أنس الاغبش

قبل فترة وجيزة، جذبني اهتمام أحد أندية الأطفال حينما كان ينادي منتسبيه من الأطفال وقت أذان المغرب، للاستعداد إلى التوجه إلى المصلى لأداء الصلاة وترك كل ما يلهو به الأطفال للتقرب إلى الله، وعلى التو توجه الأطفال في سرعة كبيرة استعداداً لأداء الصلاة.
مثل هذه الأندية تعتبر مثالاً يحتذى لتربية النشء تربية دينية صحيحة، بحيث تعلمهم ترك ما في أيديهم عند النداء إلى الصلاة، وبالتالي غرس قيم الأخلاق الدينية والتقرب إلى الله في نفوسهم، والأهم من ذلك الاعتماد على النفس حين سماع الأذان والتوجه تلقائياً إلى تلبيته.
كما أن مثل هذه العادة، تغرس في نفوس الأطفال حبهم للتقرب إلى الله، إلى جانب صقلهم بالمهارات المتميزة والتي تساعد بدورها على تهيئتهم ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع.
ولنا أن نتأمل الأهداف من وراء الأندية التي تساهم في تنمية الأطفال الناشئة سواء كان ذهنياً أو نفسياً، حيث تسهم في تأصيل الهوية الوطنية الثقافية للأطفال والناشئة من منطلق انتمائهم للثقافة الإسلامية العربية.
كما يتم توفير البيئة الملائمة لنمو شخصية الأطفال والناشئة والعمل على صقل مواهبهم الأدبية والفنية والعلمية، وتسهيل اندماجهم في المجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين فيه، بالإضافة إلى تحفيز عناصر التفكير العلمي والنقدي الخلاق لدى الأطفال والناشئة.
وتساهم أندية الأطفال الناشئة، في تنمية الحس الاجتماعي وتشجيع التعبير التلقائي والإبداعات الفردية والجماعية وربطها بالمجتمع المدني وتهذيب الذوق العام، بما يؤكد السلوكيات كمنطلق للمعاملات اليومية بين الأفراد والجماعات.
تلك الأنشطة المتميزة والتي تهدف إلى تربية الجيل الناشئ تربية دينية صحيحة، تحتم علينا إعادة التفكير في ضم أطفالنا إليها حتى يكونوا أفراداً ا فاعلين ونافعين لوطنهم في المستقبل، لكن قبل ذلك فإن إعدادهم على ذلك يجب أن يبدأ من المنزل.
كما يجب علينا أن نحدد غايتنا من تربية النشء تحديداً دقيقاً واضحاً، حتى يمكننا معرفة الوسائل المؤدية إلى هذه الغاية، وما لم نحدد غاية فإننا نسير بالأمة على غير هدى، وبذلك يتأثر الناشئ فى حياته بعوامل كثيرة، وإصلاح تربيته وقف على إصلاح هذه المؤثرات وتوجيهها نحو الغاية الخاصة، وأهم هذه المؤثرات: المنزل، المدرسة، والبيئة.