عواصم - (وكالات): تعمل الأمم المتحدة على تأمين إجلاء نحو 400 شخص «مهددين بالموت» من بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق، بعد تأكيد الأمم المتحدة أن معاناة السكان فيها «لا تقارن» بأي منطقة أخرى في سوريا، بينما قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا بما في ذلك مستقبل الرئيس بشار الأسد لاسترضاء روسيا محذراً من أن المعارضة ستواجه خياراً صعباً بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر، في وقت سيطر جيش الرئيس بشار الأسد على بلدة سلمى، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية.
وتصدرت مضايا جدول أعمال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول، وانتهت بتأكيد رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين للصحافيين أن «نحو 400 شخص بحاجة إلى الإجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة»، منبهاً إلى «أنهم مهددون بالموت» ويعانون من سوء التغذية و»مشاكل طبية أخرى».
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك «نعمل مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على تحقيق ذلك». وأوضح أن العملية «معقدة وتتطلب الحصول على موافقة مسبقة ونحن نتفاوض مع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الخطوة الإنسانية». وتمكنت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة من إدخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى البلدة المحاصرة بشكل محكم من قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ 6 أشهر. وتأوي البلدة 42 ألف شخص. ووصف ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سجاد مالك الذي رافق قافلة المساعدات إلى مضايا، ما شاهده في البلدة بأنه «مروع». وفي تطور آخر، قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا بما في ذلك مستقبل الرئيس بشار الأسد لاسترضاء روسيا محذراً من أن المعارضة ستواجه خياراً صعباً بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر.
وقال إن هناك تراجعاً واضحاً للغاية من جانب الولايات المتحدة مشيراً إلى قرار الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي الذي قال إن الولايات المتحدة ضغطت من أجله برغم ثغرات كثيرة. من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا تعد الساحة لخلق «دويلة» سوريا حول محافظة اللاذقية وإنها تنفذ هجمات تستهدف التركمان هناك. وانتقد أردوغان إيران أيضاً خلال كلمة في أنقرة للسفراء الأتراك وقال إنها تستغل التطورات في دول مثل سوريا والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطيرة باتخاذها موقفاً يحول الخلافات الطائفية إلى صراع.