عائشة عبدالرحمن



حذر أخصائي علاج البصر شريف محمد من شراء العدسات اللاصقة من المواقع الإلكترونية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الإنستغرام وفيسبوك، لافتاً إلى أنها تفتقد الأماكن الصحية لتخزينها، إضافة إلى أن غالبيتها مزيفة وغير معروف مصدرها الحقيقي وهو ما يهدد بخطر فقدان البصر.
وأكد في حوار لـ»الوطن» أهمية النظافة الشخصية قبل ارتداء العدسات وتخزينها في المحلول المخصص، واستخدام علبة معقمة مخصصة لذلك الغرض.
وأشار إلى ضرورة ارتداء العدسات في الوقت المحدد لها إما يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، لافتاً إلى أهمية عدم المبالغة في ارتدائها.
ولفت إلى أنه حال وجود التهابات في العين فيجب عدم ارتداء العدسات اللاصقة مطلقاً ومراجعة الطبيب المختص على الفور.
وذكر شريف أن تطوير إجراء زيادة سمك القرنية للحد المطلوب بما يسمح لنا استخدام الأشعة الفوق بنفسجية أثر إيجابياً على سير هذا النوع من العمليات وزيادة نسبة الحالات التي يستطيعون إجراءها لـ90%.. وفيما يلي سطور الحوار..
ساهمت في تطوير إجراء عمليات القرنية، فهل تشرح لنا بالتفصيل كيفية القيام بذلك؟
- كنت أعمل أخصائي بصريات بأحد المراكز المتخصصة للعيون بالبحرين، وكان هنالك عملية جديدة لمرضى القرنية المخروطية تدعى crosslinking، وكانت معايير العملية محددة لإجرائها ومنها سمك القرنية والذي يجب ألا يتجاوز 400 ميكرون حتى يتم إجراؤها عن طريق استخدام أشعة uv، ومادة تدعى رايبوفلافين، وكانت معظم الحالات التي كنا نجريها يكون سمك القرنية أقل من المطلوب، ولكن بفضل الله قمت بتطوير إجراء العملية بحيث زاد سمك القرنية للحد المطلوب بما يسمح لنا استخدام الأشعة فوق البنفسجية.
كيف أثر ذلك إيجابياً على سير العملية في البحرين؟
- بعد التطوير الذي أجريناه زادت نسبة الحالات التي تستطيع إجراء هذه العملية 90%.
ما هي القرنية المخروطية؟.. وما الذي تعالجه العملية للأشخاص الذين يعانون منها؟.
- القرنية المخروطية عبارة عن تلين في سمك القرنية لأسباب عدة منها وراثي أو التهاب فيروسي ناتج عن سوء استخدام العدسات اللاصقة، بحيث إن المريض لا يستطيع أن يرى الأشياء بوضوح ولا تستطيع النظارة الطبية أن تصحح الإبصار، والعلاج في السابق كان عن طريق العدسات اللاصقة الصلبة أو زراعة الحلقات أو زراعة القرنية، أما الآن مع هذه العملية فهو يمنع من زيادة تليين القرنية ويثبته على ما هو عليه بحيث لا يلجأ المريض مستقبلاً لعملية الزراعة أو حصول أي مضاعفات أخرى.
هل عملية crosslinking آمنة؟ وماذا عن المضاعفات والأعراض الجانبية؟
- العملية من أكثر العمليات بساطة وليس لها أي مضاعفات تذكر ولا يحتاج المريض للتخدير، ويجب على المريض اتباع إرشادات الطبيب بعد إجراء العملية، وتطورت العملية من حيث مدة استغراقها للوقت من ساعة إلى 15 دقيقة تقريباً.
ماذا عن أكثر الحالات الإنسانية التي قمت بعلاجها؟
- كانت هناك طفلة 8 سنوات تعاني من كسل في البصر في عينها اليسرى وكانت لا تستطيع أن تعالج بالنظارة الطبية للفرق الشاسع بالدرجات بين العين اليمنى واليسرى، فكان يجب أن تستخدم العدسات اللاصقة، وتم وصف عدسة خاصة بها بحيث تستطيع النوم بها مع شرط المراجعة بشكل أسبوعي لتعقيم العدسة والعين واستمرت الحالة لمدة 6 أشهر وبفضل الله تم علاجها حتى وصلت حدة الإبصار إلى 6/6.
- وما هي أكثر الحالات طرافة؟
- هناك الكثير من الأمور الطريفة والغريبة التي مرت بي خلال عملي كفاحص بصر، ولكن هناك حالة لا أستطيع أن أنساها منذ أكثر من 17 عاماً، حينما جاءتني مراجعة آسيوية لفحص النظر وقد سألتها عن ماذا تشكي من مشاكل في الإبصار، فبدأت بشرح مشكلتها وبعدها بدأت في البكاء معتقدة أنها تعاني من مشكلة خطيرة وكانت خائفة جداً، إلا أنه وبعد الفحص تبين أنها لا تعاني من أي مشاكل مرضية في العين بل تحتاج فقط لنظارة طبية بسيطة.