«تورطت مع مافيا مصغرة في إحدى الجهات الحكومية التابعة لوزارة ما، فمنذ عتبتي الأولى للمقابلة والجميع يحذرني من مدير إحدى الجهات لكونه «نسونجي» على الرغم من عمره الذي تجاوز الستين عاماً»...هكذا تروي إحدى الفتيات مأساتها لـ»الوطن»، والتي رفضت حتى ذكر الأحرف الأولى من اسمها، مؤكدة أنها في بادئ الأمر اعتبرت نفسها ابنته لكونها عشرينية وفرق السن حاجز بينهما، ولكنها تفاجأت بأنه يتمادى كثيراً، ففي البداية أرسل إيميلات لها وتجاهلتها فعمد المجيء لمكتبها بحجة العمل، واتصل بها خارج أوقات العمل بحكم مهنتها على الرغم أنه بإمكانه إخبار مسؤولها المباشر عن أي طارئ.
وتابعت قام بمغازلتي علناً ويتصل لي يقولي «وحشتيني .. أبي أسمع صوتج .. سجليه في كاسيت وعطيني إياه»، وعندما استمريت بتجاهلي عمد إلى تحريض الموظفين حتى يضطرني أن أشكوه كون مركزه العالي في الإدارة، ولم يكتف بذلك ففي ساعات الاستئذان من الدوام الرسمي أرسل أحد الموظفين «المخصصين لتلك المهمة» لملاحقتي ومعرفة مكان منزلي، حيث قام بالاتصال بي عصراً وخارج أوقات الدوام ليقول لي»أين سيارتك .. لماذا أنت خارج المنزل .. أين ذاهبة»، وعلمت من الموظفات أنه يقوم بتلك الأساليب مع اللواتي بعمري حتى يخطبن أو ينتقلن لمكان آخر، حيث هربت موظفتان من الوظيفة بسببه.
وأضافت :محاولاته أتعبتني جداً وما أثار فزعي في العمل أكثر أن مكتبي تشاركني به موظفات أخريات يتكلمن عن الجنس فيما بينهن، وتسأل إحداهن موظفة أخرى «كم مرة نمت مع زوجك .. ماذا فعلتم ليلة أمس»، لتقوم الأخرى بالإجابة عليها بالتفصيل مع عدم احترام وجودنا، وطلبت الموظفة نفسها من إحدى الموظفات أن تقوم بعمل مساج لها بأماكن حساسة في جسمها لأنها تؤلمها كثيراً، ومن ثم يتجهن لإحدى الغرف الخالية والمخصصة منهن للمساج، ولكن لا نعلم إن كان في ظهرها أو في الأماكن الحساسة، عدا عن الإيحاءات الجنسية التي يقمن بها، وكثيراً ما يغلقن الإضاءة ويقمن بفتح الأغاني ويرقصن». وطلبت التحقيق في الموضوع ورفعت شكوى ضدهم لدى الوزارة، فقامت إحدى الموظفات والتي كانت تتكلم بأمور الجنس برفع دعوى ضدي فتركوا قضيتي الأولى واتجهوا لقضيتها وعندما علموا بأن لدي تسجيل صوتي بكلامها البذيء تراجعوا ووقفوا قضيتي، ومدير الجهة على علم بكل ما يحدث ولكنه يتكتم عن الموضوع لكونها قريبته، وأوضحت: أعتقد بأن لديهن شذوذاً أو ميولاً جنسية فكلامهن البذيء لا يكف وكثيراً ما يتناقشن مع الرجال بمواضيع الجنس، حيث يتشاركون الأحاديث بينهم بكل أريحية وضحك، كما يلفقوا للموظفات والموظفين الشائعات بينهم حيث اتهموني بأنني على علاقة مع مسؤولي المباشر لإغاظة زوجته، ولفق الرجال اتهاماً لمسؤولي المباشر بأنه على علاقة مع أحد موظفيه الرجال «لواط»، ولا يكترثوا بأعراض الناس فكثيراً ما تكلموا عن أعراض الموظفات وبنات المدراء.
واسترسلت : بقيت الحرب بيني وبينهم 4 سنوات فكانوا يؤخرون نقلي لمكان آخر وحتى جاء اليوم الذي خطبت فيه فاندلعت حرب أكبر، وكلمني المدير وأخبرني بأنه كان ينتظرني بأن أصل الثلاثين من عمري حتى يتقدم لي، وبعد عودتي من إجازة الخطوبة هممت للخروج من العمل لأتفاجأ بأن إطارات السيارة الأمامية مثقوبة فاعتقدت في البداية بأنها صدفة ولكن قال أحد الموظفين إنها بفعل فاعل حيث كان من المقرر أن أقود السيارة على الشارع السريع وعند التفافي يمين أو يسار تنقلب السيارة بي.
وأكدت أن المدير رفض فتح تحقيق لمعرفة الفاعل،»وقاموا بمحاولات كثيرة لأترك العمل حتى تأتي فتاة أخرى غير مرتبطة ويبدؤوا بمضايقتها، وتوقفت عن الذهاب للعمل لكون أحد المدراء أخبرني بأنهم فتشوا مكتبي ووضعوا كاميرا مراقبة مباشرة فوق مكتبي، وبقيت في المنزل وأخذت قرضاً وتم نقلي وإلى الآن أحاول أن أسدد القرض، لم يكتفوا بكل تلك الأفعال فما زالوا يلاحقونني من مكان لآخر، حتى بمكان عملي الجديد».
وقالت إنها حزينة كثيراً على القادمة بعدها لذلك المكان،» فالاثنتان اللواتي سبقني تركن العمل بسبب تلك التصرفات، وإحداهن سُرق هاتفها وبه صورها ولم يجر المسؤول تحقيقاً أو تفتيش الموظفين، وجميعهم أحزاب يتفقون فيما بينهم على الضعيف والمستجد، تضررت نفسياً بين عائلتي ومع خطيبي، عدا الضرر المادي لاستمراري في سداد القرض».