أكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية د.ياسر العلوي أن متطلبات العصر الراهن تتزايد معها الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي كمكون أساسي في عملية صناعة القرار السياسي، والتي تعد عملية تفكير مركبة تهدف إلى اختيار أفضل البدائل أو الحلول المتاحة في موقف معين، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف.
وقال، خلال ورشة عمل نظمها المعهد أمس لأعضاء مجلس الشورى، بعنوان «التخطيط الاستراتيجي وصناعة القرار السياسي»، ضمن برنامج «مهارات برلمانية»، وحاضر فيها مساعد القائد العام لشؤون الجودة والتميز بشرطة دبي رئيس جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي د.عبدالقدوس العبيدلي، إن الورشة تأتي في إطار تفعيل اتفاقية التعاون المشترك بين المعهد ومجلس الشورى، بهدف تعزيز الثقافة القانونية والسياسية لأعضاء مجلس الشورى وتمكينهم من القيام بمهامهم التشريعية على الوجه الأكمل.
وأوضح أن ممارسة العمل التشريعي تتطلب فكراً استراتيجياً يكفل للمؤسسة التشريعية تحديد رسالتها وقيمها وأهدافها ورؤيتها المستقبلية، في ضوء الأهداف الاستراتيجية على مستوى المملكة ككل بما يدعم مسيرة التنمية الشاملة نحو تحقيق الأهداف الوطنية في التنمية والازدهار.
ونوه إلى اهتمام المعهد باختيار أفضل الكفاءات في مجال التخطيط الاستراتيجي لتقديم الورشة، نظراً لما تشكله من أهمية في تعزيز مهارات التخطيط الاستراتيجي للكوادر البحرينية.
وذكر أن اللواء د.عبدالقدوس العبيدلي واحداً من أبرز الخبراء في مجال التخطيط الاستراتيجي على المستوى الخليجي، فهو رئيس فريق برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي بوزارة الداخلية الإماراتية والرئيس الإقليمي لجمعية قادة الشرطة بآسيا وشمال أفريقيا، ورئيس جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي، ورئيس جمعية الإمارات للملكية الفكرية.
من جانبه، أكد د.العبيدلي أن التخطيط الاستراتيجي تصور مستقبل مرغوب فيه والتعرف على سبل تحقيقه، وعملية اتخاذ القرار في تحديد الأهداف البعيدة المدى وكيفية الوصول إليها، لافتاً إلى أن أهم مكونات الاستراتيجية التي تحتاج إلى قرارات قيادية لتحديدها هي: الرؤية، والرسالة، والقيم، والأهداف الاستراتيجية.
وتناول د.العبيدلي، خلال الورشة، مراحل اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتي تبدأ بتشكيل فريق التخطيط الاستراتيجي، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية، ثم تحديد الرؤية، وتحديد الرسالة، وتحديد القيم، ووضع الأهداف.
وأشار إلى أن «اتخاذ القرار» عملية تفكير مركبة تهدف إلى اختيار أفضل البدائل أو الحلول المتاحة في موقف معين، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف.
وبين أن من أهم أساليب اتخاذ القرار هو اتخاذ القرار بالمزايا والسلبيات، أو باستخدام المعايير المتعددة أو تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر.
وتطرق د.العبيدلي إلى مراحل اتخاذ القرارات الاستراتيجية وحددهم بتشكيل فريق التخطيط الاستراتيجي، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية، وتحديد الرؤية، وتحديد الرسالة، وتحديد القيم ووضع الأهداف، كما وشرح أهم خصائص أفراد فريق التخطيط الاستراتيجي، والعوامل الأساسية التي يتوجب توافرها فيهم.
ونوه إلى عملية تحليل البيئة الداخلية والخارجية لتحديد العوامل المؤثرة على الخيار الاستراتيجي الذي تتبناه المنظمة، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب يعتبر من النماذج الأساسية في التخطيط الإداري، ويستخدم بهدف وضع استراتيجية عمل مبنية على مكامن القوة والضعف في المنظمة، وعلى الفرص والتهديدات الموجودة في البيئة المحيطة، وصولاً إلى مرحلة اتخاذ قرار تحديد الأهداف الاستراتيجية.
وفي السياق نفسه، أكد أمين عام مجلس الشورى عبدالجليل الطريف أهمية الورشة في رفع مهارات أعضاء مجلس الشورى في مجال التخطيط الاستراتيجي وصناعة القرار السياسي، بالشكل الذي يساعد المؤسسة التشريعية على بلوغ أهدافها وضمان مواكبة عملية التشريع للمتغيرات والمستجدات المستقبلية بما يدعم المنظومة التشريعية بالمملكة ويرفدها بالقوانين العصرية الحديثة.