شيخة العسم



وصف برلمانيون قرار البحرين بقطع علاقاتها مع إيران بـ «الصائب الحكيم»، لافتين إلى أن القرار جاء بعد استمرار إيران في تدخلها السافر بشؤون البحرين، وتهريب المتفجرات وإيواء الإرهابيين إضراراً بأمن المملكة.
ودعا البرلمانيون في تصريحات إلى «الوطن»، إلى اتخاذ خطة تالية بحظر سفر البحرينيين إلى إيران، ووقف كل أشكال التعامل التجاري والاقتصادي مع طهران.
القرار حكيم
ووصف النائب عبدالحليم مراد، قرار البحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بـ»الحكيم» و»الصائب»، لأنه يلامس إرادة ورغبة وآمال المواطنين بعدما عانوا خلال السنوات القليلة الماضية من تدخلات إيران في الشأن البحريني، وأثره على الشارع والتأزيم الحاصل.
وقال «لا يخفى على أي إنسان في البحرين كم العناصر الإرهابية المكتشفة في البحرين وتدربت في إيران في معسكرات الحرس الثوري، بهدف النيل من استقرار المملكة والإضرار بمواطنيها».
وأوضح مراد أن القرار يلامس أيضاً واقع وشعور الشعوب الخليجية والعربية، لافتاً إلى أن البحرين شهدت سلسلة طويلة من التدخلات الإيرانية السافرة والمستفزة الهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها.
وأعرب عن اعتقاده أن دول الخليج صبرت «صبراً جميلاً»، بعد أن أمعنت إيران في إيذاء جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، مستشهداً بأحداث 2011 في البحرين.
للصبر حدود
واستنكرت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة سلمان، العمل السافر الذي أقدمت عليه إيران عبر سماحها باستهداف المقر الدبلوماسي للمملكة العربية السعودية الشقيقة بطهران، لتمرير أجنداتها الطائفية البغيضة عبر تدخلها الفج في سيادة الدول وأحكام القضاء الخاصة بجرائم إرهابية يدينها العالم بأسره.
وأكدت سلمان تأييدها التام لخطوات البحرين بقطع علاقاتها مع إيران، وتضامنها التام مع الشقيقة السعودية، معتبرة إياه واجب عربي ووقفة حق بوجه كل من يريد استهداف الأمن الخليجي والعربي المشترك.
ولفتت إلى أن جميع محاولات السلام ودعوات حسن الجوار من دول الخليج العربي لإيران، قابلتها الأخيرة بنكران وبزيادة التدخلات والتعالي ودعم الإرهاب.
وأوضحت أن البحرين من أكثر الدول معاناة من تدخلات إيران السافرة، مشددة على أن قطع العلاقات دليل على نفاد الصبر تجاه تهديد إيران للسلم الوطني وسعيها للعبث الدائم بأمن المملكة ووحدة الخليج.
الموقف شجاع
وقال الشوري جمعة الكعبي «نشكر هذه الخطوة المباركة والدول المتخذة لقرار قطع العلاقات، وكان المفترض أن يأتي هذا الإجراء باكراً، رداً على انتهاكات إيران لسيادة الدول في سوريا والعراق والسعودية والبحرين».
وأضاف «ما حدث أمس أثلج صدورنا بحق»، مستدركاً «لكن يجب أن تكون هناك خطوات أخرى تتبعها الدولة ومنظومة الخليج والدول العربية، وأن تقف بيد واحدة ضد إرهاب إيراني بات يهدد أمننا ومستقبلنا، بسياسة طائفية تفرق صفوف المسلمين «.
وأردف «ما حدث مؤخراً في السعودية وما حدث لسفارتها بإيران أمر مؤسف، وما اتخذته السعودية والسودان والبحرين، جاء رداً على انتهاكات إيران لاتفاقية فيينا، بعدما كانت من أوائل الدول الموقعة عليها قبل 35 سنة».
وأكد أن طهران لم تلتزم بنص الاتفاقية لجهة حماية مقرات السفارات، وعلى العكس فإنها وقفت مع الإرهاب ضد سفارات دول عديدة مثل أمريكا وبريطانيا والبحرين وأخيراً السعودية.
ووصف موقف البحرين والدول الأخرى بـ»الموقف الشجاع»، وقال «يجب أن تصل رسالتنا نحن الشعب والحكومة والدول المجاورة بأنه يجب على إيران أن تكف عن شرورها».
وأوضح أن أيران ما زالت تحاكي أحلامها المريضة التاريخية مخالفة للواقع، لافتاً إلى أن إعدام السعودية لثلة من الإرهابيين هو شأن داخلي وعلى إيران ألا تتدخل.
الحسم ضد إيران
ووصف النائب علي المقلة القرار بـ»الخطوة الموفقة» والمباركة، مؤكداً أن الإجرام الإيراني كان يحتاج لمواجهة حاسمة، بعدما صبرت البحرين على التدخلات الإيرانية بما يكفي خلال السنوات الماضية، وتعاملت معها بمبدأ حسن الجوار، مستدركاً «إلا أن إيران لم تكن على مستوى المبدأ، ولم تحترم حسن الجوار، وتطاول شرها لأكثر من دولة حتى باتت منطقة الخليج العربي تعيش صراعات طائفية لم تكن معروفة من قبل».
