أكد تقرير أن السياسة التي اتبعتها وزارة الخارجية ساهمت في إبراز الصورة الحقيقية للمملكة والدفاع عنها ضد محاولات تشويهها المتواصلة من قبل دول ومنظمات منحازة.
وأشار التقرير الذي جاء تحت عنوان «السياسة الخارجية البحرينية في 2015»، إلى أن جهود وزارة الخارجية ساهمت في تحقيق نجاح كبير للدبلوماسية البحرينية عام 2015، وأسهم هذا النجاح في دعم موقف البحرين على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضاف التقرير أن البحرين وقفت بصلابة وقوة في وجه التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة والتي اتخذت أبعاداً جديدة عام 2015 عن طريق ارتفاع حدة التصريحات المستفزة من قبل صانعي القرار في إيران وتورطها في دعم الجماعات الإرهابية في البحرين مادياً وإعلامياً.
شؤون الدول الأخرى
ترتكز السياسة الخارجية البحرينية على عدة ثوابت ومرتكزات ميزتها وأسهمت في خلق مكانة دولية رفيعة لها على المستويات الخليجية والإقليمية والدولية أبرز هذه الثوابت هي التزام المملكة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والاعتدال وتحقيق التوازن في توجهاتها، والصراحة، والمبادرة، والالتزام بدعم وتأييد القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والدفاع عنها أمام المحافل الدولية.
ونجحت السياسة الخارجية البحرينية عام 2015 نجاحاً كبيراً في تحقيق أهدافها المنبثقة عن هذه الثوابت والمتمثلة في تأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي المملكة على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وصيانة وحماية مصالح الوطن الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في الخارج والدفاع عنها، وتنمية وتعزيز وتقوية الروابط والعلاقات مع كافة الدول والهيئات العربية والدولية، والتمثيل في المحافل العربية والدولية، ودعم القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف، وقد تعاملت المملكة وفق هذا النهج مع كل المعطيات في المنطقة والعالم.
وكان لتحركات القيادة السياسية بالغ الأثر في تحقيق هذا النجاح الكبير للسياسة الخارجية للمملكة، فقد أثمرت الزيارات الناجحة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء خلال عام 2015 خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياً عن تحقيق فوائد عديدة لصالح الوطن والمواطن، فخليجيا زار جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد المملكة العربية السعودية في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة والتي عبرت عن التلاحم بين المملكتين، فمملكة البحرين تضع العلاقات مع المملكة العربية السعودية على قمة أولوياتها.
وزارت القيادة الحكيمة دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت واستقبلت سمو أمير الكويت في زيارته للمملكة يونيو الماضي، كما اجتمع سمو ولي العهد مع سمو أمير قطر خلال قمة المناخ بباريس نوفمبر الماضي، وتم خلال هذه الزيارات واللقاءات بحث التعاون المشترك وقضايا وشؤون المنطقة. كما استقبلت القيادة عدداً من كبار المسؤولين الخليجيين والوفود المشاركة في الاجتماعات الخليجية التي عقدت في البحرين على مدار العام 2015.
وعربياً، زار جلالة الملك جمهورية مصر العربية مرتين أولهما في مارس الماضي للمشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري والثانية في أغسطس لحضور احتفال مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة. كما زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي البحرين في أكتوبر الماضي حيث شارك في افتتاح منتدى حوار المنامة وألقى الكلمة الرئيسة فيه، كما التقى سمو ولي العهد فخامته على هامش قمة المناخ التي عقدت في باريس نوفمبر الماضي ولا شك أن هذه اللقاءات البحرينية المصرية تعبر عن مستوى العلاقات المتطورة بين البلدين، وتنظر البحرين إلى مصر واستقرارها على أنه دعامة للعالمين العربي والإسلامي.
