بقلم - خالد بن إبراهيم الفضالة*:
أولت مملكة البحرين أهمية خاصة لدعم القرار السياسي عبر المراكز الفكرية الاستراتيجية، فعندما بزغت فكرة تأسيس المركز «دراسات» برؤية ملكية طموحة، كان من أهم دوافع تأسيسه توفير مركز فكري «Think Tank» يتميز بالحداثة وتوافر الخبرات والموارد المعلوماتية على أعلى المستويات وفقاً للمعايير العالمية، ليكون سنداً لعملية صنع القرار في المملكة في المجالات الاستراتيجية والسياسية والطاقة.
وكانت هذه الرؤية الثاقبة من جلالته تتماشى مع التوجه العالمي الحديث في الدول المتقدمة، التي تعتمد على التفكير الاستراتيجي والتخطيط المستقبلي القائم على العلم والمعرفة، لرسم المستقبل المزدهر مع ضمان استقرار المجتمع وتنميته المستدامة. وفي هذا الصدد، فإن من أهم أهداف المركز إعداد التقارير والدراسات الاستراتيجية لتقديم أفضل البدائل والحلول للقضايا الراهنة، وإجراء التقديرات العلمية، وتوفير البحوث والتوصيات الاستباقية المتنوعة لصناع القرار ومتّخذيه.
تم إنشاء مركز «دراسات» في ديسمبر 2009، كمركز متخصص مستقل يهدف إلى رصد ودراسة وتحليل ومتابعة التطورات الاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بقصد استخلاص المؤشرات على المديين القريب والبعيد، المؤثرة على المصالح الحيوية للدولة بمفهومها الشامل، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. من هنا، فإن السمة الأساسية للمركز تتمحور حول اهتمامه بمتابعة التطورات على ساحة جيو- استراتيجية واسعة، مليئة بالأحداث، تضم كافة الدول العربية، والأطراف الإقليمية المجاورة لها، أو المتداخلة معها، إضافة إلى الأطراف الدولية الرئيسة ذات المصالح المشتركة. وتعتبر المراكز الفكرية واحدة من أهم المؤسسات المنتجة للمعرفة والمستخدمة لها. فهي تعتمد على إنتاج المعرفة عن طريق رصد المعلومات الدقيقة، ثم تحليلها ضمن منظومة متكاملة من العمليات حتى تصل إلى شكلها النهائي كمعرفة يمكن أن يستفيد منها متخذي القرار. وقد تبنى مركز «دراسات» كل الوسائل الفنية والتنظيمية لتسيير أعماله باستخدام التقنيات الرقمية سواءً بين برامج وإدارات المركز أو مع الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين.
ومنذ إنشاءه، يعمل مركز «دراسات» على مواجهة تحديات البناء والتأسيس، جنباً إلى جنب مع تحقيق أهدافه المرجوة. وقد أنجز المركز على مدى الخمس سنوات الماضية العديد من الدراسات والتقارير الاستراتيجية ونشر الإصدارات العلمية، بالإضافة إلى الإسهامات المعرفية لبناء الفكر الاستراتيجي ونشر المعرفة اللازمة لتثقيف الرأي العام المحلي والإقليمي. كما يتم تقديم التوصيات والمقترحات لمعالجة التحديات التي تؤثر في الاستقرار والأمن الوطني والإقليمي، بما وضعه المركز من أسس علمية رصينة في مجال إجراء الدراسات والبحوث الاستراتيجية، ورسّخ من مكانته العلمية في هذا المجال، في ظل دعم غير محدود من قبل القيادة الرشيدة، التي هي محل اعتزازنا وتقديرنا.
وقد اعتمد مجلس الأمناء الخطة الاستراتيجية للمركز، والتي تمثّل رؤية شاملة وإطار عمل لخمس سنوات متجددة، تنتهي المرحلة الأولى منه في عام 2018. وسعى المركز من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحديد مسار عمله ووضع الأولويات وتبني المشاريع التي من شأنها تحقيق الأهداف التي نطمح جميعاً للوصول إليها، والارتقاء بمخرجات ومنتجات المركز الى مستويات المنافسة. وبسبب الأهمية المتصاعدة للدراسات الاستراتيجية في ظل المتغيرات المتسارعة للأوضاع الإقليمية، كان لزاماً على مركز «دراسات» تبني فكراً استراتيجياً حديثاً يلبي الاحتياجات المتزايدة للنشاط الاستراتيجي، والحاجة الملحة للحصول على التحليلات العلمية الرصينة التي تستند على النظريات والمؤشرات العالمية.
