عواصم - (وكالات): أفادت أنباء بأن المليشيات الطائفية وسعت سيطرتها في مدينة المقدادية شمال شرق بغداد بعدما قتلت عشرات السكان السنة وحرقت 9 من مساجدهم، ولم يتمكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بسبب ذلك من دخول المدينة أمس الأول، فيما حث المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني الحكومة على منع هجمات المتطرفين وأدان التفجيرات التي استهدفت مساجد للسنة في محافظة ديالى وأعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي المسؤولية عنها. من ناحية أخرى، قال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الحكومة العراقية أرسلت فرقة مدرعة من الجيش وقوات ضاربة من الشرطة إلى مدينة البصرة النفطية الجنوبية لنزع سلاح سكان وسط نزاع عنيف بين عشائر شيعية متنافسة.
وبسطت المليشيات سيطرتها كاملة على مدينة المقدادية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، وذكرت أنباء أنها وسّعت أنشطتها إلى مناطق محيطة بالمدينة التي تضم سنة وشيعة. ونفذت المليشيات أعمال قتل وترويع وحرق استهدفت المكون السني في المدينة إثر تفجير مزدوج استهدف مقهى وأسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة عشرات. وتبنّى التفجير تنظيم الدولة.
وقالت مصادر في محافظة ديالى إن رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يتمكن من الوصول إلى المقدادية أثناء زيارته المحافظة. لكنه توعد، خلال لقاء مع القيادات الأمنية في مدينة بعقوبة مركز ديالى بملاحقة من سماهم الخارجين عن القانون. وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري قد حاول زيارة المقدادية بيد أنه لم يتمكن من ذلك بسبب سيطرة المليشيات على المدينة.
وقالت مصادر إن العبادي التقى القادة الأمنيين في بعقوبة، حيث تم البحث في إمكانية إرسال قوات عسكرية لاستعادة السيطرة على بلدة المقدادية.
وكانت مصادر محلية قد أكدت أن القوات الحكومية لم تحرك سكنا أثناء قيام عناصر الميليشيات بقتل سكان سنة، بالإضافة إلى اثنين من صحفيي قناة «الشرقية» العراقية كانا يحاولان تغطية الاعتداءات على السكان والمساجد. وفي تصريحات له بديالى قال رئيس مجلس النواب العراقي إن القوات الحكومية لن تتأخر في اتخاذ إجراءات لضبط الوضع الأمني في المقدادية.
من ناحية أخرى، قال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الحكومة العراقية أرسلت فرقة مدرعة من الجيش وقوات ضاربة من الشرطة إلى مدينة البصرة النفطية الجنوبية لنزع سلاح سكان وسط نزاع عنيف بين عشائر شيعية متنافسة.
وتأتي غالبية إنتاج العراق النفطي من حقول البصرة التي تبعد كثيراً عن مناطق يسيطر عليها «داعش» شمال وغرب البلاد، لكن القتال في المنطقة أجبر الحكومة في بغداد على إرسال قوات إلى المحافظة الجنوبية.
وقال صباح البزوني رئيس المجلس المحلي للبصرة إن شركات النفط ومواقع النفط العراقية والطرق المؤدية إليها آمنة تماماً وإنه لا توجد أي مخاوف في هذا الصدد.
والاقتتال العشائري والتحرك العسكري مؤشر على المشاكل المتفاقمة التي من شأنها أن تواجه شركات النفط الأجنبية على الرغم من أنها تعمل في منأى عن مناطق المواجهة مع «داعش». وأجبرت النزاعات القيادة العراقية على تحويل مواردها الأمنية التي تشتد حاجتها لها بعيداً عن خطوط المواجهة مع المتطرفين في الشمال والغرب إلى جهة الجنوب حيث يشكل إنتاج حقوق النفط هناك أكثر من 85 % من إنتاج البلاد.
وعقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاجتماع الأسبوعي للحكومة في البصرة حيث دعا قوات الأمن إلى الضرب بيد من حديد على «العصابات التي تعيث بأمن البصرة وفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن المجتمعي للمواطن البصري».
وقالت مصادر إن قوات الأمن دخلت خلال الليل بالدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة إلى حي الحسين الشمالي وهو بؤرة للقتال العشائري ويعرف أيضاً باسم الحيانية. وأضافت أن القوات بدأت بدعم من طائرات الهليكوبتر العسكرية مداهمة منازل ومصادرة أسلحة.
وذكرت مصادر أمنية إن قوات الأمن اعتقلت نحو 30 شخصا في اتهامات جنائية وصادرت أسلحة آلية وقذائف مورتر وقذائف صاروخية وبنادق وكميات كبيرة من الذخيرة.