عواصم - (وكالات): قتل خلال الأسابيع الأخيرة نحو 20 قيادياً من فصائل مقاتلة بينها إسلاميون في سوريا على أيدي مجهولين كان آخرها «اغتيال» أمير حركة أحرار الشام في حمص وسط البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما قتل 8 مدنيين وجرح 23 جراء سقوط قذائف أطلقها مسلحون على مناطق سكنية في دمشق، فيما أعلن المتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل ستيفن وارن أن الضربات التي يوجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق أدت إلى مقتل 2500 من المتطرفين الشهر الماضي، في وقت دانت فيه فرنسا الحصار المفروض من قبل نظام الرئيس بشار الأسد على بلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية، منددة بوضع «لا يطاق وغير مقبول». ونقل المرصد السوري أن «مسلحين مجهولين اغتالوا أمير حركة أحرار الشام في حمص أبوراتب الحمصي بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي» وسط البلاد.
وأفاد المرصد بأنه خلال شهر ديسمبر الماضي «شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلة وجبهة النصرة -ذراع تنظيم القاعدة في سوريا-، من بينها 7 عمليات اغتيال استهدفت قياديين في النصرة». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن بين قياديي جبهة النصرة الذين تم اغتيالهم كلا من أمير التنظيم في درعا أبوجليبيب الأردني، وأمير التنظيم في اليرموك حسام عمورة.
وقبل 4 أيام، أورد المرصد «اغتال مسلحون مجهولون عبدالقادر ضبعان قائد كتيبة في حركة أحرار الشام عبر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي» شمال غرب البلاد. ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن ائتلاف فصائل إسلامية عدة أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، على محافظة إدلب بالكامل باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل مقاتليه.
وتوزعت عمليات الاغتيال وفق المرصد، على محافظات إدلب ودرعا وحلب ودمشق وضواحيها وريف دمشق، سواء عن طريق «تفجير عبوات ناسفة أو استهداف سياراتهم بألغام أو إطلاق نار بشكل مباشر»، من دون أن يعلن أي طرف مسؤوليته. وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة إدنبرة توماس بييريه إن «النظام وحلفاءه هم المشتبه بهم الأساسيون» وراء هذه العمليات، موضحاً أن «إحدى الأسس الاستراتيجية التي وضعتها روسيا منذ سبتمبر الماضي تعتمد على الإطاحة بقيادة الفصائل، وهذا يحصل عن طريق الغارات الجوية المحددة الأهداف أو عبر مجموعات على الأرض». وتشن موسكو حملة جوية في سوريا منذ 30 سبتمبر الماضي. وبحسب بييريه، قد يعود ارتفاع عمليات الاغتيال خلال الأسابيع الماضية إلى تحسن القدرات الاستخبارية لقوات النظام والموالين له بمساعدة روسية.
وأشار بييريه إلى احتمال آخر وهو أن تكون «الخلايا النائمة في تنظيم الدولة»، هي التي تقف وراء هذه العمليات، خصوصاً أن مقاتلي الفصائل «يستهدفون الموالين الحقيقيين أو المفترضين للتنظيم» في حمص، حيث تم اغتيال أبوراتب.