ودعت المنامة، عام 2015، الذي احتفت فيه بالتراث تحت شعار «تراثنا ثراؤنا»، واستحضرت فيه هيئة البحرين للثقافة والآثار أجمل ما في الإنتاج الإنساني البحريني، العربي والعالمي من عناصر تراثية توزعت على العديد من البرامج والأنشطة والمشاريع المختلفة التي روجت لتراث المملكة العريق وعززت من مكانتها كوجهة رائدة للسياحة الثقافية إقليمياً وعالمياً.
المواسم الثقافية
واصلت الثقافة خلال عام 2015 العمل على إقامة المواسم الثقافية في مملكة البحرين، ففي ربيع الثقافة الذي احتفى بذكرى انطلاقته العاشرة وجاء بعنوان «عشر إضاءات»، استدرجت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية أجواء متنوعة عائلية وشبابية وقدمت تجارب عالمية مختلفة ما بين الموسيقى، الأدب، الفكر والفنون البصرية.
وجاء صيف عام 2015 مميزاً، عبر مهرجان صيف البحرين وحديقة نخول اللذين لازما الجمهور البحريني في مدة تقارب الشهر تواصلت فيه الأنشطة والفعاليات وتنوعت ما بين ورش العمل، العروض المسرحية، اللقاءات الثقافية التفاعلية والحفلات الاستعراضية والموسيقية وغيرها الكثير.
أما مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 24، فقدم آفاقاً موسيقية متعددة انطلقت مع العرض العالمي المشهور آنا كارينينا في مسرح البحرين الوطني، ليتجه بعد ذلك إلى الصالة الثقافة مع الحفلات.
بدوره، واصل مهرجان التراث في نسخته 23 اشتغاله على تعزيز مكانة الموروث الوطني والثقافي لمملكة البحرين.
وقدم «تاء الشباب» في نسخته السابعة، في 2015 العديد من الفعاليات موزعة على مبادرات التاء الست.
وضمن اشتغالها الفني، أقامت الهيئة ، برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، في نسخته الحادية والأربعين.
المشاركات الدولية
شاركت مملكة البحرين في إكسبو ميلانو عبر جناح وطني حمل اسم «آثار خضراء»، عملت هيئة البحرين للثقافة والآثار من خلاله على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد للمملكة، حيث تمحورت فكرة الجناح حول تقديم مشهد طبيعي مستمر مكون من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهة معينة أصلية في البحرين، إضافة إلى معرض ضم قطعا وتحفا أثرية استحضرت التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين. وبعد 6 أشهر من الاشتغال الثقافي، الإنساني والحضاري، استطاع جناح المملكة أن يحصد الجائزة الفضية في فئة الجوائز المخصصة للهندسة المعمارية في الإكسبو ليسبق عبر فوزه هذا حوالي 50 جناحاً وطنيا مشاركاً في المعرض. وقد اختارت لجنة التحكيم الدولية مبنى جناح «آثار خضراء» كثاني أفضل مبنى ضمن الشروط المعمارية الموضوعة من قبل إدارة الإكسبو والتي تراعي شعار دورة الإكسبو لعام 2015م «تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة» وخصوصية الاستدامة والبناء وجمال الشكل الفريد. وقد حصلت فرنسا على المرتبة الذهبية والصين على المرتبة البرونزية من الفئة ذاتها.
وخلال عام 2015، حظي التمثيل الدولي لمملكة البحرين في المحافل الإقليمية والدولية باهتمام والتزام الثقافة في عدة مناسبات كان من بينها مشاركة مملكة البحرين في معارض الكتاب حول العالم التي من بينها معرض فرانكفورت للكتاب. إضافة إلى ذلك، فقد شاركت الهيئة في موسم أصيلة الثقافي الدولي السابع والثلاثين.
وشهد عام 2015، ومنذ بداياته على عمل الثقافة لتقديم النتاج التراثي الإنساني من حول العالم في عروض متحفية مختلفة، حيث استضاف متحف البحرين الوطني عدة معارض منها: معرض «النساء الأمازيغيات في المغرب» بالإضافة إلى معرض الأزياء الإيطالية «سيلسيا الليبوبارد في مجموعة بيراينو»، ومعرض «كليلة ودمنة، حكايات عبر الزمن»، كما استضاف المتحف مع نهاية عام 2015 معرض «روائع المهراجا.
أما باب البحرين، فقد شهد نهاية شهر ديسمبر على افتتاح «دائرة البريد: تاريخ وتوثيق».
واستضاف مسرح البحرين الوطني خلال 2015 أمسيات مسرحية وموسيقيّة عربية وعالمية. فيما حظي العمل والإنجاز الثقافي البحريني باهتمام وتقدير العديد من الجهات حول العالم، فقد حصل جناح البحرين الوطني المشارك في إكسبو ميلانو «آثار خضراء» على الجائزة الفضية في فئة الجوائز المخصصة للهندسة المعمارية، أما برنامج «ثقافة البحرين» للأجهزة الذكية فقد حصل على «الجائزة الذهبية» لأفضل برنامج خاص بالأجهزة الذكية في مجال الثقافة، وذلك خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز أفضل التطبيقات الذكية في العالم العربي الذي أقيم في دبي بتنظيم من أكاديمية جوائز التميز بالتعاون مع المنظمة العربية للمسئولية الاجتماعية.
كذلك فقد كرّم الصندوق العالمي للآثار «World Monuments Fund» معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر منحها جائزة «2015 Watch Award» كأول شخصية عربية تفوز بها، خلال احتفال الهارديان جالا السنوي، حيث كرم أيضاً الملكة صوفيا ملكة إسبانيا. وتزامن الاحتفال مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه ال 50. أيضا، فقد نالت الشيخة مي جائزة المرأة العربية السنوية لعام 2015م في المجال الثقافي والتعليمي، حيث تسلمت معاليها الجائزة خلال حفل تكريم أقيم بالعاصمة البريطانية لندن.
وفي عملها للترويج لتراث البحرين وتعزيز الوعي بأهميته، دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال عام 2015 مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية.