عواصم - (وكالات): اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران بتبني سياسات طائفية في سوريا من خلال دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن «روسيا وإيران وتنظيم الدولة «داعش» والمقاتلين السوريين الأكراد يقتلون الأبرياء بدون رحمة في سوريا»، بينما أوضح محللون أن مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، المعارض للأسد وتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، يشكل متنفساً لجهاديي «الخلافة» لكن من شأنه أن ينعكس سلباً على محادثات السلام المرتقبة ويعدل من ميزان القوى في ريف دمشق. من جهة أخرى، نفت حركة طالبان الأفغانية معلومات أوردها مسؤول روسي كبير عن تبادل معلومات مع موسكو حول عدوهما المشترك «داعش».
وقال أردوغان في كلمة متلفزة في إسطنبول «لو لم تقف إيران خلف الأسد لأسباب طائفية، لما كنا نناقش اليوم ربما قضية مثل سوريا». وانتقد أردوغان روسيا وإيران وتنظيم الدولة والمقاتلين السوريين الأكراد واتهمهم بـ«قتل الأبرياء بدون رحمة» في سوريا. وقال إن جماعات مثل «داعش» وحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردستاني السوري هي «أدوات في الصراع العالمي على السلطة».
وأضاف أن هذه الجماعات «هي مثل حزب العمال الكردستاني هنا. لا فرق بينها».
من ناحية أخرى، شكل مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش، المعارض للنظام السوري وتنظيم الدولة، متنفساً لجهاديي «الخلافة» لكن من شأنه أن ينعكس سلباً على محادثات السلام المرتقبة ويعدل من ميزان القوى في ريف دمشق، وفق محللين.
وقال المحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اندرو تايبلر «شغل علوش مكاناً ما بين المتطرفين والجيش السوري الحر، وهذا ما كان ضرورياً كونه يحد من توسع «داعش» على المدى القصير، ويتيح توحد القوى الأخرى في مواجهة النظام على المدى الطويل».
ووحد علوش تحت إمرته عشرات المجموعات المسلحة تحت راية «جيش الإسلام» ليصبح الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية لدمشق. وحارب قوات النظام السوري وتنظيم الدولة في آن، وقتلته الجمعة الماضي غارة للطائرات الحربية السورية استهدفت اجتماعاً كان يحضره.
وعرف علوش بأفكاره المتطرفة ودعمه لإقامة دولة إسلامية، إلا أنه حاول مؤخراً تقديم تنظيمه كقوة معتدلة حتى إنه وافق على المشاركة في مفاوضات مع النظام السوري.ويرى آرون لوند، محرر صفحة «سوريا في أزمة» على موقع مركز كارنيغي للأبحاث، أن علوش «حاول أن يظهر نفسه كوسطي، معارض للإرهاب (...) هذا النوع من الشخصيات التي تريد أن تراها في حكومة وحدة».
ويعد «جيش الإسلام» من أبرز الفصائل المسلحة التي شاركت في محادثات المعارضة في الرياض بداية الشهر الحالي والتي انتهت بتشكيل هيئة عليا للتفاوض مع النظام، الذي يصنف كل الفصائل التي تقاتله بأنها «إرهابية».
وقد يشكل مقتل علوش «ضربة قاسية» للمحادثات المرتقبة بين النظام والمعارضة، التي أعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ في 25 الشهر الحالي. ورأى كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس أن هناك خشية من أن يؤدي مقتل علوش إلى انسحاب فصائل مسلحة أخرى من عملية السلام.
وبالنسبة لتايبلر فإن من شأن مقتله أن «يحبط عزيمة مجموعات إسلامية أخرى عن المشاركة في المفاوضات برعاية الأمم المتحدة». ويؤكد محلل الشؤون السورية ايمن التميمي أن «من الممكن أن يشكل مقتل علوش ضربة لجيش السلام كون التنظيم تمحور بشكل كبير حوله شخصه، وهذا أمر لا ينطبق على فصائل أخرى، مثل حركة أحرار الشام» التي فقدت قادة عدة ولكنها بقيت الأقوى في محافظة إدلب شمال شرق البلاد إلى جانب جبهة النصرة.
وبعد ساعات على مقتل علوش، عين جيش الإسلام أبوهمام البويضاني خلفاً له، وهو مقاتل يتحدر من أسرة مقربة من جماعة الإخوان المسلمين. وبالنسبة لبيطار فإنه «نظراً للطباع السلطوية لعلوش وحكمه القوي، سيحتاج جيش الإسلام إلى الوقت للتعافي من الضربة ولتبرز قيادة جديدة» خلفاً له. وتكمن الخشية في أن يؤدي مقتل علوش وتراجع جيش الإسلام من بعده إلى أن يرى بعض الإسلاميين في تنظيم الدولة بديلاً له.
وقد يساهم مقتله أيضاً في تعزيز فكرة «الأسد في مواجهة «داعش»»، بحسب بيطار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجموعات مسلحة أخرى في الغوطة الشرقية، مثل حركة أحرار الشام، قد «تتحرك لتضمن لنفسها موقعاً أكثر تأثيراً في المشهد السياسي هناك»، وفقاً للتميمي. وتعد الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، وتتعرض باستمرار مع محيطها لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف المقاتلون أحياء سكنية في العاصمة بالقذائف.
ونجحت قوات النظام الشهر الحالي في استعادة بلدة مرج السلطان ومطارها العسكري في الغوطة الشرقية، بعد 3 سنوات من سيطرة الفصائل المقاتلة عليها.