أبو ذر حسين


أكد سفير السودان لدى البحرين عبدالرحمن خليل أفندي، موقف بلاده المتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة، موجهاً رسالة لطهران مفادها «نحن قوة يصعب ابتلاعها».
وقال لـ»الوطن» إن الخطوة السودانية بقطع العلاقات مع إيران جاءت على خلفية حادثة الاعتداء الغاشم على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.
وأضاف أن بلاده تنظر للأمن القومي العربي ككل، وأن أي انتهاك لأية دولة عربية يمثل تهديداً للأمن السوداني، قبل أن يتابع «لا نتأخر في ردع أي عدوان على البلاد العربية».
واعتبر ما أقدمت عليه إيران مؤخراً، مواصلة لتدخلاتها في شؤون الدول العربية، لافتاً إلى أن هجومها على السفارة انتهاك للقانون الدولي ومبادئ العمل الدبلوماسي.
وأكد أن استهداف السفارة السعودية في طهران، جاء لرمزية المملكة العربية السعودية في أنها حاملة اللواء السني بالعالم، مبيناً «هذا ما يقودنا إلى التضامن مع كل خطوات الرياض، حتى تعرف طهران أنها أمام قوة حقيقية لا يسهل ابتلاعها».
وذكر السفير السوداني أن بلاده دخلت في التحالف العربي بقيادة السعودي لإعادة الشرعية لليمن، وتأمين البحر الأحمر، وقال «نحن في السودان لا نساوم على أمن السعودية، باعتبارها تمثل العمق الاستراتيجي لأمننا».
وأوضح «إننا في البدء بادرنا بإدانة الهجوم على السفارة، ومن ثم اتبعناه بقرار قطع العلاقات فوراً، وأمهلنا أعضاء السفارة الإيرانية بسحب أفرادها خلال أسبوع».
وقال إن التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة يبعث على القلق، والآن قد طفح الكيل، وأضاف «إيران ما فتئت تتدخل في شؤوننا العربية من خلال إحداث التخريب، وثبت ذلك بالدليل القاطع».
وأشار إلى أن التصريحات الإيرانية المتوالية بشأن البحرين والتدخل في شؤونها وانتهاك سيادتها، كان من الطبيعي أن يقود المملكة لاتخاذ إجراء تجاه سياساتها، فكانت الخطوة الدبلوماسية الأولى بقطع العلاقات بشكل جزئي، ولم تتورع طهران في تدخلاتها بالبحرين فكان لزاماً على الدولة أن تقطع علاقاتها مع هذا البلد بشكل كامل.
وأوضح أن هناك بعض الدول العربية اتخذت خطوات متفاوتة تجاه التدخلات الإيرانية، مستدركاً «يجب أن تتضامن الدول العربية بشكل كامل من خلال اجتماع الجامعة الذي دعت إليه السعودية خلال الأيام المقبلة، سيما أن الرياض أصبحت تأخذ دورها الطليعي والقيادي في الساحة العربية منذ قيادتها الرشيدة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولابد أن يكون القرار العربي موحداً ومتضامناً مع النهج السعودي بالكامل تجاه إيران».
وأكد أن إيران لم تكتف بتأجيج الفتنة الطائفية في البحرين، وإنما مارست نفس الأدوار بطرق مختلفة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وبين «إننا في السودان عندما شعرنا بأن تدخلات طهران في الشأن الداخلي تؤدي للفتنة، وتهدف لتصدير ثورتها ونشر مذهبها دون احترام مذهب أهل السنة الجامع في السودان، أغلقنا المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم والحسينيات في أنحاء من العاصمة».
وكانت وكالة الأنباء السعودية «واس» ذكرت أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد السعودي، تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدولة بالرئاسة السودانية مدير عام مكاتب الرئيس ومجلس الوزراء طه عثمان الحسين.
وبين طه عثمان الحسين خلال الاتصال أن السودان قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران، مؤكداً إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة عبر نهج طائفي.
ودانت الخرطوم «إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، معبرة «عن وقوف السودان وتضامنها مع السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة حياله».