تقرير - أشارت مؤسسة جارتنر للأبحاث إلى أن 50% من شريحة المستهلكين في الأسواق الناضجة ستلجأ إلى استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء من أجل إجراء الدفعات أثناء الحركة والتنقل بحلول العام 2018. وتعد هذه التقنية إحدى الابتكارات العديدة التي تؤثر على تفضيلات العملاء على صعيد سوق التقنيات الشخصية.
وعندما يتعلق الأمر بممارسات الدفعات أثناء الحركة والتنقل، فهناك ثلاث أنواع منها متوفرة حالياً بالأسواق، وهي إجراء الدفعات عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء، والمحافظ الإلكترونية المتنقلة المعتمدة من قبل المصارف أو شركات توريد بطاقات الائتمان، والمحافظ الإلكترونية المتنقلة المعتمدة من قبل شركات البيع بالتجزئة مثل سلسلة مقاهي ستاربكس.
وتوقع التقرير أنه بحلول العام 2018، ستتم مشاهدة 75% من محتوى العروض التلفزيونية من خلال حزمة خدمات قائمة على التطبيقات في الأسواق الناضجة.
من جانبه قال محلل الأبحاث الأول لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر، ديريك أودونيل: «سينعكس الانتشار المتزايد لمشاهدة العروض التلفزيونية عبر التطبيقات بشكل مدمر على السوق التقليدية لمتابعة القنوات التلفزيونية المدفوعة الأجر، فقد بدأ المستهلكون بالفعل موجة تراجع عن متابعة القنوات التلفزيونية الشهيرة والمدفوعة الأجر لصالح الاشتراك بخدمات الفيديو عند الطلب S-VOD، على غرار Netflix وHulu Plus.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الظاهرة ستتنامى بشكل متسارع خلال السنوات الثلاث القادمة، ما سيشكل ضغطاً كبيراً على إيرادات شركات توريد خدمات العروض التلفزيونية المدفوعة الأجر، وخاصة على مستوى اشتراكات القنوات المتميزة».
وبالتزامن مع هذا التوجه السائد للإنفاق في السوق على مشاهدة العروض التلفزيونية عبر التطبيقات، ستشرع المزيد من الأسر إلى «قطع خدمات الكابل» بشكل كامل، ما سيشكل ضغطاً إضافياً على شركات توريد الخدمات التلفزيونية التقليدية والمدفوعة الأجر، التي يتوجب عليها طرح خدمات قائمة على التطبيقات لاستعراض محتواها من أجل الاحتفاظ بالقدرة على المنافسة، وذلك في ظل التنامي المستمر لثقافة مشاهدة العروض التلفزيونية عبر التطبيقات.
وبحلول العام 2019، سيشترك أقل من 20% من المستخدمين في الأسواق الناضجة في اتصالات باقة البيانات المتنقلة فقط، فمنذ إطلاق الجيل الثالث 3G من شبكات الاتصالات اللاسلكية، وصولاً إلى أصبح الجيل الرابع 4G من شبكات الاتصالات اللاسلكية المعيار الجديد للهواتف المحمولة ذات النطاق العريض في الأسواق الناضجة، تشهد عجلة استهلاك البيانات المتنقلة تزايداً مضطرداً.
ولا تزال معظم هذه العروض تتم عن طريق الهواتف الذكية، فشركات توريد خدمات الاتصالات CSPs تعمل على تعزيز باقات اتصالات البيانات المتنقلة فقط كميزة إضافية لخط الإنترنت الثابت ذو النطاق العريض، والذي بالإمكان الوصول إليه من خلال شبكة الـ Wi-Fi، إلا أن المستهلكين بحاجة لمرونة عالية في استخدام بياناتهم من خلال أجهزتهم أثناء الحركة والتنقل.
وتطرقت مدير الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر،ستيفاني باغداساريان، إلى هذه النقطة بالقول: «في الأسواق التي تنتشر فيها خطوط الإنترنت الثابتة ذات النطاق العريض وشبكات الـ Wi-Fi اللاسلكية على نطاق واسع، والتي تقدم فيها عروض شركات توريد خدمات الاتصالات CSPs الربط الشبكي كجزء من عروضهم الخاصة بالهواتف المحمولة، فإنه من الصعوبة بمكان طرح القيمة المضافة لباقة اتصالات البيانات فقط. وبالإضافة إلى ذلك، وعند التركيز على الكمبيوترات اللوحية بشكل خاص، لابد من الإشارة إلى أن الكمبيوترات اللوحية المزودة بالقدرة على إجراء اتصالات خلوية هي أغلى ثمناً وبشكل ملحوظ من مثيلاتها من الإصدارات المزودة بتقنية الربط مع شبكة الـ Wi-Fi اللاسلكية، وهو ما يعد أحد العقبات التي تقف في طريق صعود باقات اتصالات البيانات المتنقلة فقط». ومع ذلك، تحظى باقات البيانات المتنقلة فقط بفرصة أوفر نسبياً في الأسواق الناشئة، فمعدل مستخدمي الكمبيوترات اللوحية المربوطة بالشبكات الخلوية في الأسواق الناشئة يبلغ حوالي ضعف نظرائهم في الأسواق الناضجة، في حين يتجاوز معدل مستخدمي الكمبيوترات المحمولة المربوطة بالشبكات الخلوية في الأسواق الناشئة ثلاث مرات نظرائهم في الأسواق الناضجة.