عواصم - (وكالات): دان مجلس الأمن الدولي «بأقصى حزم ممكن الاعتداءات» على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد شمال شرق إيران، وطالب طهران بـ «حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية» طبقاً لالتزاماتها الدولية، بينما استدعت الكويت سفيرها من إيران احتجاجاً على الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، لتصبح رابع دولة عربية تقطع أو تحد علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فيما أعلنت البحرين وقف الرحلات الجوية من إيران وإليها، غداة إعلانها قطع علاقاتها الدبلوماسية، لتحذو بذلك حذو السعودية، مؤكدة أنها ستتخذ «الإجراءات اللازمة بغية عدم تضرر المسافرين ممن لديهم حجوزات مسبقة». من جانبه، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عقد اجتماع «استثنائي» لوزراء خارجية المجلس في الرياض السبت المقبل، «لتدارس تداعيات حادث الاعتداء» على السفارة والقنصلية السعوديتين.
وفي وقت سابق، طالب مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، إيران «بالالتزام بحماية المنشآت الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وباحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وفعلاً»، مضيفاً «لا نريد اعتذاراً من إيران، وإنما نريد أفعالاً لوقف الانتهاكات». وكانت إيران قد بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي أعلنت فيها عن أسفها للاعتداء على السفارة السعودية، وتعهدت فيها بعدم تكرار الاعتداء على البعثات الدبلوماسية. من جهته، قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال على حسابه بموقع «تويتر» إنه ألغى دراسة جميع المشروعات والاستثمارات في إيران. وفي وقت لاحق، قالت الشرطة السعودية إن «مثيري شغب» أحرقوا حافلة كانت تقل عمالاً في المنطقة الشرقية التي يتحدر منها نمر النمر، في حادث لم يؤد إلى وقوع إصابات.
وتفاقمت الأزمة الحادة بين السعودية وإيران على خلفية التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية السعودية، واعتراض إيران على إعدام الإرهابي نمر النمر، والاعتداءات التي طالت البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد. ودان مجلس الأمن الدولي «بأقصى حزم ممكن الاعتداءات» على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد.
وجاء في بيان أن المجلس «أعرب عن قلقه العميق أمام هذه الاعتداءات» وطلب من طهران «حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها» وكذلك «الاحترام الكلي لالتزاماتها الدولية في هذا الخصوص».
وذكر البيان أن اتفاقيات فيينا تلزم الدول حماية البعثات الدبلوماسية «ودعا جميع الأطراف إلى اعتماد الحوار واتخاذ إجراءات لتخفيف التوتر في المنطقة».
وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إن «هذه الهجمات تشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاقيات فيينا» حول حماية البعثات الدبلوماسية وإن الرياض ترغب في أن يصدر مجلس الأمن بياناً يدين هذه الأعمال.
وكانت إيران قد بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي أعلنت فيها عن أسفها للاعتداء على السفارة السعودية، وتعهدت فيها بعدم تكرار الاعتداء على البعثات الدبلوماسية. إلى ذلك، أعلن المعلمي أن الأزمة مع إيران «لن يكون لها تأثير» على جهود السلام في سوريا واليمن.
في خضم ذلك، وصل الموفد الدولي ستافان دي ميستورا إلى الرياض حيث التقى ممثلين للمعارضة السورية قبل الانتقال إلى طهران، في مسعى للحصول على ضمان بألا تؤدي الأزمة المستجدة بين العاصمتين المعنيتين بالنزاع السوري إلى تأثير سلبي على المباحثات المرتقبة بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وكان المتحدث باسم دي ميستورا ستيفان دوجاريتش أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليعرب له عن «قلقه العميق» لقطع العلاقات. كما اتصل بان بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالين مماثلين، حض فيهما الجبير وظريف على التهدئة.
في شأن متصل، استدعت وزارة الخارجية الكويتية سفيرها من طهران احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد السبت الماضي، من قبل محتجين على إعدام نمر النمر. واعتبرت الخارجية الكويتية الهجمات «خرقاً صارخاً للأعراف والاتفاقيات الدولية وإخلالاً جسيماً بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها».
يأتي ذلك غداة سلسلة خطوات بحق إيران اتخذتها دول عدة. فقد أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية، في حين قام السودان بطرد السفير. أما الإمارات، فاستدعت سفيرها وخفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي.
وأوقفت البحرين الرحلات من إيران وإليها، غداة إجراء سعودي مماثل. وكان الهجوم على السفارة والقنصلية لاقى إدانة معظم الدول الخليجية التي أعربت عن وقوفها إلى جانب السعودية ورفضها «التدخل» الإيراني.
وأمس، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عقد اجتماع «استثنائي» لوزراء خارجية المجلس في الرياض السبت، «لتدارس تداعيات حادث الاعتداء» على السفارة والقنصلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري خلال مباحثات مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض «نرى في التدخل في الشأن الداخلي للمملكة أمراً مرفوضاً، ولا تقره أي من القوانين والأعراف الدولية، وبالتالي نجد في القرار الذي اتخذته المملكة ما يلبي سيادتها ويلبي مصالحها، ولابد من التأكيد على أن أمن المملكة هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر، ونرى أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة».
في سياق ذي صلة، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جميع الدول العربية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مؤكداً دعمه وتأييده لخطوة المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ما سماه النظام الإيراني. من ناحية أخرى، عرضت قناة «الإخبارية» السعودية لقطات لوصول أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية إلى الرياض، آتين من طهران عبر دبي. كما وصل عدد من الرعايا السعوديين إلى العاصمة الرياض قادمين من طهران بعد قرار السعودية قطع علاقاتها مع إيران. وتثير الأزمة المستجدة قلقاً إقليمياً ودولياً. وانضمت تركيا للدول الداعية إلى التهدئة، عارضة المساعدة في ذلك.
وقال رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزبه «نحن مستعدون لبذل كل الجهود اللازمة لحل المشاكل بين البلدين».