عواصم - (وكالات): أقر قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بتجهيز آلاف ممن أسماهم الجيل الثوري المسلح في دول المنطقة، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية. وقال جعفري، في تأبين حميد رضا أسد الله، القيادي في الحرس الثوري الذي قتل في سوريا، إن النتيجة الإيجابية للتطورات والأحداث في المنطقة تجهيز نحو 200 ألف من القوات الشبابية المسلحة في دول المنطقة. ورغم أن محللين سخروا من الأرقام التي أطلقها جعفري فإنهم ذهبوا إلى أن هذا الاعتراف دليل جديد على تورط النظام الإيراني في تجييش المنطقة طائفياً وبث العنف والتوتر، بحسب قولهم.
من جهة أخرى، أعلنت إيران أمس إطلاق سراح البحارة الأمريكيين الذين دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية، في حادث يؤشر من حيث سرعة انتهائه إلى التقارب الحاصل بين طهران وواشنطن في أعقاب الاتفاق التاريخي حول الملف النووي. وأفاد بيان لحرس الثورة الإيراني بثه التلفزيون الرسمي «تبين بعد التدقيق، أن دخولهم المياه الإقليمية للبلاد لم يكن عن قصد، وبعد تقديمهم الاعتذار، تم إطلاق سراحهم في المياه الدولية». وتابع أن «الولايات المتحدة تعهدت عدم تكرار مثل هذه الأخطاء». وأعلنت واشنطن أن البحارة غادروا إيران.
ووقع الحادث بين البلدين في أوج التقارب بينهما بعد 35 عاماً على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وكان حرس الثورة أكد أن «الزورقين الحربيين الأمريكيين دخلا المياه الإقليمية الإيرانية أمس الأول قرب جزيرة فارسي. واحتجزتهما وحدات حربية تابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري واقتادتهما إلى الجزيرة». وأكد أن البحارة الأمريكيين «بصحة جيدة (...) وهم 9 رجال وامرأة، اقتيدوا إلى مكان آمن». وتابع أن الزورقين «دخلا بعمق كيلومترين في المياه الإقليمية الإيرانية وأجهزة تحليل المواقع فيهما تؤكد ذلك». وأظهرت صور على الموقع الإلكتروني للحرس الثوري البحارة بعد اعتقالهم جالسين أرضاً على السجاد وسط قاعة كبيرة.
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أشار ليلاً إلى «فقدان الاتصال بزورقين صغيرين تابعين للبحرية كانا في طريقهما من الكويت الى البحرين». لكن بدا خلال كل مراحل عملية الاحتجاز أن الجانبين غير راغبين بالتصعيد. وقال قائد سلاح البحرية في الحرس الثوري الأميرال علي فدوي للتلفزيون الحكومي «لا أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن نتلقى الأوامر للقرار النهائي الذي سيكون على الأرجح الإفراج عنهم». وأضاف أن عمل البحارة «لم يكن عدائيا ولم يكن يهدف إلى التجسس»، مشيراً إلى أن الزورقين دخلا المياه الإقليمية لبلاده إثر «عطل في نظام الملاحة».
وتجنبت واشنطن بدورها صب الزيت على النار، مؤكدة منذ البداية أن البحارة بخير.
وأعلن البنتاغون بعد الإفراج عن بحارته، أن طاقمي الزورقين لم يتعرضوا لأذى، مشيراً إلى أنهم غادروا إيران. وعبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن «امتنانه للسلطات الإيرانية» بعد أن أفرجت «سريعاً» عن البحارة. من جانب آخر، أعلن عباس عراقجي، أحد كبار المفاوضين الإيرانيين أن تطبيق الاتفاق النووي الموقع بين بلاده والدول العظمى من المفترض أن يبدأ «السبت أو الأحد».