مآسيهم بدأت قبل سنوات، إلا أن العالم لم يهتز فعلاً إلا حين تلقى ضربة موجعة بانتشار صور لأطفال لاجئين قذفهم البحر جثثاً هامدة على شطآن الغربة.
رحلات الموت التي عبرها الآلاف صغاراً وكباراً أطفالاً وشيوخاً، لم تهدأ بعد رغم الذين سقطوا، لاسيما من سوريا باتجاه تركيا ومنها عبر البحر إلى أوروبا وبوابتها اليونان. جلهم أتى من بلدان عربية قضتها الحروب وظلم النظام وداعش كما في سوريا. من القذائف هربوا أو الحصار أو الجوع، بعضهم لامس أوروبا وبعضهم قضى قبل أن يصل اليابسة.
وحسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أجبرت الحروب والصراعات والفقر مليون شخص على الفرار إلى أوروبا عام 2015، وهو عدد لم يسبق له مثيل، وفقاً لتقديرات المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة.
وحتى 21 ديسمبر عبر نحو 972.500 شخص البحر الأبيض المتوسط، وفق أرقام المفوضية. فضلاً عن ذلك، تشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 34 ألف شخص قد عبروا براً من تركيا إلى بلغاريا واليونان.
وهناك واحد من بين كل شخصين من أولئك الذين عبروا البحر المتوسط العام -أي نصف مليون شخص- من السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. وشكل الأفغان نسبة 20 في المائة والعراقيون نسبة 7 في المائة.