الرياض - (وكالات): عقد خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في قصر اليمامة أمس، وجرى خلال جلسة المباحثات، استعراض العلاقات الثنائية، وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك كشف وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والتركي مولود جاويش أوغلو عن الاتفاق على تشكيل مجلس استراتيجي مشترك لتوثيق العلاقات السعودية التركية.
وزير الخارجية السعودي أكد أن اتفاق إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين سيحدث نقلة نوعية في العلاقات الثنائية.
وفي وقت سابق، استقبل خادم الحرمين الشريفين، الرئيس التركي، وذلك بعد وقت قصير من وصول أردوغان إلى العاصمة السعودية في زيارة رسمية، يبحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين السعوديين ملفات إقليمية ودولية أبرزها الأوضاع في سوريا، والحرب في اليمن، ومكافحة الإرهاب، والأوضاع في ليبيا، والعراق، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية والتجارية والتعاون في مجال الطاقة. وبعيد وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، انتقل أردوغان الى قصر اليمامة حيث كان في استقباله العاهل السعودي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وكانت الرئاسة التركية أفادت بأن الزيارة التي تستمر يومين، ستخصص للبحث في العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن الزيارة «تأتي في إطار تبادل وجهات النظر» حول سلسلة من «الأحداث والمتغيرات الجيوسياسية السريعة التي تمر بها المنطقة».
وأوضحت أنه «على رأس الملفات التي سيناقشها قادة البلدين، الأحداث في اليمن» حيث تقود السعودية منذ مارس الماضي، تحالفاً عربياً لدعم الشرعية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، دعماً للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.
كما يتطرق الجانبان، بحسب «الأناضول»، إلى «تطابق رؤية البلدين في حتمية رحيل نظام الرئيس بشار الأسد، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري (...) وتحفظهما على التدخل الروسي المباشر إلى جانب نظام الأسد».
وتشهد العلاقات بين أنقرة وموسكو توتراً شديداً منذ إسقاط تركيا طائرة حربية روسية كانت تشارك في الغارات الجوية التي بدأت موسكو تنفيذها في سوريا نهاية سبتمبر الماضي.
وتأتي زيارة أردوغان بعد اقل من أسبوعين على إعلان السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 35 دولة بهدف محاربة الإرهاب. وهي المرة الثالثة التي يزور فيها أردوغان السعودية هذه السنة، علماً بأن الزيارة الأولى في يناير الماضي كانت للمشاركة في تشييع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وقد تلتها زيارة مطلع مارس الماضي.