إيمان الحسن


اتفق شباب موظفون وأصحاب مشاريع خاصة على أن العمل الحر يحتاج إلى التمكن والقدرة على العطاء، ويوفر مصدراً للدخل، مؤكدين أن الفشل لا يعني النهاية.
واختلف الشباب، في تصريحات إلى «الوطن»، حول الجمع بين العمل الحر والوظيفة، إذ يؤيد البعض ذلك باعتبار أن الوظيفة هي مصدر دخل ثابت ومضمون، والعمل الحر يحتاج لمدة طويلة للتطوير والنجاح، فيما اعتبر آخرون أن العمل الحر والعمل في وظيفة في الوقت نفسه يؤثر سلباً على أحدهم الآخر لأن الاثنين يحتاجان إلى وقت ومجهود.
وقال أصحاب مشاريع إنهم اتجهوا للعمل الحر لحبهم لما يعملون فيه ورغبتهم في تطوير ذلك، وعلى الرغم من الصعوبات التي قد يواجهها العمل الحر من خسارة وعدم نجاح إلا أنهم يفضلونه أكثر عن الاستمرار بوظيفة.
وأشاروا إلى أن كل شخص يمتلك موهبة عليه أن يطورها إلى مصدر دخل، لأن العمل الحر إذا كان أساسه موهبة سيكون مصدر دخل ممتع أكثر من الوظيفة والعمل الثابت.
وأكد موظفون أن العمل الحر جيد ولكن لا يجب الاستغناء عن الوظيفة بسببه لأن الوظيفة توفر مصدر دخل ثابت بعكس العمل الحر، والموظف عليه أن يكون مخلصاً في وظيفته ولا يقلل من عطائه بسبب انشغاله بمشروعه الخاص.
ودعوا الشباب البحرينيين إلى أن يفكروا في جميع الفرص ويضعوا جميع التحديات ونقاط القوة والضعف أمام أعينهم، فالفرص تأتي مرة واحدة.
الفشل ليس النهاية
بدأت فاطمة الجناحي مشروعها الخاص بالتصميم والطباعة على الملابس وأكواب الشاي وأغطية الهواتف عندما أرادت أن تصمم لنفسها، ولكن بعد بحثها في السوق وعندما لم تلق النوع الذي تريده فكرت في بدء المشروع والانطلاق، بعدها طورت موهبتها في التصميم وطورت بذلك مشروعها بإحضار آلة خاصة بالطباعة على منتجاتها، وواجهتها العديد من الصعوبات في بداية الأمر منها كيف تكسب ثقة الناس وتصل إليهم.
وأكدت الجناحي أنها تؤيد العمل الحر والوظيفة في آن واحد لأن الاثنين لا غنى عنهما، فالوظيفة مصدر دخل ثابت ومضمون، والعمل الحر يحتاج لمدة طويلة للتطوير والنجاح، ففي حال يمتلك الشخص وظيفة ثابتة وراتباً شهرياً ممكن أن يزيد من رأس ماله في كل شهر.
وأضافت أن الوظيفة توفر لصاحب المشروع علاقات اجتماعية مع الناس ما يساهم في تطوير مشروعه وانتشاره، فكلما زادت دائرة المعارف كلما زاد عدد الزبائن، ومن المهم الاختلاط بالناس لمعرفة أفكارهم ورغباتهم لابتكار ما يتناسب معهم، لكي لا يكون الإنتاج مخصصاً لشريحة معينة فقط، ففي بادئ الأمر لا يجب أن يترك الموظف وظيفته من أجل العمل الحر، ولكن الأفضل له أن يوازن بينهما.
وختمت حديثها بأن الفشل ليس النهاية، بل قد يكون بداية النجاح، فكل شخص يمتلك موهبة وعليه أن يطور موهبته إلى مصدر دخل، لأن العمل الحر إذا كان أساسه موهبة سيكون مصدر دخل ممتعاً أكثر من الوظيفة والعمل الثابت.
العمل الحر متعب
وقال المدقق في أحد البنوك خالد العوضي إنه يؤيد العمل الحر لأن الشخص عندما يعمل لنفسه يجتهد ويبدع في عمله ومسؤوليته تزداد، ولكن العمل الحر يحتاج طاقة ومجهوداً كبيراً وإذا خسر فيه لن يملك مدخولاً يعتمد عليه.
وأوضح أن الجمع بين العمل الحر والوظيفة في نفس الوقت يؤثر سلباً على أداء الشخص، لأن كلا العملين يحتاجان إلى وقت ومجهود، فإذا اجتهد في الوظيفة لن يستطيع تقديم كل المجهود في العمل الحر والعكس، ولكن في الوظيفة هو ملزوم أن يقدم كل طاقته فيها لأنها توفر راتباً شهرياً جراء عمله فإذا قصر في وظيفته بسبب الانشغال بالمشروع يحرم عليه ولا يجوز لأنه ملتزم بذلك.
