إن القرار السعودي الذي جاء بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد استنفاد الجهود لإقامة علاقات طبيعية معها أساسها حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمنطقة الخليج، يعكس عزم الدول على الوقوف بحزم أمام المواقف والسياسات الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وبقناعة بالتطورات الأخيرة فقد كشفت إيران للعالم الوجه الحقيقي لهذا النظام المتمثل في دعم الإرهاب من خلال الدفاع عن أعمال الإرهابيين كما هو الحال في العديد من العمليات الإرهابية التي تحدث بين حين وآخر داخل البحرين.
إن إيران تقف وراء تلك العمليات الإرهابية الشنيعة في محاولة للإجهاز على أمن واستقرار المملكة وبقية دول المنطقة فالهجوم على السفارة السعودية والجسر تورطت فيه خلية إرهابية تنتمي لإيران في محاولة جديدة للتهديد فأحد المخططين لعملية الاعتداء على السفارة السعودية والجسر هو نفسه الذي خطط لمحاولة الانقلاب المسلح الفاشل الذي حدث في البحرين.
إن التيارات المتشددة المدعومة من إيران تقف وراء العملية الجديدة كما تقف وراء عدة عمليات إرهابية وخصوصاً في البحرين بعد اكتشاف الخلية الإرهابية التي تدعى بالبسطة واتهام أمين عام حزب الله حسن نصر الله بتقديم عشرين ألف دولار كدعم مالي للقضايا المتعلقة بالإرهاب في البحرين، وإن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على الخلية الإرهابية التي قد خططت لسلسلة من الأعمال الإرهابية التفجيرية التي وصفت بالخطيرة ومعظم تلك التفجيرات التي سجلت في البحرين استهدفت رجال الشرطة أثناء تواجدهم في مواقع عملهم والبسطة هي كما عرف عنها كلمة محلية تعني مكان يجتمع فيه الأصدقاء في الأحياء فالجناح المسلح لتيار الوفاء الإسلامي هو تيار متشدد غير رسمي ويعمل بشكل غير رسمي كجمعية سياسية تابع لقيادات من الحرس الثوري الإيراني وإن المتهمين فيها حصلوا على الدعم في عام 2011 من قيادات تابعة للحرس الإيراني ومنظمة حزب الله التي تصنفها البحرين وباقي دول المنطقة بالمنظمات الإرهابية التي تدعم فكر الاٍرهاب.
ليس هذا وحسب بل إن أعضاء التنظيم قد التقوا بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم وعرضوا عليهما فكرة إحياء تيار الوفاء الإسلامي ومن ثم طلبوا الدعم المالي لمواصلة أنشطتهم الإرهابية في البحرين فطلب منهم نصر الله الاستمرار بذلك وزودهم بعشرين ألف دولار أمريكي دعماً لعملية التنظيم الإرهابية وهذه ليست القضية الأولى من نوعها التي تعلن عنها البحرين من خلال عمليات البحث والتحري المتمثلة في الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية فقد استمرت التدخلات الإيرانية منذ الأزمة في عام 2011 بنشر العديد من الخطابات والأموال من أجل الإرهاب ومن تاريخ أزمة البحرين إلى يومنا هذا.
إيران وحزب الله والمنظمات الإرهابية هي وجه الاتهام بسبب دعمها للإرهاب وزعزعة أمن المنطقة وإن إعلان وزارة الداخلية عن إحباط مخطط إرهابي جديد يهدف لزعزعة أمن واستقرار البحرين يقف وراءها مخطط واحد وهو إيران الصفوية وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني وبمساعدة مباشرة من الأحزاب الإرهابية التابعة له في بعض الدول العربية التي انسلخت من عروبتها وأصبحت تحت راية الولي الفقيه فهذا التنظيم الإرهابي هو امتداد للتنظيمات الإرهابية التي استهدفت وتستهدف أمن دول المنطقة منذ مطلع الثمانينات فهذه ليست بعيدة عن المحاولات البائسة لفرض تغيير الحكم بالقوة.
إن هذه الخلايا كانت تستهدف بيت الله في مكة المكرمة وتعكير أجواء شعائرالحج والتفجير أيضاً الذي طال موكب أمير الكويت الراحل واختطاف الطائرة الكويتية الجابرية وغيرها العديد من المحاولات اليائسة والفاشلة التي وبفضل من الله أحبطتها الأجهزة الأمنية، فمنذ ثورة الخميني عام 1979 تظهر إيران بوجه العداء ليس لمجموعة أو لدولة وإنما تعمل كتيار أعظم للمسلمين وهذه الثورة أعلنت منذ البداية أنها لا تريد الإسلام وأنها تعمل من أجل المذهب والطائفة، وقد نص دستور إيران على أن دين الدولة هو المذهب الجعفري الاثنا عشري وأن الموقف الموحد الذي أعلنت عنه السعودية بقيادة سلمان الحزم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران يأتي موقف البحرين الشجاع والمشرف بقطع العلاقات مع إيران وذلك بعد أن استفحلت الأمور ووصلت إلى حد لا يمكن السكوت عنه لأن إيران منذ تصدير الثورة لا تزال تعتمد على أتباعها من دول الخليج بتصدير المشاكل الطائفية.
إن هذا القرار كان يفترض أن يكون قد صدر منذ بداية الموقف الإيراني لأن لهم سياسة مختلفة وأطماعهم واضحة للجميع فقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران هو ضربة قاضية كانت منتظرة منذ زمن.
عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين