بيروت - (أ ف ب): يتزامن الاحتفال بتسليم جائزة الكرة الذهبية لمستحقيها اليوم المقرر في مركز المؤتمرات في زوريخ، مع إقامة المعرض الخاص بالجائزة المرموقة الذي ينظمه متحف كرة القدم في الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» من 5 إلى 11 الحالي لمناسبة عامها الـ60.
ففكرة الجائزة التي أطلقتها مجلة «فرانس فوتبول» عفوياً عام 1956 من منطلق ترويجي ورياضي في آن، صاغها الصحافي الشهير جاك فران ومجموعة من زملائه، دمجت مع جائزة «فيفا» في عام 2010.
وباتت كوكبة من مدربي المنتخبات وكباتنها وصحافيين اختصاصيين تختار الفائز السعيد، فضلاً عن اختيار الفائزة السعيدة «أفضل لاعبة» وأفضل مدرب.
وسيضيء معرض الجائزة على تاريخها ومستحقيها ويكشف جوانب من آلية التصويت والاختيار.
عموماً، يمكن الإحاطة بتاريخ «جائزة الكرة الذهبية» عبر 4 محطات من سيرتها وتطور هذه المناسبة علماً أنها حافظت دائماً على «روحيتها».
من البدايات التي انتهجت مكافأة افضل لاعب ـوروبي ينشط في القارة العجوز، رحلة عبر ـربعة عقود امتدت حتى عام 1994. وكان طبيعياً بحكم المعيار المعتمد استثناء أسماء رنانة أمثال البرازيليين بيليه وغارينشا والارجنتيني دييغو مارادونا، على رغم أن متابعين واختصاصيين يجدون في هذا «التقوقع» ظلماً كبيراً.
وحددت في إطار «تأطير الجائزة وتصويب مسار اختيار الفائز بها» معايير لذلك أبرزها: الإنجازات الفردية والجماعية خلال الموسم، مكانة المرشح وحالته الفنية والسلوكية وروحه الرياضية، سجله العام، شخصيته وتأثيره في محيطه. وبالتالي أضحت الجائزة تمنح لفرد من منطلق دوره في جماعة او مجموعة.
كما دفعت عولمة السوق المتنامية التي تزامنت واحتفالات العيد الـ50 للجائزة التي نظمت في باريس (2007) إلى فتح الآفاق أكثر فأكثر أمام المؤهلين، ومن دون أي قيود لحصدها. فقد اصبحت الكرة الذهبية متاحة للاعبين من مختلف الجنسيات والبطولات، وزاد عدد المصوتين لمنحها، فباتت اللائحة تضم 96 شخصاً هم: عضو من كل من الاتحادات الأوروبية، وآخر من كل اتحاد من خارج القارة العجوز شارك منتخب بلاده مرة واحدة في كأس العالم على الأقل.
وعاد اللقب عام ذاك إلى البرازيلي كاكا لاعب ميلان الإيطالي. وكانت المصادفة أن لائحة اللاعبين العشرة الأوائل المختارين للتصفية الأخيرة، لم تضم أي مدافع على غرار عام 1987. وفي ضوء «الشمولية» المعتمدة، أحرز البرازيلي روجيريو سيني (ساو باولو) 3 نقاط في التصويت، والعراقي يونس محمود (الغرافة القطري) نقطتين، والمكسيكي غييرمو اوشوا (أميركا) نقطة واحدة.
وحل البرتغالي كريستيانو رونالدو ثانيا، والأرجنتيني ليونيل ميسي ثالثاً. وكانت المرة الخامسة الأخيرة حتى تاريخه، التي يتواجد فيها ثلاثة لاعبين سبق أن حصدوا اللقب على منصة التتويج. ففي عام 1956 توج الإنجليزي ستانلي ماتيوز والأرجنتيني - الإسباني الفريدو دي ستيفانو والفرنسي ريمون كوبا، وفي عام 1966 فاز الإنجليزي بوبي تشارلتون والبرتغالي اوزيبيو دا سيلفا فيريرا والألماني فرانتس باكنباور.
ولا خلاف أن تعاون «فيفا» و»فرانس فوتبول» أكسب الجائزة ومناسبة منحها بعداً مختلفاً ومبهراً، فضلاً عن تعزيز دورها بمنح أخرى مماثلة لأفضل لاعبة وافضل مدرب في العالم. وجسد المفهوم الجديد دعوة «فيفا» إلى تتويج أفصل لاعب من دون النظر إلى جنسيته، بل استناداً إلى إنجازاته خلال موسم كامل، من منطلق «عالمية كرة القدم» وتأثيرها.