اتفاق لخروج 4 آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من «داعش»، من 3 مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق. وقاد علوش «جيش الإسلام» بـ»قبضة من حديد». ورغم تعيين قائد عام جديد هو أبوهمام البويضاني، سيحتاج الفصيل إلى وقت للتعافي من الضربة التي قد تؤثر سلباً ايضا على المفاوضات المرتقبة مع النظام، وفق ما رأى محللون.
وكان يفترض أن تبدأ أمس عملية خروج نحو أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من ألفي مسلح غالبيتهم من «داعش» وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك جنوب دمشق اثر اتفاق بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.
ويبدو أن التنفيذ تعثر لأسباب عدة أهمها عدم القدرة على ضمان أمن الطريق التي ستسلكه قافلة المغادرين، وفق ما أفادت مصادر عدة.
وربط مصدر مطلع على ملف التفاوض تعثر تنفيذ الاتفاق بمقتل علوش. وقال «كان يفترض أن يؤمن جيش الإسلام خروج القافلة إلى بئر القصب» في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ومنها إلى مناطق توجه المسلحين.من جهة أخرى، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على سد تشرين الواقع على نهر الفرات شمال سوريا بعد طردها تنظيم الدولة، وفق ما أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو.
من جهة ثانية، قال متحدث باسم وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا إن الأخير يسعى لعقد محادثات سلام بين الأطراف السورية في 25 يناير المقبل في جنيف.