عواصم - (وكالات): كشف موقع «جنوبية» اللبناني مقتل 2000 عنصر من ميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني في معارك سوريا، فيما أقدم تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي على خطف 400 مدني إثر هجوم عنيف شنه وحقق خلاله تقدماً في مدينة دير الزور شرق سوريا، حيث قتل العشرات، ويأتي الهجوم في وقت يخوض فيه التنظيم المتطرف جبهات عدة وتستهدفه غارات جوية روسية وسورية وأخرى لطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بينما قتل عشرات المدنيين في غارات روسية على الرقة شمال البلاد.
ونقل الموقع الذي يديره مجموعة من الكتّاب والصحافيين اللبنانيين، عن سيدة ترافق زوجها المصاب في المستشفى التي تعالجه جراء إصابته بعد مشاركته مع ميليشيا «حزب الله» القتال في سوريا لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، أن عدد قتلى الحزب وصل إلى 2000 قتيل.
وقال غسان بركات أحد الصحافيين في الموقع إن الشكوك كانت تساوره حول العدد الحقيقي لقتلى «حزب الله» في سوريا، إلا أن «الصدفة شاءت أن تبدد شكوكي» وذلك بعد أن التقى سيدة في مستشفى الرسول الأعظم، برفقة زوجها المصاب بجروح بليغة، بعد تعرضه لشظايا «قذيفة تسببت باقتلاع إحدى عينيه وتشوّهات في الرأس» بعد مشاركته القتال بصفوف ميليشيا الحزب في سوريا.
وفي الحوار الذي دار ما بين زوجة المقاتل المصاب من «حزب الله» ومعدّ التقرير، تقول السيدة «إن خسائر «حزب الله» تخطت الـ 2000 قتيل».
ورداً على سؤال حول المصدر الذي استقت منه هذا الرقم لعدد قتلى ميليشيا «حزب الله» في سوريا، تقول السيدة المكلومة بإصابة زوجها التي أوصلته الى درجة الإعاقة: «من الزوار رفاق زوجي الذين يزورونه وهم متفرّغون كلياً في «حزب الله» وبنفس الوقت يقاتلون في سوريا، وأسمعهم يتبادلون الأحاديث مع زوجي عن فلان قتل وفلان جرِح».
وتضيف السيدة معبرة عن ألمها الشديد لما حل بزوجها جراء مشاركته «حزب الله» القتال في سوريا: «شو دخلنا بسوريا» «ماعلاقتنا بسوريا؟». وتقول: «يا أخي أريد أن أفهم، هل كتب القهر والبكاء والحسرة على أهل الجنوب؟».
وينقل التقرير أن تصريحات المرأة تعبير عن «صرخة صامتة وموجعة» ترفض كل ما يجري «من تدخّل على الساحة السورية، على حساب دماء وخيرة شباب الطائفة الشيعية» على ما ينقل التقرير حرفياً.
يشار إلى أن التقرير أكد وجود حالات كثيرة بلغت المئات، كحال تلك السيدة التي كانت تتحدث بصوت منخفض كي لا يسمعها أحد في المستشفى، كما نقل التقرير. وأن الذي يمنع وصول صوتهم ومآسيهم إلى وسائل الإعلام هو «الصمت والسكوت وتكميم الأفواه والخشية من المجاهرة من شأنه أن يمنع هؤلاء الناس من الكلام».
وينتهي التقرير، الى وجوب أن «ينفجر هذا الصمت كالبركان» ويجرف بانفجاره كل الغبن الذي «فُرِض على الطائفة الشيعية» بعد «التكاليف الشرعية الغامضة» والتي تصب في مصلحة «الآخرين تحت ستار الدِّين». وفق تعبير المصدر السابق، في معرض تعليقه على الفتاوى التي يصدرها «حزب الله» لجرّ عناصره للقتال في سوريا أو أي أمكنة أخرى.
من ناحية أخرى، خطف «داعش» 400 مدني، بينهم نساء وأطفال من عائلات مسلحين موالين للنظام السوري، من سكان ضاحية البغيلية التي سيطر عليها ومناطق محاذية لها شمال غرب مدينة دير الزور، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعمد التنظيم المتطرف، بحسب المرصد، إلى نقل المخطوفين، و«جميعهم من الطائفة السنية»، الى مناطق أخرى واقعة تحت سيطرته.
وقتل في هجوم أمس الأول 135 شخصاً بينهم 85 مدنياً و50 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد الذي أوضح أن التنظيم اعدم الجزء الأكبر منهم. وشن التنظيم هجوماً واسعاً على محاور عدة في مدينة دير الزور ونفذ عدداً من الهجمات الانتحارية وتمكن عناصره من التسلل، وفق عبد الرحمن، إلى ضاحية البغيلية ليسيطروا عليها. وأوقعت التفجيرات الانتحارية والاشتباكات التي اندلعت بعدها بين الطرفين 42 قتيلاً من متطرفي التنظيم، بحسب المرصد.
على صعيد آخر، قتل 40 شخصاً بينهم 8 أطفال في 9 غارات جوية شنتها طائرات حربية روسية أو سورية على مدينة الرقة ومحيطها شمال سوريا، معقل التنظيم المتطرف، وفق المرصد السوري.
واستهدفت الغارات مناطق سكنية عدة بينها دوار النعيم وحديقة الرشيد في المدينة.
ويسيطر التنظيم على مدينة الرقة منذ يناير 2014 بعد معارك عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت استولت عليها في مارس 2013.