وزار جلالة الملك المملكة الأردنية الهاشمية للإعلان عن تضامن المملكة معها في مواجهة الإرهاب، كذلك زار جلالة العاهل عبد الله الثاني مملكة البحرين في أكتوبر الماضي، وزار جلالة الملك المملكة المغربية في مايو الماضي وإلى جانب ذلك التقت القيادة الحكيمة بالعديد من المسؤولين من الدول العربية والسفراء العرب تدعيما لأواصر الوحدة والتكامل بين الدول العربية.
ودوليا تعددت الزيارات التي قامت بها القيادة الحكيمة لمختلف دول العالم لا سيما المملكة المتحدة التي ترتبط معها المملكة بعلاقات خاصة وقوية وممتدة، حيث زار جلالة الملك لندن مرتين خلال العام 2015 وكذلك زارها سمو ولي العهد مرتان، وقام جلالة الملك في سبتمبر الماضي بزيارة هامة إلى فرنسا، كما قام سمو ولي العهد نيابة عن جلالة الملك بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في مايو الماضي، حيث ترأس وفد المملكة في أعمال اجتماعات القمة الخليجية الأمريكية بكامب ديفيد كما استقبلت القيادة الحكيمة عدداً من قادة الدول كالرئيس القبرصي ورئيس وزراء باكستان.
ويلاحظ من زيارات القيادة السياسية واستقبالاتها خلال عام 2015 أنها سعت لتدعيم أواصر العلاقات مع الدول التي تربطها بها تاريخ قوي من العلاقات المشتركة إلى جانب فتح آفاق التعاون مع دول جديدة استثماراً لهذه العلاقات في حفز الاقتصاد والتنمية في البحرين.
وقام جلالة الملك بتمثيل المملكة في القمم الخليجية والعربية والدولية، حيث ترأس جلالة الملك وفد البحرين إلى اللقاء التشاوري الخامس عشر لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في مايو واجتماعات الدورة (36) للمجس الأعلى لأصحاب الجلالة و السمو التي عقدت في الرياض. كما ترأس جلالته وفد البحرين في القمة العربية في مصر.
وكان من نتائج هذه المشاركات الرفيعة المستوى أن نالت البحرين دعماً خليجياً وعربياً ودولياً كبيراً في هذه القمم التي أكدت بياناتها الختامية على رفض التدخل في شؤون المملكة ودعم جهود المملكة في حفظ الأمن والاستقرار بها ومكافحة الإرهاب.
ودعماً للأواصر الخليجية والعربية ودفاعاً عن الشرعية قررت البحرين المشاركة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن، كما قررت إرسال قوات إلى جنوب المملكة العربية السعودية للمساهمة في حماية الحدود الجنوبية في مواجهة هجمات الانقلابين هناك، ودولياً قررت المملكة المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش وقد نالت هذه المواقف البحرينية نصرة لدول مجلس التعاون والدول العربية إشادة كبيرة خليجياً وعربياً ودولياً.
التدخلات الإيرانية
وتحركت الدبلوماسية البحرينية بنشاط خلال العام 2015 على أكثر من صعيد تحقيقاً لأهدافها وغاياتها الوطنية التي رسمها صاحب الجلالة الملك المفدى، فقد أولت وزارة الخارجية كل الحرص على الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، حيث وقفت بصلابة وقوة في وجه التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة والتي اتخذت أبعاداً جديدة عام 2015 عن طريق ارتفاع حدة التصريحات المستفزة من قبل صانعي القرار في إيران وتورطها في دعم الجماعات الإرهابية في البحرين مادياً وإعلامياً.
ومع الإصرار الإيراني على التدخل في شؤون المملكة وعدم الإذعان لصوت العقل والحكمة قامت البحرين بسحب سفيرها من إيران واعتبار القائم بالأعمال الإيراني شخصاً غير مرغوب به، كما تحركت الدبلوماسية البحرينية بقيادة وزير الخارجية لإظهار حجم التدخلات الإيرانية وضرورة ردع إيران عن هذه السلوكيات التي لا تنسجم مع مبادئ القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار.
