عواصم - (وكالات): وصف مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستيلهارت، حصار مضايا والمناطق السورية الأخرى بالتكتيك العائد إلى القرون الوسطى، في إشارة إلى الظروف السيئة التي شهدتها المنظمة الدولية في مضايا، والحصار الخانق المفروض على مناطق سورية من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، وميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني وتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في مضايا التي دخلتها مساعدات هذا الأسبوع لآلاف الأشخاص المحاصرين منذ شهور. فيما أعلنت مصادر وفاة شخصين في المدينة بعد تدهور صحتهما بفعل الحصار الخانق. وتعيش مناطق سورية على وقع الصواريخ والبراميل المتفجرة، تحت الحصار الكامل لقوات النظام وميليشيات حزب الله، إضافة إلى تنظيم داعش.
وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يمهد إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا وكفريا والفوعة لرفع الحصار عن مناطق أخرى. ويحاصر النظام وحلفاؤه أيضاً معضمية الشام ومخيم اليرموك الفلسطيني ومدينة داريا وبلدة كناكر، ومن الزبداني المحاذية لبلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية، وفي الغوطة الشرقية يتشدد الحصار على مدينة دوما. وعلى طريق القلمون يحاصر «حزب الله» والنظام بلدة التل، كما تحاصر ميليشيات «حزب الله» والنظام مدن الحولة وتلبيسة والرستن والوعر في حمص.
أما تنظيم «داعش» فيشارك النظام حصار بلدتي جيرود ورحيبة في القلمون الشرقي، كما تعاني أحياء في دير الزور من حصار مطبق. من جهتها، أشارت صحيفة «تلغراف» البريطانية إلى وجود أكثر من مليون سوري عرضة للمجاعة في عشرات المناطق المحاصرة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد وصف التجويع الذي يعانيه المحاصرون بجريمة الحرب.وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في مضايا. وقالت المنظمة في بيان «يونيسف يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال» بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين والخميس لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ أكتوبر الماضي. وأبلغت جماعات رصد وأطباء محليون ووكالات إغاثة محلية عن عشرات من حالات الوفاة بسبب الجوع في مضايا التي تحاصرها قوات موالية للحكومة السورية. وقالت يونيسف إن من بين 25 طفلاً دون سن الخامسة فحصهم العاملون بها ومنظمة الصحة العالمية ظهرت أعراض سوء تغذية «متوسطة إلى حادة» على 22 منهم. وأضافت أن موظفيها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني من سوء تغذية حاد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قال إن الأطراف المتحاربة في سوريا خاصة الحكومة السورية ترتكب «أعمالاً وحشية» وأدان استخدام التجويع كسلاح في الصراع الدائر منذ نحو خمس سنوات. وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 450 ألف شخص محاصرون في نحو 15 منطقة في أجزاء مختلفة من سوريا بينها مناطق تسيطر عليها الحكومة أو «داعش» أو جماعات مسلحة أخرى. من جانب آخر، كشفت موسكو أمس أن روسيا وسوريا وقعتا في أغسطس الماضي اتفاقاً يقضي بمنح موسكو الضوء الأخضر لتواجد عسكري «مفتوح» في سوريا التي تشهد حربا مستمرة منذ 5 سنوات.
وتم التوقيع على الاتفاق في دمشق في 26 أغسطس الماضي قبل اكثر من شهر من بدء روسيا حملة عسكرية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد. ونشرت الحكومة الروسية نص الاتفاق الذي يتحدث عن «فترة غير محدودة في الزمن» للتدخل العسكري. وبموجب بنود الاتفاق، نشرت روسيا طائرات وجنوداً في قاعدة الحميميم الجوية في اللاذقية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وذكر المحلل العسكري ألكسندر غولتس أن الاتفاق مع روسيا يناسب مصالح روسيا. وصرح أن «روسيا يمكن أن توقف عملياتها في أي وقت، ولذلك فليس عليها أية مسؤوليات أمام سوريا». وأضاف «في الوقت ذاته يمكن لروسيا أن تبقى هناك المدة التي ترغب بها. وهذا أمر يعود إلى السلطات الروسية». وانتقد الغرب الحملة العسكرية الروسية في البلد الذي يشهد نزاعاً متشعباً ومتعدد الأطراف، واتهم روسيا باستهداف المعارضة المسلحة إلى جانب «داعش».
من جهة أخرى، أعلنت قيادة أركان الجيش الروسي بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سوريا لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري من «داعش».