وأكد المقلة أن الدول العربية المساندة للمملكة العربية السعودية في قرارها والبحرين بمقدمتها، تعلم تماماً مدى التدخلات الإيرانية في المنطقة ومحاولاتها لإشعال فتيل الأزمات في كل الدول، لافتاً إلى قرار السودان بقطع العلاقات.
وقال إن العلاقات الدولية لا تبنى على المؤامرات، ولكنها تعتمد على مصالح الدول خاصة المرتبطة بحدود.
بينما قال النائب إبراهيم الحمادي «لا يخفى على أحد حجم الضرر الآتي من إيران وسياساتها العدوانية تجاه البحرين بشكل خاص ودول مجلس التعاون عامة».
وأضاف أن إيران دأبت على تصدير الإرهاب والمشاكل بهدف ضرب دول الخليج في اقتصادها واستقرارها، وخلق فتنة هي من زرع بذورها حتى أصبح الساسة الإيرانيون يجاهرون بكرههم وعدائهم تجاه أنظمة وشعوب المنطقة، حتى أصبح من الطبيعي أن يطالب أبناء الخليج بوضع حد للغطرسة الإيرانية.
وذكر أن شعب البحرين طالب مراراً وتكراراً الحكومة باتخاذ إجراء لقطع العلاقات مع إيران وسد باب لا يأتي منه إلا الضرر، لافتاً إلى أن القرار الصائب بقطع العلاقات يضع المملكة على الطريق الصحيح.
جهود سعودية مقدرة
وأشاد النائب أنس علي بوهندي بالجهود الكبيرة لكافة الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية في القبض على الجماعات الإرهابية المتبنية للقتل والتفجير وترويع المواطنين والمقيمين في المملكة.
وبارك الأحكام القضائية بتنفيذ حكم القصاص في المجرمين شرعاً، مذكراً بقوله تعالى في سورة البقرة «ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون».
وأضاف «أثبتت الأدلة واعترافات المجرمين بأن الدعم يأتي مباشرة من إيران، لمساعدتهم على قلب أنظمة الحكم في دول المجلس، للنيل من المكتسبات المحققة وتوسيع نفوذ إيران للوصول إلى المشروع الصفوي الكبير».
وبين بوهندي أن التصريحات الإيرانية المستفزة والمستمرة والرسائل الموجهة مباشرة من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين هي من توجه هذه الجماعات، ما يحتم على كافة الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، اتخاذ كافة التدابير الممكنة لردع هذه الجماعات الإرهابية.
من جهة أخرى طالب النائب بوهندي الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي باتخاذ موقف موحد وحازم وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران، وسحب سفراء دول المجلس من إيران وطرد السفراء الإيرانيين، لإيصال رسالة صريحة وواضحة بأن موقف إيران الداعم للإرهاب مرفوض ويواجه بالقوة والحزم.
من جانبه أشار الشوري أحمد الحداد، إلى أن القرار صائب ويأتي منسجماً مع القانون الدولي وطبقاً لمصالح الدول وعلاقاتها مع بعضها البعض ومبدأ حسن الجوار.
وقال إن البحرين اتخذت الخطوة الصحيحة في الوقت المناسب، بعد أن استنفذت كل السبل الدبلوماسية في الحفاظ على حسن الجوار مع الدولة الفارسية التي لطالما تدخلت في شؤون المملكة.
وأضاف أن القرار يأتي تضامناً مع المملكة العربية السعودية فيما حدث لسفارتها في طهران، ويتناغم مع سياسات دول مجلس التعاون الخليجي ومبدأ الوحدة والمصير المشترك.
ورحبت الشورية سوسن تقوي بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وسحب جميع أعضاء بعثة المملكة لدى إيران، مؤكدة أن هذا القرار يأتي في هذا الوقت ليعكس وحدة الموقف مع المملكة العربية السعودية، ويصب في اتجاه التأكيد على أن أي مساس بالشقيقة السعودية هو مساس بالبحرين.
وجددت تقوي استنكارها للتعنت والإصرار من الجانب الإيراني على التدخل في شؤون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والإساءة لها دون أي اكتراث بعلاقات حسن الجوار، والإمعان في انتهاك المواثيق الدولية عبر الاعتداء على البعثات الدبلوماسية للدول، مؤكدة أن هذه الممارسات تعكس الوجه الحقيقي لإيران كمصدر للأزمات والإرهاب والتطرف والفتنة في المنطقة.
في حين قال الشوري بسام البنمحمد «هي خطوة حازمة نشيد بها، وقرار حكيم من قبل قيادتنا، ورسالة شديدة اللهجة لإيران تبين مدى انزعاج الدول والشعوب للسياسات والممارسات الإيرانية».
فيما أكدت الشورية فاطمة الكوهجي «ننتظر المزيد من العقوبات الأخرى على إيران، وحكومة البحرين لم تتخذ هذا القرار الحكيم بين ليلة وضحاها إلا بعد دراسة وبراهين، تؤكد دسائس إيران في كل عمل إرهابي حدث في البحرين، وننتظر المزيد من الدول الأخرى لتتخذ مثل هذا القرار».
وقال النائب جمال بوحسن «هو ليس مطلباً شعبياً فقط، وإنما هو إلحاح شعبي ننتظره منذ زمن بعيد لما عاناه البحرينيين من إرهاب إيران وتدخلاتها».
وأضاف «سأقدم في الجلسة المقبلة لمجلس النواب مقترحاً باتخاذ الخطوة التالية وهو قطع العلاقات التجارية مع إيران، ومنع المواطنين البحرينيين من زيارتها».