كثر في الآونة الأخيرة من يرفع شعارات كاذبة تنادي بحقوق المرأة، وكرسوا جهودهم وأموالهم في سبيل ذلك الهدف الدنيء الذي يحقق أهواء الشيطان، ويغضب الرحمن، عندما نسمع هذا الشعار نظنه شعاراً جميلاً في ظاهره، ولكنه خبيث في باطنه، لا يحوي إلا الشر للمرأة المسلمة الطاهرة، فكتبت هذا المقال لأبين جمال الإسلام في التعامل مع المرأة التي تعتبر في الشريعة الإسلامية الركن الركين لقوتها وعزتها فهي الأم التي تنجب الأبطال والقادة والمفكرين والعلماء والأدباء والشعراء.
أمر الإسلام برد الجميل وأمر بطاعتها في كل شيء ماعدا معصية الله، فقد قارن الله طاعتها بطاعته في كثير من الآيات بالقرآن الكريم، فهي الزوجة التي يدفع لها المهر للزواج بها، ولها حقوق كثيرة من الزوج تجاهها، وهي الطفلة التي أمر الإسلام الأبوين بحسن اختيار اسمها وتربيتها والإنفاق عليها حتى تنتقل إلى عصمة الزوج، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل من بعض القوم واثنتين يا رسول الله؟ قال: واثنتين» حسنه الألباني، بخلاف الغرب الذين يرمونها عند بلوغها كالقطة بلا رقيب ولا حسيب.
دعونا نرى كيفية تعامل الديانات الأخرى للمرأة ونقارن، فالمرأة عند اليهود إذا حاضت لا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يقعدون معها في بيت واحد، والنصارى لا يحرمون وطء الحائض، أما في الإسلام فالمرأة إذا حاضت فالإسلام هيأ لها سبل الراحة النفسية والجسدية، فأسقط عنها الصلاة والصوم فتقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، وراعى ظروفها النفسية فمنع الزوج من وطئها، وهي تأكل وتشرب مع أهلها مكرمة معززة، بل حرم على الزوج طلاق زوجته وهي حائض، واعتبر ذلك من الطلاق البدعي المخالف للسنة.
ونأتي الآن إلى حرية المرأة في البيع والشراء والتجارة ونقارن بين تعامل الإسلام وبين تعامل الغرب الذين رفعوا شعارات براقة كذابة لتحرير المرأة. كان الغرب حتى وقت ليس بالبعيد يعتبر المرأة ناقصة الأهلية -أي أنها مثل السفيه والمجنون والصبي- فهي لا تستطيع التصرف بالمال بدون إذن زوجها أو وليها مع أن المال مالها، ولزوجها الحرية المطلقة في التصرف بمالها، أما الشريعة الإسلامية فالمرأة عندهم كاملة الأهلية تستطيع التصرف بالمال من بيع وشراء وتجارة وهبة ووقف وصدقة وغيرها.
والآن يا أيتها المرأة المسلمة العفيفة الطاهرة التي تقرأ القرآن فتقف عند حروفه وحدوده، وتصوم رمضان طاعة للجليل الرحمن، لا يغرنك شعارات من يريدونك سلعةً رخيصةً في الأسواق، يريدونك متحللةً من الحجاب والطهر إلى السفور وغيره، فالله عز وجل قال في منزل كتابه الحكيم مخاطباً نبيه الكريم: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً)، وقال تعالى: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
بسام طاهر محمد