الأمن حزام حيوي وضروري لـ «سترة الصناعية الاقتصادية»
المخربون صادروا حقوق الناس بحرية الخروج والدخول
مواطن: أصبحنا مسجونين في منازلنا أو مشردين خارجها
جعفري: ?60 من اقتصاد البحرين في سترة.. مهدد بالخطر
الأهلي: عزوف كبير عن بيع وشراء وتأجير العقارات في المنطقةكتب - محرر الشؤون المحلية:
أكد مواطنون واقتصاديون تضرر أهالي سترة من الأحداث الإرهابية التي تشهدها، موضحين أن هذه الأعمال باتت تعيق تنقلات المواطنين، وأدت إلى هبوط الاقتصاد بسترة وانخفاض أسعار العقارات.
وأشاروا، في تصريحات لـ»الوطن»، إلى أن جزيرة سترة تقع فيها أكثر من 60% من اقتصاد البحرين، وأن الأمن هو الحزام الحيوي لهذه المنطقة، وهو أمر ضروري يجب عدم الإخلال به.
وأكدوا انخفاض إيجارات المحلات التجارية بنسبة 30-40% بسبب الأزمة والأحداث الجارية، إضافة إلى عزوف الباعة عن فتح محلاتهم في سترة، رغم أن جزيرة سترة مكتظة بالسكان، وقد لعبت الأحداث الأمنية دوراً في ذلك.
وأوضحوا أن الأهالي باتوا إما مسجونين في منازلهم أو مشردين خارجها لا يستطيعون الدخول لها إبان الأحداث، ولا يعلمون من الذي أعطى الحق للبعض ليكتبوا على جدران المنازل عبارات سياسية. وقالوا «لم نصبغ منازلنا ليجعلوها سبورة لهم».
عزوف عن شراء العقارات
وقال رئيس جمعية العقاريين ناصر الأهلي «منطقة سترة شهدت ارتفاعاً فيما مضى إبان الطفرة العقارية من 2003 ولغاية الأزمة المالية في عام 2008، وبعد الأزمة المالية نزلت بعض الأراضي من سعر 20 ديناراً للقدم المربع إلى سعر 13، وهذا الوضع جرى في جميع المناطق في البحرين، إلا أن العقارات في المناطق الأخرى أخذت في الارتفاع تدريجياً، باستثناء منطقة سترة وبعض المناطق التي تشهد أحداثاً أمنية، فقد ظلت العقارات بها ثابتة، رغم أن منطقة سترة بها كثافة سكانية عالية والأراضي السكنية مطلوبة».
وتابع «بعد الأحداث الأمنية، عزف الجميع عن شراء العقارات في منطقة سترة، باستثناء أهاليها، كما انخفضت أسعار الإيجارات بشكل ملحوظ، فالشقق التي كانت تؤجر بالماضي بسعر 200 و250 ديناراً، باتت اليوم تؤجر بسعر 80-130 ديناراً، في حين أن مثل هذا الشقق تؤجر في مناطق أخرى بأسعار مضاعفة، أما إيجارات الفلل فلم تتأثر كثيراً لأن منقطة سترة لم تشهد تأجيراً للفلل بشكل كبير قبل الأزمة».
وتابع «العقارات التجارية هي الأخرى تضررت بعد الأحداث، فقد كنا نؤجر المحل التجاري بسعر 250-300 ديناراً للباب الواحد، والآن انخفضت بنسبة تتراوح من 30-40% بسبب الأزمة والأحداث الجارية، وهذا يدل على عزوف الباعة عن فتح محلاتهم في سترة، رغم أن جزيرة سترة مكتظة بالسكان، وقد لعبت الأحداث الأمنية دوراً في ذلك.
الأمن حزام حيوي للمنطقة
من جهته، قال الخبير الاقتصادي د.أكبر جعفري «جزيرة سترة تقع فيها أكثر من 60% من اقتصاد البحرين، إذ فيها مصانع التكرير والبتروكيماويات وعديد من الصناعات التحويلية، إضافة إلى معارض السيارات، فنحن نتحدث عن مبالغ بمئات الملايين، وهي مبالغ تجعل سترة هي منطقة حيوية، فأي تشويش على الأمن في كل المملكة وفي منطقة سترة خصوصاً له تأثير مباشر على الاستمارات الحالية فضلاً عن الجديدة، فالأمن هو الحزام الحيوي لهذه المنطقة، وهو أمر ضروري يجب عدم الإخلال به».
وتابع «هناك صعوبة في التنقل وصعوبة في المعيشة، ونسمع عن حذر في توظيف أبناء المناطق المضطربة أمنياً خوفاً من عدم قدرتهم على الذهاب لوظائفهم بسبب إغلاق الطرق، حركة تنقل المنتجات ومستوى تشغيل المصانع يجب ألا يتأثر بالأحداث الأمنية، فهذه جزيرة لا توجد لها مداخل متعددة، يجب عدم الإخلال به مهما كانت المسببات، والمتضرر الأكبر ذوو الدخل المحدود، والوصول لأهداف سياسية لا يكون عبر الإضرار بالآخرين ولكن بأسلوب حضاري، فالإضرار شيء لا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة، نتحدث من ناحية اقتصادية واجتماعية وأمن قومي، يجب أن نبتعد عن العنف والإضرار بحركة التنقل، من حق كل إنسان التعبير عن رأيه ولكن بأساليب حضارية وهي موجودة في البحرين وغير صعبة».
الإضرار بمصالح المواطنين
مواطن من جزيرة سترة، فضل عدم ذكر اسمه، أكد أن الأحداث الأمنية التي تحدث في سترة ألحقت العديد بالإضرار بمصالح المواطنين، وبات الأهالي إما مسجونون في منازلهم أو مشردون خارجها لا يستطيعون الدخول لها إبان الأحداث.
وقال «يخرجون للمطالبة بحقوقنا كما يدعون، وهم يصادرون أبسط حقوقنا المتمثلة في حرية الخروج والدخول للمنزل في أي وقت، يقومون بإغلاق الطرق بحواجز إسمنتية، ويرفضون فتحها للمواطنين حين يريدون العبور، يكتبون على جدران منازلنا عبارات سياسية، لا أعلم من الذي أعطاهم الحق في الكتابة على جدران منازلنا، لم نصبغ منازلنا ليجعلوها سبورة لهم».
وتابع «أحياناً كثيراً تحدث حالات طوارئ لمواطنين تستدعي نقلهم للمستشفى، ولكن بسبب إغلاق الطرق بحواجز يستحيل على الشخص العادي فتحها، يبقى المواطن في المنزل، فلا أهله قادرون على الذهاب به للمستشفى، ولا سيارة الإسعاف قادرة للوصول إلى منزله، فتنتكس حالته بسبب ذلك.