وينشر المركز العديد من الإصدارات الدورية وغير الدورية التي تهتم جميعها بمتابعة التطورات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورصدها وتحليلها، ضمن رؤية تعطي الأولوية لتطورات الساحة المحلية، تليها التطورات والمستجدات الخليجية والإقليمية، ثم الدولية. وتهدف جميع هذه الإصدارات إلى تقديم خيارات متنوعة أمام متّخذي القرار ليكونوا في قلب الأحداث وتطوّراتها، وإمدادهم بالتحليلات والدراسات المعمقة، التي تختص بالمستجدات المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما يصدر المركز دورية «دراسات»، وهي دورية نصف سنوية صدر العدد الأول منها في ديسمبر 2014. حيث تشتمل الدورية على موضوعات وقضايا استراتيجية متنوعة، تحرص على ترسيخ دور المركز في تناول القضايا المهمة التي تؤثر في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتعد هذه الدورية إضافة نوعية لمركز «دراسات»، حيث لقيت الأعداد المنشورة تقدير الباحثين والمتخصصين وإشاداتهم، نظراً إلى رصانتها وتنوع مواضيعها وعمق مضمونها. إذ تهدف دورية «دراسات» إلى نشر التقارير والدراسات في التخصصات الاستراتيجية والسياسية والدولية والاقتصادية والأمنية والطاقة والفضاء الرقمي، ذات التأثير المباشر وغير المباشر في الساحة الإقليمية. وتقدم إسهامات نوعية في معالجة التحديات والإشكالات المندرجة ضمن مجال اهتمامات المركز. كما تهدف الدورية إلى تشجيع ودعم البحث العلمي الاستراتيجي بمفهومه الشامل، وتزويد المكتبات الإقليمية والعالمية والباحثين وصنّاع القرار بنتائج الدراسات والتقارير التي يحتاجونها في مجال اختصاصات الدوريّة.
يدخل مركز «دراسات» عامه السادس بتصميم أقوى من ذي قبل، استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وللإسهام في تحقيق الرؤى المستقبلية لمملكة البحرين، والمشاركة بفاعلية في النهضة الحضارية للمملكة، مستلهمين طموحات قيادتنا الرشيدة التي لا تحدّها حدود.
ومنذ أن شرفني سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه برئاسة مجلس أمناء المركز وأنا في سباق دائم مع الزمن، واضعاً أمام عيني هدفاً واحداً لا أحيد عنه وهو أن يكون المركز منارة فكرية وعلمية تشع بنورها على العالم كله، وأن يحجز لنفسه مكاناً متميزاً بين المراكز الفكرية العالمية في المستقبل المنظور، بما يليق مع اسم مملكة البحرين لخدمة قضاياها وأهدافها.
* رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»
أولت مملكة البحرين أهمية خاصة لدعم القرار السياسي عبر المراكز الفكرية الاستراتيجية، فعندما بزغت فكرة تأسيس المركز «دراسات» برؤية ملكية طموحة، كان من أهم دوافع تأسيسه توفير مركز فكري «Think Tank» يتميز بالحداثة وتوافر الخبرات والموارد المعلوماتية على أعلى المستويات وفقاً للمعايير العالمية، ليكون سنداً لعملية صنع القرار في المملكة في المجالات الاستراتيجية والسياسية والطاقة.
وكانت هذه الرؤية الثاقبة من جلالته تتماشى مع التوجه العالمي الحديث في الدول المتقدمة، التي تعتمد على التفكير الاستراتيجي والتخطيط المستقبلي القائم على العلم والمعرفة، لرسم المستقبل المزدهر مع ضمان استقرار المجتمع وتنميته المستدامة. وفي هذا الصدد، فإن من أهم أهداف المركز إعداد التقارير والدراسات الاستراتيجية لتقديم أفضل البدائل والحلول للقضايا الراهنة، وإجراء التقديرات العلمية، وتوفير البحوث والتوصيات الاستباقية المتنوعة لصناع القرار ومتّخذيه.
تم إنشاء مركز «دراسات» في ديسمبر 2009، كمركز متخصص مستقل يهدف إلى رصد ودراسة وتحليل ومتابعة التطورات الاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بقصد استخلاص المؤشرات على المديين القريب والبعيد، المؤثرة على المصالح الحيوية للدولة بمفهومها الشامل، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. من هنا، فإن السمة الأساسية للمركز تتمحور حول اهتمامه بمتابعة التطورات على ساحة جيو- استراتيجية واسعة، مليئة بالأحداث، تضم كافة الدول العربية، والأطراف الإقليمية المجاورة لها، أو المتداخلة معها، إضافة إلى الأطراف الدولية الرئيسة ذات المصالح المشتركة. وتعتبر المراكز الفكرية واحدة من أهم المؤسسات المنتجة للمعرفة والمستخدمة لها. فهي تعتمد على إنتاج المعرفة عن طريق رصد المعلومات الدقيقة، ثم تحليلها ضمن منظومة متكاملة من العمليات حتى تصل إلى شكلها النهائي كمعرفة يمكن أن يستفيد منها متخذي القرار. وقد تبنى مركز «دراسات» كل الوسائل الفنية والتنظيمية لتسيير أعماله باستخدام التقنيات الرقمية سواءً بين برامج وإدارات المركز أو مع الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين.
ومنذ إنشاءه، يعمل مركز «دراسات» على مواجهة تحديات البناء والتأسيس، جنباً إلى جنب مع تحقيق أهدافه المرجوة. وقد أنجز المركز على مدى الخمس سنوات الماضية العديد من الدراسات والتقارير الاستراتيجية ونشر الإصدارات العلمية، بالإضافة إلى الإسهامات المعرفية لبناء الفكر الاستراتيجي ونشر المعرفة اللازمة لتثقيف الرأي العام المحلي والإقليمي. كما يتم تقديم التوصيات والمقترحات لمعالجة التحديات التي تؤثر في الاستقرار والأمن الوطني والإقليمي، بما وضعه المركز من أسس علمية رصينة في مجال إجراء الدراسات والبحوث الاستراتيجية، ورسّخ من مكانته العلمية في هذا المجال، في ظل دعم غير محدود من قبل القيادة الرشيدة، التي هي محل اعتزازنا وتقديرنا.
وقد اعتمد مجلس الأمناء الخطة الاستراتيجية للمركز، والتي تمثّل رؤية شاملة وإطار عمل لخمس سنوات متجددة، تنتهي المرحلة الأولى منه في عام 2018. وسعى المركز من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحديد مسار عمله ووضع الأولويات وتبني المشاريع التي من شأنها تحقيق الأهداف التي نطمح جميعاً للوصول إليها، والارتقاء بمخرجات ومنتجات المركز الى مستويات المنافسة. وبسبب الأهمية المتصاعدة للدراسات الاستراتيجية في ظل المتغيرات المتسارعة للأوضاع الإقليمية، كان لزاماً على مركز «دراسات» تبني فكراً استراتيجياً حديثاً يلبي الاحتياجات المتزايدة للنشاط الاستراتيجي، والحاجة الملحة للحصول على التحليلات العلمية الرصينة التي تستند على النظريات والمؤشرات العالمية.
وينشر المركز العديد من الإصدارات الدورية وغير الدورية التي تهتم جميعها بمتابعة التطورات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورصدها وتحليلها، ضمن رؤية تعطي الأولوية لتطورات الساحة المحلية، تليها التطورات والمستجدات الخليجية والإقليمية، ثم الدولية. وتهدف جميع هذه الإصدارات إلى تقديم خيارات متنوعة أمام متّخذي القرار ليكونوا في قلب الأحداث وتطوّراتها، وإمدادهم بالتحليلات والدراسات المعمقة، التي تختص بالمستجدات المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما يصدر المركز دورية «دراسات»، وهي دورية نصف سنوية صدر العدد الأول منها في ديسمبر 2014. حيث تشتمل الدورية على موضوعات وقضايا استراتيجية متنوعة، تحرص على ترسيخ دور المركز في تناول القضايا المهمة التي تؤثر في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتعد هذه الدورية إضافة نوعية لمركز «دراسات»، حيث لقيت الأعداد المنشورة تقدير الباحثين والمتخصصين وإشاداتهم، نظراً إلى رصانتها وتنوع مواضيعها وعمق مضمونها. إذ تهدف دورية «دراسات» إلى نشر التقارير والدراسات في التخصصات الاستراتيجية والسياسية والدولية والاقتصادية والأمنية والطاقة والفضاء الرقمي، ذات التأثير المباشر وغير المباشر في الساحة الإقليمية. وتقدم إسهامات نوعية في معالجة التحديات والإشكالات المندرجة ضمن مجال اهتمامات المركز. كما تهدف الدورية إلى تشجيع ودعم البحث العلمي الاستراتيجي بمفهومه الشامل، وتزويد المكتبات الإقليمية والعالمية والباحثين وصنّاع القرار بنتائج الدراسات والتقارير التي يحتاجونها في مجال اختصاصات الدوريّة.
يدخل مركز «دراسات» عامه السادس بتصميم أقوى من ذي قبل، استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وللإسهام في تحقيق الرؤى المستقبلية لمملكة البحرين، والمشاركة بفاعلية في النهضة الحضارية للمملكة، مستلهمين طموحات قيادتنا الرشيدة التي لا تحدّها حدود.
ومنذ أن شرفني سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه برئاسة مجلس أمناء المركز وأنا في سباق دائم مع الزمن، واضعاً أمام عيني هدفاً واحداً لا أحيد عنه وهو أن يكون المركز منارة فكرية وعلمية تشع بنورها على العالم كله، وأن يحجز لنفسه مكاناً متميزاً بين المراكز الفكرية العالمية في المستقبل المنظور، بما يليق مع اسم مملكة البحرين لخدمة قضاياها وأهدافها.
* رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»