لقد أشبع هذا الموضوع بحثاً منذ الأزل ومازال يطرق حتى هذه اللحظة، وإن ما دفعني إلى الكتابة فيه هو تركيز جميع المقالات على فئة الشباب وعلى آثاره الإيجابية والسلبية وعلاقته المباشرة بانحراف الشباب أو علاقته في التنمية العقلية والجسدية فيما لو التحق هؤلاء بمعسكرات صيفية للتدريب، ولكن أين الاهتمام بأوقات الفراغ لدى المسنين أو المتقاعدين سواء قام بهذا الدور الأسرة أو مؤسسات المجتمع المدني أو الدولة.
من حق هؤلاء أن يقضوا ساعات نهارهم بما يشغلهم عن التفكير في أعراض شيخوختهم أو تفكيرهم بأنهم أصبحوا عبئاً على أسرهم أو في أحسن الأحوال تحويلهم إلى مراكز الشيخوخة، إن هؤلاء الأشخاص لديهم خصائص انفعالية وسلوكية في هذا العمر كما إن غالبيتهم لديه الخبرة سواء في مجال عملهم السابق أو في مجالات أخرى.
إن الاستفادة من خبرات هؤلاء في شتى المجالات يمكن أن يقضي على أوقات فراغهم بما يفيدهم ويفيد المجتمع ويفضي إلى تقوية إحساسهم بأهميتهم في المجتمع بدلاً من إحساسهم بأنهم أصبحوا عالة عليه وعلى مجتمعهم، فهناك بعض المحاولات الخجولة للعناية بكبار السن وخصوصاً من بعض الجمعيات الخاصة ولكن هذه لا تكفي لسد جميع الاحتياجات، وهناك العديد من الأفكار التي يمكن أن تساهم في حل مشكلة تقضية أوقات الفراغ لدى المسنين وقبل أن اقترح بعض الاقتراحات حبذا لو تتوفر إحصائية بعدد كبار السن العاطلين عن العمل والذين يحتاجون رعاية لشغل أوقات فراغهم.
أقترح أن تقوم وزارة العمل مؤسسات المجتمع المدني بسد النقص أو العجز في بعض التخصصات من خلال اختيار بعض هؤلاء مقابل مبالغ رمزية وساعات عمل قليلة أو في تقديم المشورة أو من خلال عمل أندية لكبار السن يمارسون ما يستطيعون من رياضة أو الرسم أو العزف على الأدوات الموسيقية.
إن الاهتمام بمثل هؤلاء هو وأجب أخلاقي وديني وإنساني يمكن أن ينمي تقديرهم لذواتهم ويساهم في رفع كفاءتهم النفسية والبدنية بدلاً من أن يكونوا عالة على المجتمع فهل سنحظى برعاية؟!
عمار محمود عبدالعال
مدير قنوات التواصل الاجتماعي
فريق البحرين للإعلام التطوعي