عواصم - (وكالات): تتسع عزلة إيران تدريجياً مع إعلان دول عربية وخليجية قطع العلاقات مع إيران، وسحب سفرائها، واستدعاء سفراء طهران، احتجاجاً على الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد. وأعلنت جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بينما استدعت قطر سفيرها لدى طهران، وبدوره، استدعى الأردن سفير طهران لدى عمان لإبلاغه إدانة المملكة للاعتداء على السفارة السعودية في طهران، فيما أعربت سلطنة عمان عن «أسفها» للاعتداء الذي شنه محتجون واستهدف مقرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، معتبرة أن الأمر «غير مقبول».
واعتبر اليمن اقتحام السفارة السعودية في طهران استمراراً للسياسة الإيرانية العدائية تجاه البلدان العربية، وجدد إدانته لما وصفها بالتدخلات الإيرانية الفجة في اليمن، مؤكداً قطع العلاقات مع طهران قبل أشهر.
من جانبه، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً تشاورياً مغلقاً قبل نهاية يناير الحالي في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية» عقب الاجتماع الرسمي في القاهرة الأحد المقبل، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «الإعدامات في السعودية شأن سعودي داخلي»، معرباً عن استغرابه من أن «من التزموا الصمت إزاء قتلى سوريا يحدثون جلبة الآن لإعدام سجين واحد في السعودية». وحتى أمس قطعت كل من السعودية والبحرين والسودان وجيبوتي واليمن علاقاتها مع إيران، وسحبت بعثاتها الدبلوماسية، بينما استدعت كل من الإمارات والكويت وقطر سفراءها من طهران.
وأعلنت حكومة جيبوتي في بيان أن وزير الخارجية محمود علي يوسف «قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران». وقالت وكالة الأنباء القطرية إن قطر استدعت سفيرها لدى إيران احتجاجاً على اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران. ونقلت الوكالة عن خالد إبراهيم عبدالرحمن الحمر مدير الإدارة الآسيوية بوزارة الخارجية قوله إن الوزارة استدعت صباح أمس سفير قطر لدى طهران على خلفية الاعتداءات على سفارة السعودية في طهران. بدورها، أعربت سلطنة عمان عن «أسفها» للاعتداء الذي شنه محتجون واستهدف مقرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، معتبرة أن الأمر «غير مقبول».
ويأتي الموقف العماني بعد 4 أيام من إحراق غوغائيين السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، رداً على إعلان الرياض إعدام الإرهابي نمر النمر من ضمن 47 مداناً بالإرهاب. وأفادت وكالة الأنباء العمانية «أعربت السلطنة عن بالغ أسفها لما تعرض له مقر سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مدينة مشهد من تخريب من قبل متظاهرين».
وأضافت أن «الأمر يعد مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والأعراف الدولية التي تؤكد على حرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها من قبل الدولة المضيفة».
ونقلت عن بيان لوزارة الخارجية، أن «السلطنة تعتبر هذا العمل عملاً غير مقبول وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية إيجاد قواعد جديدة تحرم بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحقيقاً للسلم والاستقرار».
في سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفير إيران لدى الأردن لإبلاغه إدانة المملكة للاعتداء على السفارة السعودية في طهران واستنكار تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين التي تؤدي إلى «الشحن المذهبي في المنطقة». واعتبر اليمن اقتحام السفارة السعودية في طهران استمراراً للسياسة الإيرانية العدائية تجاه البلدان العربية، وجدد إدانته لما وصفها بالتدخلات الإيرانية الفجة في اليمن، مؤكداً قطع العلاقات مع طهران قبل أشهر.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن ما حدث من اقتحام سفارة المملكة السعودية في العاصمة الإيرانية والقنصلية في مدينة مشهد وإشعال النار فيها، يعد «استمراراً للسياسة الإيرانية تجاه البلدان العربية».
وقال البيان إن التدخلات الإيرانية امتدت إلى دول عربية وإسلامية وتسببت في تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية في تلك البلدان.
وأدان التدخلات الإيرانية التي وصفتها بالفجة في اليمن لزعزعة أمنه واستقراره عبر دعمها ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالتمويل والتسليح والتخطيط. وأشار البيان إلى أن اليمن كان قد اتخذ في أكتوبر الماضي قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطرد سفيرها لدى اليمن، وسحب القائم بالأعمال اليمني لدى طهران، وإغلاق اليمن لبعثته في إيران، لافتاً إلى أن «القائم بأعمال السفارة اليمنية أغلق السفارة وغادر طهران منذ ذلك التاريخ». وفي تطور آخر، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً تشاورياً مغلقاً قبل نهاية يناير الحالي في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية» عقب الاجتماع الرسمي في القاهرة الأحد المقبل.
وقال العربي في مؤتمر صحافي في القاهرة إن الاجتماع يهدف «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية وذلك بناء على اقتراح سابق من الجامعة لمناقشة كل التحديات التي تواجه المنطقة بما فيها مشكلات تدخل دول الجوار في الشأن العربي».
والأحد المقبل، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في القاهرة بناء على طلب الرياض «لإدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد».
وقال العربي إن «قرارات اجتماعات مجلس الجامعة ترفض تدخلات إيران في البحرين واحتلالها جزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث في الخليج العربي وتدخلها في أماكن كثيرة في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه «الموضوعات ستبحث بعمق» خلال اجتماع الإمارات.
وأضاف أن هذه «التدخلات الإيرانية ليست في صالح أحد ولا الاستقرار في المنطقة».
من جانبه، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إدانة إقدام الرياض على إعدام النمر، معتبراً ذلك «شأناً داخلياً» سعودياً. وقال أردوغان أمام نواب في أنقرة، إن «الإعدامات شأن داخلي سعودي».
وأبدى الرئيس التركي دهشته من ردود الفعل الشديدة التي أثارها إعدام النمر. وقال «حصل في ذلك اليوم 46 إعداماً بينهم 43 لسنة. ثلاثة فقط كانوا شيعة».
ووصف أردوغان هجوم متظاهرين على السفارة السعودية في طهران بأنه «غير مقبول».
وغادر أعضاء السفارة الإيرانية بالرياض وأعضاء القنصلية الإيرانية بجدة المملكة العربية السعودية من الرياض أمس، على متن طائرة خاصة تابعة لشركة إيرانية، وذلك بعد قرار المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإيراني إن الخلاف الدبلوماسي مع السعودية سيؤثر على محادثات السلام السورية مشيراً إلى أن حكومته ستبقى ملتزمة بالمحادثات. وعرض العراق أمس الوساطة بين السعودية وإيران. وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران إن الخلاف قد يثير «تداعيات واسعة».
اقتصادياً، ظلت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وهما من أكبر منتجي النفط، عاملاً يؤثر في أسعار النفط التي اتجهت إلى الارتفاع في آسيا صباح أمس.
وخفضت السعودية أسعار النفط الخام المخصص لأوروبا الشهر المقبل، بينما رفعتها بالنسبة لآسيا، بحسب ما أعلنت شركة النفط الوطنية، مع مواصلة المملكة سعيها لضمان حصتها في سوق النفط العالمية.