كتب - عبد الله إلهامي: اكتظ جناح وزارة الثقافة في معرض البحرين الدولي الخامس عشر للكتاب مساء أمس بجمع غفير من الزوار لحضور حفل توقيع كتابي “حرب اللاعنف” في البحرين.. هكذا تم تجنيدي لإسقاط النظام و«أمريكا وشتاء البحرين” للكاتب يوسف البنخليل، بمشاركة العديد من المسؤولين، وأعضاء مجلس الشورى، والشعراء والكتّاب، والمتابعين للشأن الثقافي، بالإضافة إلى عدد كبير من منتسبي صحيفة “الوطن” على رأسهم عضو مجلس الإدارة علي عيسى الدوسري، ورئيس التحرير عبد الله سلمان. وأكد الكاتب البنخليل، بهذه المناسبة، أنه لم يتوقع هذا الإقبال الضخم على حفل تدشين المؤلفين، إذ أن تدشين كتابين في آنٍ واحد يعدّ مغامرة كبيرة، إلا أن معظم المتابعين أبدوا إعجابهم الشديد بصدورهما وفضلوا اقتناء الإصدارين. ولفت إلى أن الحضور الكبير يشير إلى وجود حراك سياسي يصل لحد هوس القراء بالتثقيف السياسي. بالإضافة إلى أن المواطن البحريني مازال حريصاً على القراءة رغم بروز العديد من وسائل التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي التي تضعف اهتمام المجتمع تجاه الكتاب. وأشار الكاتب إلى أن لديه مجموعة من الأفكار الجديدة سيكشف عنها في الفترة المقبلة، إذ أن “حرب اللاعنف” و«أمريكا وشتاء البحرين” يعدّان رابع وخامس إصداراته، مما يمنحه دافعاً أكبر لتقديم المزيد من الكتب المتنوعة. وأضاف البنخليل: “أن (حرب اللاعنف) يركز على طبيعة العلاقة بين واشنطن والمنامة ورؤيتها للتغيير في مملكة البحرين”، إذ أنه يعدّ مجموعة من الأطروحات تمخّضت في رؤية سياسية للواقع البحريني الحالي منذ بداية الأزمة المؤسفة عام 2011، وبرزت من خلال كتاباته المتتابعة في صحيفة “الوطن”، مضيفاً أن الكتاب ليس تجميعاً فقط، وإنما آراء وتحليلات أعمق مما قدمت من قبل. وأوضح أن كتاب “أمريكا وشتاء البحرين” تجربة شخصية أظهرت أبعاداً كثيرة للدعم الخارجي الذي يستهدف التغيير السياسي في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنها تجربة مثيرة وتستحق الاهتمام كونها مبنية على منظور حرب اللاعنف المطوّرة على يد الغرب من أجل التغيير السياسي المتخفي تحت الغطاء السلمي. وعبّر البنخليل عن شكره للقرّاء والمتابعين، بالإضافة إلى فريق العمل الذي ساهم في التجميع والتحليل، مما أدى لإخراج العمل بهذا المستوى. وبدورها، عبّرت والدة الكاتب شريفة يوسف البنخليل، ووالده محمد خليل البنخليل عن إعجابهما الشديد بهذا العمل الذي تألق به ابنهما، مشيرين إلى أن الأزمة التي مرت بها البحرين أظهرت مدى حاجة المملكة لوقفات صادقة، مقدمين شكرهم الجزيل لصحيفة “الوطن” على دعمها الدائم وتشجيعها للكاتب. كما أوضحت القارئة مريم مطلق أن الإصدارين يفصلان في الأحداث التي مرت بها البحرين طيلة العام الماضي، مسلطين الضوء على علاقة الدول الخارجية بما حدث في المملكة واستغلالها لفكر الشباب وطاقاتهم في تجنيدهم من أجل إيذاء وطنهم. وأبدت إعجابها الشديد بحفل التدشين، مشيرة إلى أنه ظهر بالمستوى اللائق للكاتب الكبير يوسف البنخليل، وتقديراً لجهوده في إبراز العمل بالصورة التي أذهلت الجميع. ويقدم كتاب “أمريكا وشتاء البحرين.. تحليل العلاقات بين واشنطن والطائفة السُنية البحرينية” للكاتب يوسف البنخليل أطروحات تحاول تحليل العلاقات القائمة بين واشنطن والطائفة السنية البحرينية، ويحاول الإجابة على تساؤل رئيس لماذا تسعى الإدارة الأمريكية إلى دعم التغيير السياسي في المنامة، ويحاول كشف مؤامراتها