موسى عساف
«بذمتك عايزني أبقى قسمتك ونسمتك
بذمتك طب والتلاته اللى مازالوا ف عصمتك
ع ذمتك»..
كانت تلك الكلمات أول ما تناهى إلى مسامعي باللهجة المصرية، مع موسيقى صاخبة وصوت يتفجر «دلالاً وأنوثة» وأنا أقلب مؤشر «راديو» سيارتي بطريقة عشوائية، محاولاً قطع لحظات طويلة من الانتظار وسط زحمة شارع سترة الرئيس.
سرحت بفكري بعيداً مع كلمات الأغنية، مستذكراً ما كنا نسمع نحن «جيل الآباء» من أغانٍ اعتبرها آباؤنا «هابطة وقليلة حيا»، كان على رأسها عبدالحليم وهاني شاكر وعلي الحجار، ثم كاظم الساهر ووليد توفيق... لم يقطع تفكيري في هذه اللحظة سوى صوت «هرن» من أحد السائقين مع إشارة «قليلة أدب» ينبهني فيه أنه مستعجل وأن عليّ أن أحرك سيارتي فيما توفر أمامي من سنتمترات قليلة.
رغم أنني وصلت لمنتصف الأربعينات؛ إلا أنني لا أنكر استمتاعي ببعض الأغاني الحديثة، أو «الشبابية» كما يحلو للبعض تسميتها، وأعترف أنني متابع جداً لبرامج المواهب الشابة التي تبثها القنوات الفضائية، وبالتالي ليس لديّ مشكلة في الفروقات بين الأجيال، لكن ما يدفعني للتعليق أمرين هامين؛ الأول تدني مستوى كلمات بعض تلك الأغاني وسطحيتها الفنية، أما الثاني فهو أن يكون بث تلك الأغاني من قنوات رسمية، أكرر رسمية وليست خاصة أو قنوات شبابية..
مشكلة «مريام فارس» واضحة المعالم والتفاصيل؛ شخص معجب بها ويطلبها للزواج، ولكنها ترفض وبشدة لأن لديه «ثلاث نسوان»، طيب وين المشكلة مادام «الشرع حلل أربعة»، يعني كما يقول المثل «عملوا من الحبة قبة»، موضوع مريام بسيط ومحلول، وليس هناك داعٍ لعمل قضية وأغنية و«سندرتنه» في مشاكل عائلية وعاطفية، «خلاص عنده ثلاثة.. كوني الرابعة.. وربنا يتمم على خير».
في أحد تسجيلات الـ«بي بي سي» القديمة، وتعود لسبعينات القرن الماضي، أعلن أحد النقاد الفنيين الحرب على «الأغاني الهابطة»، واعتبر أن ما يذاع، في حينه، مستوى متدنٍ جداً من الأغاني ويمس الآداب العامة والأخلاق، ويسيء إلى التاريخ الفني الطويل..
بدون رسميات
ورد في تقرير ديوان الرقابة المالية أن هيئة شؤون الإعلام وقعت عقداً لـ«مراقبة» الأعمال الدرامية بقيمة تزيد عن 100 ألف دينار بحريني.. «بذمتي.. راحت فلوسك يا صابر».