عواصم - (وكالات): نجا 3 مسؤولين بارزين في عدن جنوب اليمن، بينهم محافظان، من تفجير سيارة مفخخة أمس استهدف موكبهم، وأدى إلى مقتل اثنين من مرافقيهم وإصابة 7، فيما تجددت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني الموالي للرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي من جهة، وميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة ثانية، في محيط جبل صبر بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد.
وأتى التفجير غداة تنفيذ قوات الأمن مداهمات وتوقيف أحد قادة المجموعات المتطرفة في ثاني كبرى مدن اليمن. وأوضحت المصادر الأمنية أن سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور موكب المسؤولين الثلاثة، محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن اللواء شلال علي الشائع ومحافظ لحج ناصر الخبجي، في حي الإنماء بعدن.
وأدى التفجير إلى مقتل اثنين من مرافقيهم وإصابة 7. ولم يصب المسؤولون الذين كانوا يستقلون السيارة نفسها. وأكدت مصادر طبية في عدن حصيلة التفجير. وأشار مسؤول محلي إلى أن التفجير وقع أثناء عودة المسؤولين الثلاثة إلى عدن، بعد زيارة لمعسكر لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي يدعم منذ مارس الماضي سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين وحلفائهم المدعومين من إيران. وكانت القوات الشرعية استعادت في الصيف الماضي، كامل عدن، إضافة إلى 4 محافظات جنوبية، من أيدي المتمردين، بدعم من التحالف. وتولى الزبيدي مهماته في ديسمبر الماضي، إثر مقتل محافظ عدن السابق جعفر سعد في تفجير سيارة مفخخة تبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
ونفذت قوات أمنية حكومية حملات دهم لتوقيف متطرفين بعد دخول حظر تجول ليلي حيز التنفيذ مساء أمس الأول، في أعقاب مواجهات دامية اندلعت الأحد بين قوات الأمن ومسلحين، أدت لمقتل 22 شخصاً. وأشار مسؤولون محليون وشهود إلى أن من بين الموقوفين محمد اللحجي الذي يعتقد أنه مسؤول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حي التواحي وسط عدن، والذي يعد من المناطق التي فيها نفوذ واسع للمتطرفين.
وأوضحوا أن توقيفه مع اثنين من مرافقيه أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين، ما أدى إلى إصابة شرطي. وكان اللواء الشائع أكد في تصريحات عزم القوات الحكومية على «تطهير كل الأحياء في عدن من الإرهابيين».
من جهته، شدد مسؤول في مكتب المحافظ على أنه سيتم تفتيش ومداهمة كل المنازل في حيي التواهي والمعلا المجاور له بشكل تدريجي. وكانت الاشتباكات التي اندلعت الأحد الماضي في ميناء المعلا، أدت إلى مقتل 10 من قوات الأمن بينهم عقيد في الشرطة، و12 مسلحاً. وتمكنت قوات الأمن من فرض سيطرتها الكاملة على الميناء الذي تفقده الرئيس هادي. وإثر الاشتباكات، أعلنت السلطات المحلية في عدن فرض حظر تجول ليلي في عدن، يبدأ عند الثامنة مساء حتى الخامسة فجراً.
وكانت القوات الشرعية تمكنت في يوليو الماضي من طرد الحوثيين وحلفائهم من بعض المناطق التي سيطروا عليها في عدن، واستعادة 4 محافظات جنوبية أخرى. ووفر التحالف دعماً ميدانياً مباشراً لهذه العمليات.
وبدأ التحالف تنفيذ غارات جوية في اليمن نهاية مارس الماضي، ووسع عملياته بعد أشهر لتشمل دعماً بالقوات والعتاد والتدريب. في شأن متصل، تجددت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني الموالي للرئيس هادي من جهة، وميليشيا الحوثي المدعومة بقوات موالية للرئيس المخلوع صالح من جهة ثانية، في محيط جبل صبر بمحافظة تعز.
ودفعت المقاومة بتعزيزات إلى المنطقة لإيقاف تقدم الحوثيين الذين يستخدمون صواريخ الكاتيوشا، كما قصفت تحصيناتهم في محيط جامعة تعز، رداً على استمرارهم في حصار المدينة وقصف الأحياء السكنية. وقالت المقاومة الشعبية إنها أجبرت عناصر ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع على الانسحاب من منطقة الغليبة وجبل المساجد وجبل المشاعر في مديرية حيفان بمحافظة تعز. وكانت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية قصفت معسكراً للحوثيين بصنعاء، وأفادت مصادر بأن قوات التحالف قصفت معسكر قوات الأمن الخاصة التابع للحوثيين في العاصمة صنعاء.