في هذا الشأن. ويسأل كثيرون عن الأسباب التي تدفع واشنطن لإعادة النظر في حلفائها التقليديين من العائلات المالكة والطائفة السنية في الخليج رغم المكتسبات الكثيرة التي حصلت عليها واشنطن على مدى سنوات عقود طويلة من الزمن حتى وصلت إلى مرحلة النفوذ السياسي والعسكري، بل وأصبح هذا النفوذ شرعياً بحكم الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، وليست احتلالاً كما قد يفسرها البعض الآن وسابقاً. ويقول البنخليل “ويفسّر البعض هذه السلسلة الطويلة من الأطروحات التي بدأتها في مقالاتي اليومية عبر صحيفة “الوطن” البحرينية فور اندلاع أزمة فبراير 2011 على أننا نعيش مؤامرة كانت مخبأة طوال السنوات الماضية، وأنني قمت بجمع كم كبير من الأحداث والتفاصيل من أجل جمعها وبيانها في سياق واحد بهدف تكوين صورة ذهنية بأن هناك مساعي أمريكية لتأسيس تحالف جديد في البحرين!”. ويضيف “ليست هذه هي المسألة تماماً لأن القضية مرتبطة بوجهات نظر متعددة، وهناك العديد من الأدلة والحقائق والوثائق التي تثبت هذه الأطروحات، خصوصاً أن المسألة ليست سراً لمتابعي نشاط السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديداً”. كما يطرح كتاب “حرب اللاعنف في البحرين.. هكذا تم تجنيدي لإسقاط النظام”، للكاتب الصحافي يوسف البنخليل، عدة تساؤلات مهمة، تتركز حول أحداث البحرين، والدور الدولي والإقليمي في هذه الأحداث، واحتمالات تورط تل أبيب في أحداث البحرين. ويضع كتاب البنخليل، نقاط استغراب مهمة، حول أسباب الانحياز الكبير لواشنطن مع المؤزمين، لافتاً إلى أن واشنطن كانت قبل شهور تعترف وتعلن أنها تدعم الإصلاحات التي بدأتها البحرين قبل نحو عقد من الزمن؟. ويقول الكتاب إن “الأسئلة كانت كثيرة في النصف الثاني من مارس2011م عندما كنت أبحث عن الأسباب التي أدت إلى الأزمة التي عصفت بالبحرين بشكل غير تقليدي وبشكل لم يسبق له مثيل من قبل في تاريخها المعاصر”. ويبدي الكاتب البنخليل، أسفه لعدم وصوله إلى إجابات بقدر ما وجد المزيد من الأسئلة التي ظلت تدور في ذهنه شهوراً طويلة حتى بعد انتهاء الأزمة، وبدء تداعياتها. ويفتح البنخليل دائرة كبيرة، لمتسع من الأسئلة، منها:« هل يعقل أن تكون الأزمة وليدة الصدفة؟ أم أن هناك قوى سياسية في البحرين قامت بالتخطيط لها منذ فترة؟ هل هناك بالفعل تدخلات من بعض القوى الإقليمية مثل إيران وبعض دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق مكاسب معينة؟ ما هو الدور الأمريكي في الأحداث؟ ولماذا هذا الانحياز الكبير من قبل واشنطن التي كانت إلى قبل شهور تعترف وتعلن أنها تدعم الإصلاحات التي بدأتها البحرين قبل نحو عقد من الزمن؟ لماذا هذه الهجمة من قبل مؤسسات المجتمع المدني الغربية والدولية على البحرين، ومحاولات تشويه السمعة التي تظهر بهذا الزخم الواسع هذه المرة؟ وأين الحيادية والموضوعية لدى هذه المؤسسات؟ ما هي احتمالات تورط تل أبيب في أحداث البحرين؟ خصوصاً في ظل صمت المسؤولين الإسرائيليين وندرة تعليقاتهم على أحداث المنامة؟”. ويجيب الكاتب البنخليل على هذه الأسئلة إن :«أسئلة وأسئلة كثيرة لا تنتهي، كنت أحاول الحصول على إجابات لها، وتنتهي معظم محاولاتي بالفشل. في هذه الفترة قرأت كثيراً، وكنت أستمتع أكثر عندما أرى ذلك الكم الهائل من الدراسات والأوراق البحثية والتقارير الإعلامية تنتشر بشكل سريع في الإنترنت، لماذا؟ هذه التساؤلات وغيرها يحاول كتاب حرب اللاعنف في البحرين الإجابة عليها”.