قال بروفيسور علم النفس بجامعة البحرين د.عدنان الفرح إن المتحرش يخفي أهدافه دائماً بسلوكيات غير مباشرة عبر المدح والكلام المعسول.
وأضاف أنه من الممكن أن يصل التحرش إلى مراحل متقدمة كالاعتداء الجسدي، وتجاوز الحدود التي يفترض أن تكون بين زميلي عمل أو دراسة. وأشار إلى أن هناك مرحلة أبعد إذ تصل الأمور لتجاوزات غير مقبولة اجتماعياً ومخلة بالآداب العامة وخرق الخصوصية للشخص الآخر. وتابع أن التحرش ينتهي أحياناً بمراحل سيئة وباعتداء فعلي وأكثر ما يكون لفظياً، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس يعتقدون خطأ أن المتحرش الرجل والفتاة دائماً ضحية وهذا غير صحيح فالسلوك عبارة عن فعل ورد فعل. وأوضح أن هناك دوافع للتحرش خصوصاً عندما يرى المتحرش ردة فعل إيجابية من الطرف الآخر، ولم يظهر الرفض ولديه استعداد وجاهزية.
ولفت إلى أن هناك إجراءات وقائية لتجنب الوقوع بالتحرش تبدأ بمنع حدوث السلوك، وهناك أيضاً إجراءات علاجية تتمثل في عدم الصمت وتدخل القانون. وأكد أنه لا علاقة عاطفية في التحرش، وهو مجرد سلوك صادر عن شخص مريض وغير طبيعي لا ينتمي ولا يرضخ لقيم وعادات وتقاليد المجتمع. ونوه إلى أن المتحرش أحياناً يغلف سلوك المضايقة بأنه يحبها وهذه كذبة كبيرة، والحب شعور متبادل وإذا لم يبادلك الطرف الآخر الشعور عليك أن تنسحب. وذكر أنه إذا كان السلوك بسيطاً فعلاجه التجاهل وكثير من المتحرشين في البداية هدفهم لفت الانتباه وكثير منهم يتلذذ باستفزاز البنت والصراخ عليه أمام الناس. ولفت إذا كان المجتمع ذكورياً فلا يعني أن تهدر الفتاة حقها وتصمت على تضرر سمعتها بدافع الخوف من إلحاق الأذى بسمعة أهلها. وشدد على ضرورة أن تتفهم الفتيات التشريعات والقوانين لمعرفة الرادع.
وقال إن المتحرش لن يتوقف تلقائياً إلا بالقوة وسيستغل ضعف الفتاة وجهلها وخوفها على سمعة أهلها ومن الفضيحة وحرصها على سمعة أهلها وهو ما يجعله يستمر، فيجب معرفة الواجب اتخاذه من الإجراءات.
وتابع قد تكون الفتاة سبباً لتشجيع الرجل على التحرش دون قصد فمن الممكن أن تبالغ الفتاة فيما ترتديه بدعوى الحرية، كما إن كثيراً من الأحيان طريقة كلامها وأسلوبها ونظراتها فالشباب يعرفون جيداً الفرق بين الفتاة الجادة وغير الجادة.
ولفت إلى ضرورة إدراك الفتاة لحدود العلاقة التي تجمعها بشاب، وأن تكون على وعي كاف وألا تنتظر حسن نية من الطرف الآخر.