واشنطن - (وكالات): عززت الولايات المتحدة حملتها لمكافحة دعاية تنظيم الدولة «داعش» من خلال تشكيل خلية ضد التطرف ومحاولة إقناع عمالقة الإنترنت بتليين إجراءاتها لتشفير البيانات. وهذه الإجراءات دليل على تأهب السلطات الأمريكية أمام خصم يجيد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتجنيد ولتوسيع نفوذه.
وشكل قيام رجل أعلن ولاءه لتنظيم الدولة بإطلاق النار على شرطي في فيلادلفيا شرق البلاد أمس الأول تم توقيفه دليلاً على تزايد عدد المتطرفين في الولايات المتحدة. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس أن «الاعتداءات الرهيبة التي وقعت في باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا هذا الشتاء سلطت الضوء على ضرورة تحرك الولايات المتحدة لحرمان المتطرفين العنيفين مثل المنضوين في «داعش» من أرضية خصبة للتجنيد».
وأضاف المتحدث أن الخلية ستعمل على «تضافر وتنسيق الجهود» التي تقوم بها على الأراضي الأمريكية وزارتا الأمن الداخلي والعدل.
ويتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات شديدة حول استراتيجيته العسكرية والدبلوماسية والداخلية ضد التنظيم وذلك في إطار التوتر الذي يحيط بالانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي في نوفمبر الماضي.
ويأخذ عليه خصومه الجمهوريون تفاؤله المفرط وذلك رغم حملات مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» في 50 ولاية أمريكية ضد أشخاص يشتبه بأنهم يحاولون الانتقال سراً إلى التطرف عبر الإنترنت.
ولهذا السبب ركز كبار المسؤولين في البلاد على اجتماع «سيليكون فالي» حيث عقد لقاء مع عمالقة الإنترنت في العالم.
وأكد ممثلو «آبل» و»فيسبوك» و»غوغل» و»تويتر» مشاركتهم في الاجتماع الذي عقد في مدينة سان جوزيه ويهدف لإعطاء رد حول تشفير البيانات الذي تشكو منه الوكالات الأمريكية المكلفة مكافحة الإرهاب.
وبحسب البرنامج الرسمي للاجتماع الذي كشفه أحد المشاركين، فإن من بين المشاركين أيضاً ممثل عن شبكة «لينكد اين» ومنصة تخزين المعلومات «دروب بوكس» بالإضافة إلى «مايكروسوفت» و»يوتيوب»، بينما حضر رئيس آبل تيم كوك. ومن الجانب الحكومي يشارك في الاجتماع وزيرة العدل لوريتا لينش ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي ورئيس الاستخبارات جيمس كلابر ومدير وكالة الأمن الوطني مايكل روجرز.
ويمثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الاجتماع الأمين العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونوف إضافة إلى العديد من المستشارين المتخصصين في المسائل الأمنية. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «إنها فرصة للتباحث بصراحة في سبل تعقيد مهمة الإرهابيين الذين يستخدمون الإنترنت للتجنيد ونشر التطرف وحشد الأنصار من أجل ارتكاب أعمال عنف».