شيخة العسم
دشن نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، أعمال تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح تقاطعي «ألبا» و»النويدرات»، وإنشاء الأساسات الخرسانية العميقة للجسور إيذاناً ببدء الأعمال الرئيسة، بكلفة 138 مليون دولار، وبتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ويستغرق تنفيذه 36 شهراً.
وقال نائب رئيس الوزراء إن الفترة المقبلة تشهد حراكاً متسارعاً على صعيد تطوير وترقية مستوى البنية التحتية في البحرين، نظراً لانتقال المشروعات الاستراتيجية المدرجة ضمن برنامج التنمية الخليجي من مرحلة التحضير لمرحلة الإنشاء والتنفيذ الفعلي.
وأضاف أن المشروع البالغ كلفته 138 مليون دولار أمريكي، يعكس ما التزمت به الحكومة في برنامج عملها من تأمين بنية تحتية داعمة للنمو الاقتصادي ذات معايير عالية الجودة بما يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية، ومن بينها تنفيذ مشروعات وخدمات الطرق والشوارع الرئيسة على نحو يوفر الأمن والسلامة المرورية، وضمان انسيابية الحركة.
وأوضح أن تركيز الحكومة الموجه نحو إقامة مشروعات نوعية في قطاع البنية التحتية، يعزز مبدأ الاستدامة التنموية والاقتصادية على حد سواء.
وضرب مثلاً بمشروع تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح «تقاطعي ألبا والنويدرات»، والذي يكتسب أهمية قصوى باعتباره أحد أكثر الشوارع حيوية وأقدمها ضمن شبكة الطرق الرئيسة والاستراتيجية في المملكة، ويحمل الحركة المرورية باتجاه جنوب البحرين، ويربط العاصمة المنامة بالمناطق الصناعية في سترة والمعامير والعكر، والمنطقة الصناعية المحيطة بمينائي سلمان وخليفة بن سلمان.
وأكد أن الشارع يوفر منفذاً لمناطق سند ومدينة عيسى وعوالي وبعض القرى الواقعة على جانبيه، ويخدم بعض المشروعات الإسكانية شرق سترة وجو وعسكر وهورة سند.
وذكر أن المشروع يكتسب أهمية أخرى باعتباره ممولاً من برنامج التنمية الخليجي، الذي بدأت عناصره تتشكل وثماره تقطف مع الإعلان عن جملة من المشروعات خلال العام الحالي، وما يعقبه خلال العام المقبل من إعلان البدء بتنفيذ عدد من المشروعات الاستراتيجية، أو الانتهاء من بعضها الآخر.
وأعرب عن خالص شكره وتقديره لصناديق الدول الخليجية الشقيقة المانحة عموماً، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية خاصة، لدعم وتمويل تطوير تقاطعي «ألبا» و»النويدرات» على شارع حيوي يحمل اسماً غالياً وعزيزاً على الجميع وهو اسم المغفور له صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
واستمع نائب رئيس الوزراء إلى شرح من وزير الأشغال والبلديات عصام خلف، خلال الاطلاع على محتويات معرض صور أعدته الوزارة ويوضح مراحل إنشاء المشروع وأهميته الحيوية كأحد المشروعات التنموية الرائدة في المملكة، قبل أن يضغط على زر التشغيل إيذاناً ببدء أعمال إنشاء الأساسات الخرسانية العميقة للجسور.
وعبر خالد بن عبدالله عن شكره وتقديره لوزير الأشغال على ما يضطلع به والفريق التنفيذي في الوزارة من جهود تسهم في تحقيق الرؤية الحكومية لتطوير وتعزيز البنية التحتية.
ومن المقرر أن تستغرق أعمال تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح «تقاطعي ألبا والنويدرات» حوالي 36 شهراً.
ويتضمن المشروع تحويل دوار «ألبا» إلى تقاطع من ثلاثة مستويات، وتحويل دوار «النويدرات» إلى تقاطع من مستويين، وتطوير وتوسعة جزء كبير من شوارع الشيخ جابر الأحمد الصباح والاستقلال والمعسكر والملك حمد لغاية شارع 96، وإعادة إنشاء شارع 15 المتجه جنوباً من دوار «النويدرات»، وإنشاء شارع جديد مزدوج يربط منطقة المعامير الصناعية بشارع الملك حمد جنوب دوار «ألبا»، وتطوير الشارع المؤدي إلى محطة تكرير البترول والمداخل والمخارج للدفاع المدني وشركة «بابكو».
من جانبه تقدم وزير الأشغال، بالشكر الجزيل للشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة على ما يوليه من اهتمام بالمشروعات الاستراتيجية للوزارة انطلاقاً من توجيهات ورؤية القيادة الحكيمة.
وقال «نحتفل اليوم بتدشين مرحلة جديدة من مشروع تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح تقاطعي ألبا والنويدرات، وهي تثبيت 466 أساساً خرسانياً عميقاً تتراوح أقطارها بين متر إلى مترين، ويتراوح طولها تحت الأرض بين ثمانية إلى 14 متراً، ما يمكن المقاول من البدء في المراحل التالية لإنشاء ثلاثة جسور في هذه المنطقة على امتداد التقاطعين».
وأضاف أن المشروع يحمل في طياته الكثير من التحديات المتوقع مواجهتها عند التنفيذ، لاسيما حجم الحركة المرورية على الشارع واكتظاظ منطقة العمل بالخدمات الأرضية كخدمات الكهرباء والماء والغاز والاتصالات، وهي مكونات تستوجب تحويل مسارات الخدمات الأرضية ضمن أعمال المشروع.
وأردف «يتم حالياً العمل على حماية الخدمات وتحويلها والتنسيق مع الجهات الخدمية ذات العلاقة لإصدار الموافقات، إلى جانب تنفيذ برنامج متكامل يستوعب الأعمال المنوطة بالجهات الخدمية بما يتوافق مع البرنامج الزمني للمشروع».
وأكد الوزير تحويل بعض هذه الخدمات ضمن مناقصة الأعمال التحضيرية والانتهاء منها مؤخراً، واستملاك العديد من الأراضي على جانبي الشارع وتمهيدها لتحويل بقية الخدمات عليها.
وأوضح أنه يجري حالياً العمل على تطوير خطة التحويلات المرورية وإخضاعها لنموذج محاكاة بالحاسب الآلي للتأكد من ملاءمتها للحركة المرورية، حيث سيتم عرضها ومناقشتها مع الشركاء الرئيسين الإدارة العامة للمرور ومجلس بلدي الجنوبية ومجلس أمانة العاصمة، للموافقة عليها قبل التنفيذ.
وانتهت وزارة الأشغال من الأعمال التحضيرية للمشروع في وقت سابق من العام الحالي، واشتملت على عمليات إزالة الأسوار والمباني داخل الأراضي المستملكة، وإعادة بناء الأسوار بحسب الإحداثيات الجديدة للأراضي، وتجهيز بعض مسارات تحويل خدمات الكهرباء والماء وخطوط الاتصالات.
وشملت الأعمال المنجزة تطوير شارع 2630 بالعكر الغربي الواقع في مجمع 626 ليوفر مدخلاً بديلاً متطوراً لأصحاب الأعمال والعملاء بالمعارض الواقعة شمال شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح بين مدخل العكر الغربي ودوار «النويدرات» بكلفة بلغت 10.5 مليون دولار.
حضر حفل التدشين وزير الطاقة، وزير الإسكان، وزير الصناعة والتجارة والسياحة، أعضاء مجلس النواب وأمانة العاصمة والمجالس البلدية، نائب مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لشؤون الاستثمار غانم الغنيمان، وعدد من كبار المسؤولين والمدعوين.
بداية المشروع
من جانبه أكد وزير الأشغال والبلديات والتخطيط العمران عصام خلف أنه العمل في المشروع سيبدأ فعلياً في نهاية يناير بدوار النويدرات، وبعدها سيبدأ العمل في دوار «ألبا «. وأشار إلى أن الحواجز التي تكون في التقاطع خاضعة للشروط العالمية وما يحدث من حوادث قد يحدث من خلال سلوك بشري وعدم انصياع للقوانين المرورية التي تأمن السلامة.
فيما قدم مدير إدارة مشاريع وصيانة الطرق المهندس سيد بدر علوي عرضاً شاملاً لمراحل التنفيذ، وذكر أن المشروع قائم على مرحلتين الأولى الأعمال التحضيرية وتكلفتها حوالي 4 ملايين دينار، وكانت قد بدأت منذ نوفمبر الماضي وتستمر حتى أكتوبر 2015 . أما المرحلة الثانية وهي الرئيسة «والتي تقدر كلفتها 46 مليون دينار تبدأ في أغسطس 2015 حتى نهاية 2018 .
وأشار العلوي إلى أن مجموع الجسور الثلاثة يبلغ 1.91 كيلومتر (كل اتجاه مروري مقاس على حدة)، بينما تبلغ كلفة أعمل تحويل كابلات نقل وتوزيع الكهرباء وبناء محطات توزيع جديدة حوالي 11 مليون دينار، وتبلغ كلفة أعمال تحويل أنابيب نقل وتوزيع الماء حوالي 2 مليون دينار، فيما تبلغ كلفة أعمال تحويل خطوط اتصالات بتلكو حوالي 720 ألف دينار، وكلفة أعمال تحويل خطوط أنابيب مياه الصرف المعالجة تبلغ حوالي 320 ألف دينار.
من جانب أخر، أكدت الوكيل المساعد للطرق المهندسة هدى فخرو بشأن تأثير المشروع على دوامات موظفي وعمال «ألبا» بأن هناك تنسيقاً مع تلك الشركات من حيث تغيير أوقات الدوام للموظفين لتقليل الدوام أثناء ساعات الذروة. مشيرة إلى أن هذا الأمر قمنا به سابقاً في مشاريع سابقة».
وأكدت فخرو «سيتم تفعيل موقع خاص لمتابعة مستجدات المشروع للاطلاع عليه من قبل المواطنين، كما سيتضمن الموقع لافتات كبيرة إعلانية لرسومات المشروع، وما يتم حالياً وما سيؤول إليه المشروع بشكل نهائي من خلال صور عرض».
إلى ذلك دعا رئيس مجلس المحافظة الجنوبية أحمد الأنصاري المواطنين الصبر على المشروع، مؤكداً أن المشروع يأتي بمثابة علاج لمريض يحتاج فترة لشفائه.