عواصم - (وكالات): قصف الطيران الحربي الروس مناطق مختلفة في سوريا فقتل مدنيين في درعا جنوباً، في حين اشتبكت المعارضة المسلحة والقوات النظامية السورية في عدة جبهات بينها الشيخ مسكين بدرعا وريف دمشق وشمال حمص، وسط البلاد، بينما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قوله إن التوترات الإقليمية لن تؤثر على المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع في سوريا، أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأمم المتحدة بجانب مجموعة الدعم الدولية على تحقيقه في جنيف قريباً، وذلك في إشارة إلى قطع الرياض علاقاتها مع طهران.
من ناحية أخرى، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة أن ترسانة الأسلحة الكيميائية التي أعلنتها سوريا في 2013 تم تدميرها بالكامل، لكنها حذرت من حالات يستمر فيها اللجوء إلى غاز السارين في النزاع الذي يشهده هذا البلد.
والمنظمة التي أشرفت على تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية الذي أعلنته دمشق في سبتمبر 2013 بضغط من المجتمع الدولي، تتحدث منذ أشهر عن استخدام متواصل لغازات السارين والخردل والكلور في المعارك التي تشهدها سوريا منذ نحو 5 أعوام والتي خلفت حتى الآن أكثر من 250 ألف قتيل.
لكنها لم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجمات الكيميائية التي يحظرها القانون الدولي، ولم توجه اتهاماً رسمياً لا لقوات النظام السوري ولا لمقاتلي المعارضة ولا حتى لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
وبعدما نفى لأعوام حيازته أسلحة كيميائية، رضخ نظام الرئيس بشار الأسد في سبتمبر 2013 للضغوط الدولية ووافق على تسليم ترسانته لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمهيداً لتدميرها، وذلك تنفيذاً لاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبعد عامين ونيف، قال المتحدث باسم المنظمة مالك إلهي إن الترسانة «دمرت بنسبة 100%». وسيبحث مجلس الأمن الدولي هذه المسألة في وقت لاحق.
وأكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو أن «هذا التدمير ينهي فصلاً مهماً في التخلص من برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا».
وفي تقرير منفصل نشر أمس الأول بعدما رفع إلى مجلس الأمن، أوضحت المنظمة خصوصاً أنها تحقق في شأن 11 حادثاً تحدث عنها النظام السوري وتعرض فيها أفراد لغاز السارين أو لمواد مشابهة.
سياسياً، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في الرياض ممثلين للمعارضة السورية ودبلوماسيين معنيين بالنزاع، على أن ينتقل إلى طهران في خضم الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية، والتي يخشى أن تؤثر على محاولات التوصل إلى حل للأزمة السورية.
وأفاد مصدر عربي مطلع على الزيارة بأن الموفد الدولي التقى سفراء أجانب شاركت بلدانهم في لقاءات فيينا في نوفمبر الماضي، والتي تم خلالها الاتفاق على خطوات لحل النزاع السوري المستمر منذ عام 2011، بما فيها تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، إضافة إلى السعي لعقد مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة.
وأضاف المصدر أن دي ميستورا عقد إثر ذلك اجتماعاً مع وفد من المعارضة السورية التي كانت اتفقت إثر مؤتمر ليومين عقده في الرياض الشهر الماضي، على رؤية موحدة لمفاوضات مع النظام، من أبرز بنودها اشتراط تنحي الرئيس بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.