في أطروحة هي الأولي من نوعها في الخليج العربي، بحث الدكتور سلمان حمد الزياني، عضو هيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي «تأثير الخلفية الثقافية والتدريب على مواقف وسلوك المتخصصين في الرعاية الصحية: موقف طلاب الطب وسلوكياتهم تجاه مدمني الكحول في الشرق الأوسط»، شارك فيها131 طالباً من طلبة الطب الوشيكي التخرج من دول مجلس التعاون الخليجي، واستخدمت فيها أدوات بحثية مبتكرة لإجراء تجربة علمية على سلوك المشاركين تجاه مدمني الكحول، لقياس نظرة الطبيب الخليجي تجاه مدمن الكحول، ومدى تأثير خلفية المريض الثقافية على تعامل الطبيب معه كمريض، وكيفية تأثير ذلك على حصوله على الخدمات الصحية.أشرف على الدراسة استاذ الصحة العامة ورئيس قسم طب المجتمع في كلية الطب بجامعة كوناتكت البروفيسور توماس بيبور، حيث درب الدكتور الزياني عينة الدراسة على برنامج معتمد من منظمة الصحة العالمية بهدف تدريب الأطباء على كيفية التعرف على مدمني الكحول وتشخيصهم، وكيفية التدخل المبكر لتقديم خدمة صحية متوائمة مع مرحلة إدمانهم، ليعيد التجربة عليهم بعد فترة زمنية لمعرفة مدى تأثير التدريب الذي تلقوه على سلوكهم مقارنةً بما كانوا عليه قبل تلقيهم للبرنامج التدريبي. وأشارت نتائج الدراسة بأن المشاركين يحملون نظرة سيئة وسلوكيات سلبية تجاه مدمني الكحول بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية، بيد أن هذه النظرة والسلوكيات الصادرة من الأطباء المشاركين في الدراسة تحسنت بشكل إيجابي بعد تلقيهم للبرنامج التدريبي تجاه الصورة الذهنية عن الإدمان والمدمنين.وفي هذا الاتجاه، أوصت الدراسة بإدراج البرامج التدريبية في مجال وقاية وتشخيص الإدمان، وكيفية التدخل المبكر للإدمان بأنواعه بشكل عام، وللكحول والنيكوتين بشكل خاص، وذلك أثناء المراحل الأولى من تدريب الأطباء وطلاب الطب ومقدمي الخدمات الصحية في الخليج، كما أشارت الدراسة إلى الحاجة للمزيد من البحوث حول السلوكيات في الخليج تجاه الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.وقال الزياني: «ينبغي وضع برامج تدريب متكاملة في المناهج الدراسية الطبية، وعلى وجه الخصوص للبرامج في جامعة الخليج العربي، مع التركيز على الاختلافات الثقافية وقبول أو رفض الأفراد المدمنين على النيكوتين والكحول في المجتمع».