ربما تكون هذه هي المرة الثالثة التي أكتب فيها حول معاناة الأرملة الثمانينية التي تعيش مع ابنها العازب في منطقة حالة بوماهر ولا حل واضح لمشكلتهما.
أخبراني مؤخراً بأن وزارة الإسكان قد اتصلت بهما لتخبرهما بضرورة تركهما لمنزلهما اللذين يسكنان فيه بشكل عاجل، والذي لم يعد صالحاً للسكن بتاتاً على حد تعبيرهما، وأن الوزارة من المقرر أن تهدم المنزل، دون الالتفات نحو توفير مأوى آخر للأرملة التي انتظرت طوال عشرين عاماً من أجل الحصول على ثمرة صبرها ليجتمع أبناؤها وأحفادها حولها في مكان تستشعر فيه كرامتها. قبل ذلك، كنت قد تابعت موضوع هذه الأسرة مع المجلس الأعلى للمرأة في متابعتهم للطلب الإسكاني، وأتمنى الرد الإيجابي منهم قريباً. كل ما سبق يجعلنا نلخص ردود أفعال الوزارة السلبية فيما يلي:
- أنها أرسلت طلباً لإخلاء المنزل في عام 2012.
- طمأنتها للأسرة بأن طلبها قيد الدراسة منذ عشر سنين مضت.
- في كل مرة تقوم الأسرة بمراجعة الإسكان، يخبرهم قسم البحوث بأن موضوعهم لدى المسؤول وسوف يحدد القرار قريباً دون اقتراب لهذا الموعد.
- إخبار الأسرة التي قدمت طلباً للحصول على شقة في 2015 بأن ذلك لا يستغرق وقتاً طويلاً إنما يعتمد على توافر الشقق في المنطقة المحددة. - اتصالها بالأسرة وطلبها إخلاء المنزل دون توفير مسكن آخر. وبعد كل هذه الفترة، لايزال مسلسل المماطلة مستمراً مع هذه الأسرة التي أنتجت أجيالاً وخرجت أحفاداً حمل كل فردٍ منهم على عاتقه راية العطاء في مجالات شتى، ليبقى السؤال بانتظار الجواب الذي ينتشله من مستنقع طول الانتظار: إلى متى ستستمر هذه الحال يا وزارة الإسكان؟
سوسن يوسف
نائب رئيس فريق البحرين للإعلام التطوعي