ولاتزال في حال الشرود والتوهان لأنها هي طبيعة أفكارك أن تكون عن حقيقة ما هو كائن يكون في شرود وتوهان، كان بإمكانك أن تستمع لصوت قلبك وتتبع إرشاداته عندما لم تجد أحداً هناك، لكن كيف لم تجد أحداً هناك وأنت عن الحب باحث؟
أنت هو العائق الأكبر في حياتك فأنى لك ألا ترى أحداً وأناك لا ترى سوى ما تبصره بعينيك من حالات ومستويات؟ فإن كنت أنت ساكناً ولست بباحث عن شيء من الأشياء، عن شخص من الأشخاص، فهل أنت حقاً هنا؟ لا أحد هنا، إنها هي الأنا التي تبحث في غياب، وغيابك هو للحشد غياب، فحينما تفتح عينك يختفي الأفراد وما يبقى سوى محيط وعي لا شكل له ولا أسماء ولا تعريف ولا مكان، من كل جانب بالكل يحيط، لأنه ما وجدت الأفراد إلا بسبب وجود عقول باتت لهؤلاء الأفراد هوية، إن رغباتك عن رغبات غيرك مختلفة لذا يحضر بينك وبين غيرك الاختلاف، الاختلافات تصنع المسافات وأنت تبحث هنا وغيرك يبحث هناك، فولدت المسافات وشقت الطرقات وولدت بيننا اختلافات وربما خلافات.
حينما تتنحى أفكارك عن طريقك، تختفي عندها الرغبات وما تتطلبه على الطرقات، تقصر المسافات فكيف لهكذا أفكار من وجود في هكذا مقامات وسياقات؟ حياتك ستصبح كنهر يصب في بحر من الحب ويدفق ليتوحد ويختلط مع ما انساب منه وتدفق، حتى تشعر أنك بالحب تذوب وتختفي فترتفع بنفسك وبها تحتفي.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية