عواصم - (وكالات): أعلنت القوات العراقية أمس تحرير الرمادي من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي كان يسيطر عليها منذ مايو الماضي والبدء بإزالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وابنية كبرى مدن محافظة الانبار غرب بغداد، فيما احتفل عراقيون في شوارع مدن عديدة، بينما هنأ المسؤولون القوات الأمنية على نصرهم الكبير ضد التنظيم الذي استولى على مساحات شاسعة في البلاد منذ يونيو العام الماضي.
ورفعت القوات الحكومية علم البلاد فوق المجمع الحكومي الرئيس في الرمادي احتفالاً بأول انتصار عسكري كبير له على «داعش» منذ انهيار الجيش أمام التقدم المفاجئ لمقاتلي التنظيم قبل 18 شهراً.
ولاتزال توجد جيوب للمتطرفين في أنحاء متفرقة في المدينة لكن الجيش العراقي يؤكد أنه لا يواجه اي مقاومة منذ فرار المقاتلين من المجمع الحكومي الواقع وسط المدينة والذي كان يمثل آخر معاقلهم أمس الأول. وكان المجمع الحكومي في الرمادي المعقل الرئيس للمعارك لكن القوات الحكومية تريثت في الدخول اليه بعد انسحاب التنظيم بسبب تفخيخ مبانيه.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان بثته قناة «العراقية» الحكومية «نعم تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار».
وذكرت مصادر محلية أن عناصر «داعش» الفارين استخدموا المدنيين دروعاً بشرية أثناء هروبهم باتجاه الأطراف الشرقية من مدينة الرمادي خصوصاً بعد أن أدركوا أن انهيار قواتهم مؤكد أمام القوات الأمنية.
وقدر مسؤولون عراقيون قبل أسبوع عدد عناصر التنظيم في الرمادي بـ 440 مقاتلاً. ولم يتضح بعد عدد الذين قتلوا أو انسحبوا إلى مواقع أخرى خارج المدينة خلال جولة المعارك الاخيرة.
وأثنى الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الإنجاز الذي حققته القوات العراقية باستعادة الرمادي. ولعب الائتلاف دوراً كبيراً في العملية من خلال تدريب وتسليح المقاتلين المحليين وتقديم إسناد جوي نفذ خلاله 600 ضربة منذ يوليو الماضي في المنطقة.
وهنأ رئيس مجلس النواب سليم الجبوري العراقيين بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية بالتعاون مع أبناء الحشد العشائري.
وينتظر العراقيون تحرير محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل ثاني مدن البلاد، التي تعد أهم معاقل «داعش» في العراق الذي أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي «دولة خلافة» في مناطق سيطرة التنظيم التي تمتد في مناطق في العراق وسوريا.
من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن استعادة القوات العراقية لمدينة الرمادي هي «الانتصار الأهم» حتى اليوم في التصدي لـ «داعش».