عواصم - (وكالات): أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها استدعت السفير الإيراني للاحتجاج على الهجمات التي وردت في الصحافة الإيرانية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرفضه التنديد بإعدام الرياض الإرهابي نمر باقر النمر، بينما دانت أحزاب ومنظمات تابعة للشعوب غير الفارسية والمنضوية تحت مظلة «مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية»، الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، واعتبرته «انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية ولمبدأ حسن الجوار»، فيما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن 4 إيرانيين أحدهم متهم بالتجسس، والثلاثة الآخرون بالإرهاب، سيمثلون أمام المحكمة في السعودية.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية «إننا نندد بشدة باستهداف رئيسنا مباشرة في بعض مقالات الصحافة الإيرانية التابعة للسلطات الرسمية الإيرانية، ونطالب بوقف هذه المقالات فوراً».
وكان الرئيس الإسلامي المحافظ اعتبر أن إعدام الإرهابي نمر النمر الذي أثار أزمة بين السعودية وإيران «شأن داخلي» سعودي. كما اعتبرت وزارة الخارجية التركية «غير مقبولة ومؤسفة» الهجمات على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران ومنعت رحلات الطيران بين البلدين.
وحذت البحرين والسودان وجيبوتي والصومال حذو الرياض في قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وقامت الإمارات بخفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طهران فيما استدعت الكويت وقطر سفيريهما من إيران.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام سعودية أن 4 إيرانيين أحدهم متهم بالتجسس، والثلاثة الآخرون بالإرهاب، سيمثلون أمام المحكمة في المملكة العربية السعودية، في خطوة تتزامن مع أزمة دبلوماسية حادة بين الرياض وطهران. وذكرت صحيفة «آراب نيوز» أن أحد المتهمين الموقوفين «جاسوس يعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية». وقالت في عنوانها إن الثلاثة الآخرين «إرهابيون».
وذكرت صحف أخرى أن الإيرانيين الأربعة أوقفوا في 2013 و2014. وتأتي هذه التقارير عقب تصاعد التوتر بين السعودية وإيران.
وأشارت الصحف السعودية إلى أن إيرانياً خامساً يمضي عقوبة بالسجن لمدة 13عاماً، بتهمة التورط في «عمليات تجنيد وتسفير عدد من الشباب السعودي إلى طهران وإيوائهم في منزله والتنسيق للزج بهم في مناطق الصراع». وفي تطور آخر، دانت أحزاب ومنظمات تابعة للشعوب غير الفارسية والمنضوية تحت مظلة «مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية»، الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، واعتبرته «انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية ولمبدإ حسن الجوار».ورحب ناشطون ومتحدثون باسم هذه الأحزاب والمنظمات التي تتبع لمختلف القوميات التي تشكل أكثر من نصف سكان إيران، بقطع علاقات السعودية وبقية الدول العربية التي تلتها مع النظام الإيراني، وأدانوا تدخلات النظام في الدول العربية، مطالبين في الوقت نفسه بدعم نضال الشعوب غير الفارسية من أجل إنهاء الظلم والاضطهاد وإنشاء دولة ديمقراطية في إيران لا تهدد جيرانها، وتمنح الحقوق لمكوناتها الإثنية والدينية المهمشة.
وقال أمين عام «حزب كوملة كردستان إيران»، عبدالله مهتدي، إن «ادعاء النظام بأن من قام بهذا الأمر هم عناصر خارجة عن القانون ليس صحيحاً، بل إن الذين اقتحموا السفارة السعودية من مجاميع معروفة مرتبطة بالنظام، ويعملون تحت إشراف الحرس الثوري، وبيت المرشد خامنئي». وأضاف أن «إيران تمارس سياسة معاداة العرب في الداخل والخارج منذ سنين، وتلعب دوراً سلبياً وتخريبياً في المنطقة، ويبدو أن العالم العربي اتخذ موقفاً موحداً لردع التدخل الإيراني». ودعا إلى «دعم نضال الشعوب والأقليات في إيران في سبيل حقوقها»، وقال «إن النظام الإيراني جعل من البلد سجناً للشعوب والقوميات والمذاهب المختلفة، فأصبحت لهم حصة الأسد من التعذيب والتهميش والسجون والإعدامات، فلهذا السبب تعتبر مناطق القوميات هي الصف الأول في جبهة التغيير من أجل نظام ديمقراطي حر في إيران، يحترم الجيران ويعيش معهم في سلم وأمان».أما علي رضا أردبيلي، الناشط الآذري ومدير موقع «تريبون» الذي يغطي أخبار إقليم أذربيجان الإيراني والشعوب غير الفارسية في إيران، فاوضح أن «الهجوم الإيراني على السفارة السعودية مبني على منطق النظام الإيراني القائم على نظرية الرعب». وقال أردبيلي إن «النظام الإيراني ينتهج نهج العصابات الإجرامية، وقد اعتمد قادة النظام تفسيراً متطرفاً من نظرية الرعب في التاريخ الإسلامي، ويعتقدون بأنهم لو استطاعوا تحريك فئة مجرمة لتخلط الأوراق وتأزم العلاقات الإقليمية والدولية وتظهر للعالم بأنها يمكنها أن تفعل ما تشاء، فإن ذلك يعتبر عملاً بطولياً ناجحاً». من جهته، استنكر المتحدث باسم حزب الشعب البلوشي ناصر بليدائي الاعتداء على سفارة السعودية، وقال إن «النظام الإيراني لم يتمكن حتى اليوم من رسم صورة حديثة وحضارية لنفسه في النظام العالمي، لأنه لا يحترم القوانين الدولية ولا مبدأ حسن الجوار، وإن الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية خير دليل على ذلك». وذكر أن «رد الفعل العربي تجاه النظام الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية معه كان قراراً صائباً، ولابد من زيادة الضغط العربي ضد طهران، لتشديد العزلة الدولية على هذا النظام المارق». وطالب بـ»الاعتراف الرسمي العربي بحركات الشعوب غير الفارسية المضطهدة في إيران ودعمها في سبيل الحصول على حقوقها المشروعة». بدوره، قال ممثل حزب التضامن الديمقراطي الأحوازي ياسين الغبيشي إن «الاعتداء على السفارت الأجنبية في إيران هو جزء من سياسة النظام الإيراني لنشر التوتر في المنطقة».