وأبدى العوضي رأيه لأصحاب المشاريع بعدم ترك الوظيفة من أجل العمل الحر إلا إذا كان الشخص متأكداً 100% من استمرار هذا المشروع، لأن العمل الحر متعب جداً وأي شخص يمتلك مشروعاً خاصاً لا يديره بنفسه سيتعرض للخسارة.
العمل الحر يحتاج للعطاء
وبدأت سارة الجان صاحبة مشروع (put a smile) المختص بالأزهار والشوكولا وتنسيق الحفلات عملها الحر في محل، ولكن بسبب الصعوبات التي واجهتها اضطرت إلى إغلاق المحل والعمل عن طريق الإنستغرام ولاقت فيه إقبالاً كبيراً.
وأضافت أن من الصعوبات التي واجهتها في بداية المشروع قلة الأيدي العاملة والمبالغة في طلب الراتب ولم يكونوا جادين حيال العمل، فاضطررت إلى العمل عبر «إنستغرام» وبالصدفة اكتشفت موهبة صديقتي بالتنسيق فأصبح العمل مقسماً بيننا.
وأوضحت الجان أنها تؤيد العمل الحر عن الوظيفة لأنها تحب أن تكون مديرة نفسها وحرة، حيث كانت معلمة في مدرسة خاصة ومن ثم سكرتيرة في إحدى الجمعيات ولكن بسبب زواجها قدمت استقالتها لتتفرغ لمنزلها.
بالنسبة لما يميز مشروعها، وسبب نجاحه، أن أغلب زبائنها من خارج البحرين، حيث يرسلون لها الحوالات وهي تتكفل بالطلب والتنسيق وإرساله كهدية لمن هم داخل البحرين.
وفي نهاية حديثها وجهت دعوة للشباب بعدم الاعتماد على الوظيفة فقط، فيجب أن يكون للشخص مشروعه الخاص ويرى نفسه في أي مجال يستطيع النجاح، ولا يضع عقبة الخوف أمامه لأن الآن أصبح من السهل أن يكون المشروع ناجحاً، لا توجد تجارة من غير خسارة لكن العمل الحر يحتاج لشخص متمكن منه ويستطيع العطاء.
ضد المجازفة
وقالت الموظفة نور القاسمي إن وظيفتها الثابتة تقدم لها متسعاً للتفكير بمشروع جديد، ففي البداية فضلت أن يكون لديها مدخول ثابت من خلاله تفكر بمشروع مميز وتنطلق فيه.
وأشارت إلى أن الوظيفة أيضاً تقدم لها رأسمال وعلاقات ومعارف، خاصة أن وظيفتها في مجال الإعلام وتمكنت من خلالها كسب معارف يسهل عليها التعامل معهم عندما تحتاج إليهم في الوسط الإعلامي أو الخدماتي وغيره.
وأكدت القاسمي أنها ضد المجازفة لأن المدخول الثابت يكون مضموناً ومريحاً أكثر، فحتى لو كانت تمتلك فكرة مشروع ناجحة وتخللها 1% من الفشل لن تترك وظيفتها بسبب هذا المشروع، فإن حصل لها عجز مالي في العمل الحر تستطيع التغلب على هذا العجز عن طريق الوظيفة إما من المدخول الشهري أو من خلال أخذ قرض. وأشارت إلى أنها ستمتلك ثقة أكبر عند خوضها تجربة المشاريع وهي تمتلك مدخولاً ثابتاً لا يهدد ميزانيتها بشيء، حتى لو لم تكن تمتلك 100% متسعاً من الوقت والجهد، ولكن هي تمتلك 100% إدارة مالية وهذا يعتبر في غاية الأهمية، خصوصاً ونحن في المجتمع البحريني نفتقر للدعم المادي، فعلى صاحب المشروع أن يوفر الدعم الذاتي لنفسه، وبعد نجاح المشروع الخاص والتمكن من تكوين اسم تجاري معروف يمكن ترك الوظيفة والاتجاه إلى العمل الحر.
ووجهت القاسمي كلمة للشباب البحريني بأن يفكر في جميع الفرص ويضع جميع التحديات ونقاط القوة والضعف أمام عينيه، لأن كل فرصة يواجهها الإنسان لابد من أن يواجه عقبة معها، والعقبة إذا تغلب عليها سينجح بكسب الفرصة، فالفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة فلا يترك الفرصة بسبب عقبة واجهته.