وتميزت الدبلوماسية البحرينية بالحرص على المشاركة الفعالة في المؤتمرات الإقليمية والدولية، والتفاعل مع المنظمات الدولية، حيث تسعى المملكة من خلالها إلى توضيح والدفاع عن مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية المختلفة وأيضاً تدعيم أواصر العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية وتدعيم العلاقات مع الدول الأعضاء في هذه المنظمات والتباحث حول تدعيم التعاون الثنائي معها.
فقد ترأس وزير الخارجية وفد المملكة إلى الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى كلمة البحرين التي أوضحت بجلاء موقف المملكة تجاه المستجدات الإقليمية والدولية.
وترأس وفد المملكة في الاجتماعات الوزارية الخليجية والعربية، وفي المؤتمر الدولي حول سياسة الحياد بتركمانستان ديسمبر الجاري وشارك معاليه في قمة القادة لمكافحة داعش سبتمبر الماضي، وفي الاجتماع الذي عقد بمقر وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في نوفمبر الماضي ، كما شاركت البحرين في القمة الإنسانية العالمية في أكتوبر 2015 وغيرها من الاجتماعات الدولية الهامة.
وسعت الدبلوماسية البحرينية إلى تشكيل لجان مشتركة مع دول العالم للتباحث حول فرص التعاون والاستثمار بين الدول، وعقدت العديد من اللجان اجتماعاتها عام 2015 ومنها اللجنة العليا البحرينية الهندية في 22 فبراير في نيودلهي، واستعرض الاجتماع الركائز القوية والإمكانات الكبيرة والسبل المختلفة للرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ودفعها خطوات للأمام، وخاصة في مجالات التعليم، والتجارة، والاستثمار والتعاون الأمني والدفاعي، وفي قطاعات الإعلام والاتصالات، والمواضيع المتعلقة بالعمالة الهندية في البحرين، وأهمية التنسيق والتعاون المشترك حيال العديد من القضايا الثنائية والإقليمية.
واللجنة البحرينية الفرنسية المشتركة في باريس يوم 19 نوفمبر حيث تم بحث تعزيز التعاون الثنائي وأهمية تعزيز فرص التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية بالإضافة إلى التعاون في المجال التعليمي وتشجيع الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين. واللجنة البحرينية البريطانية المشتركة في لندن يوم 25 نوفمبر، حيث تم التوصل إلى آليات جديدة لتنمية التعاون المشترك في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والارتقاء بأطر التفاهم والتنسيق حيال القضايا المختلفة، ودفع وتيرة التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات ومخاطر تهدد أمن واستقرار العالم.
ومن أجل إبراز الصورة الحقيقية للمملكة والدفاع عنها ضد محاولات تشويهها المتواصلة من قبل دول ومنظمات منحازة، قامت الخارجية البحرينية بالمشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية والحقوقية ومنها اجتماعات مجلس حقوق الإنسان، حيث أوضحت بالأدلة والبراهين سجل البحرين الحقوقي الناصع وجهودها الدؤوبة في هذا المجال وقد أسفر ذلك عن كسب مزيد من الدعم دولياً لمملكة البحرين.
وقامت المملكة بعقد عدد من المؤتمرات الدولية في أكثر من صعيد لبحث ومناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها في محاولة لإيجاد الوسائل والسبل الكفيلة بمعالجة القضايا التي تعج بها المنطقة، حيث استضافت المملكة في أكتوبر الماضي حوار المنامة السنوي كما استضافت مؤتمر الشباب الدولي السابع ومؤتمر القمة العالمية لأصحاب الأعمال والمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية ومؤتمر القيادة الدولي ومؤتمر المرأة في الحياة العامة.. وغيرها.
ولا شك أن للدبلوماسية البرلمانية والشعبية دورها المشهود في عالم اليوم، وقد قامت الوفود البرلمانية والشعبية البحرينية سواء من خلال المؤتمرات التي شاركت بها أو الزيارات التي قامت بها لعدد من الدول الصديقة والشقيقة واللقاءات والفعاليات الشعبية التي أجرتها بتدعيم أواصر التعاون مع هذه الدول وإبراز صورة البحرين.