اللغة على العموم هي هوية الأمة ووعاء ثقافتها وحضارتها وهي انعكاس لنهضتها وازدهارها، فاللغة أساس وجود الأمم وبغيابها تغيب الأمم وتندثر، وعلى مستوى المخلوقات فإن اللغة هي ما تميز بني البشر عن غيرهم من المخلوقات وهي أرقى درجات التواصل بين بني البشر، وبالتعمق في مفهوم اللغة فإنها على مستوى الأفراد تمثل شخصية الإنسان وهوية فكره وثقافته فالتعبير عن مكنون شخصياتنا وفكرنا لا يكون إلا باللغة.
وبالانتقال من العموم إلى الخصوص، فإن لغتنا العربية من أعرق وأرقى اللغات خاصة أنها ارتبطت بالعبادة، فهي لغة القرآن والإسلام وانتشرت بانتشار هذا الدين العظيم. وليس عبثاً أن يختار الله عز وجل اللغة العربية لتكون لغة خاتم الرسل ولغة الوحي، وذكر الله عز وجل في كتابه «إنا أنزلناه قرآناً عربياً» «وذكر أيضاً «قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون» فهذا تكريم واصطفاء من الله عز وجل لهذه اللغة مما يدفعنا للفخر بكوننا من الناطقين بهذه اللغة.
اللغة العربية عريقة وقديمة في التاريخ ويرجح بعض المؤرخين والعلماء أنها من أوائل اللغات على الأرض، وهي من أثرى اللغات بالمفردات والمرادفات، وتملك أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات، حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين إلى أقصى الحلق، وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروفاً أكثر عدداً ولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق ومدرج أقصر.
ولعل أشد ما يندى له الجبين في وقتنا الحالي أن نجد الكثير يتغنى ويتفاخر بلغات الغرب ويخجل من اللغة العربية كما ويتسابق الأهالي لجعل أبنائهم يحترفون اللغة الإنجليزية ولا يولون اهتماماً للغتهم الأم، بل ويحرص البعض بالحديث مع أبنائه باللغة الإنجليزية، وما هذا إلا كسر للهوية العربية الإسلامية وانتشال للشخصية، فاللغة كما تقدم هي فكرة الشخص وشخصيته فإذا تخلى عنها تخلى عن هويته وأصبح تابعاً للأمم الأخرى بهوية منزوعة.
إنه لمن الرقي أن يتفاخر ويتمسك الفرد بلغته وخاصة إذا كانت هذه اللغة هي لغة القرآن، وختاماً أتمنى أن نتدارك خطر زوال الهوية العربية بإعادة غرس أهمية اللغة العربية وضرورة الاعتزاز بها خاصة للأجيال الحديثة الذين يواجهون أكبر خطر لضياع لغتهم وبالتالي ضياع هويتهم.
ريهام فتحي عبدالرحمن
فريق البحرين للإعلام التطوعي