عواصم - (وكالات): أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، غداة رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي عن طهران، في مؤشر على إحياء التوتر بين البلدين بعد ساعات، على إشادة رئيسي البلدين بدخول الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى حيز التنفيذ، فيما شكك تجار في طهران في تحسن الأوضاع في مستقبل قريب بعد رفع العقوبات
وفي تصريحات قبيل الإعلان الأمريكي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن أي عقوبات أمريكية جديدة «ستقابل برد ملائم». وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان أنها أدرجت 5 مواطنين إيرانيين وشبكة من الشركات العاملة في الإمارات والصين على القائمة المالية الأمريكية السوداء. وأضاف البيان أن الشبكة المؤلفة من 11 شركة متهمة بتسهيل وصول مكونات الصواريخ الباليستية لإيران من خلال «استخدام شركات وهمية في دول اخرى لخداع الموردين الأجانب». ولفت إلى أن الأفراد الخمسة «عملوا على شراء مكونات صواريخ باليستية لإيران». وقال مساعد وزير الخزانة المكلف بشؤون مكافحة الإرهاب آدم زوبين أن «برنامج إيران للصواريخ الباليستية يشكل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمي والعالمي، وسيبقى خاضعاً لعقوبات دولية». وخلال مؤتمر صحافي في طهران، قبل إعلان العقوبات الأمريكية، سئل روحاني عما سيحصل في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أو انتهكت بنود الاتفاق النووي، فأجاب أن «أي فعل سيقابل برد فعل». وأضاف «إذا فرض الأمريكيون أي تدابير فسيتلقون رداً ملائماً». وفي وقت سابق، أشاد رئيسا البلدين بدخول الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى حيز التنفيذ حيث اعتبره باراك اوباما «تقدماً تاريخياً». ودخل الاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى في 14 يوليو الماضي حيز التنفيذ أمس الأول بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يصل مديرها العام يوكيا امانو إلى طهران في وقت لاحق، أن إيران وفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي.
وأشاد الرئيس حسن روحاني بفتح «صفحة جديدة» بين إيران والعالم، بعد رفع معظم العقوبات الدولية المفروضة منذ سنوات على بلاده. وقال روحاني في رسالة إلى شعبه «نحن الإيرانيين مددنا اليد إلى العالم دليلاً على السلام وتركنا خلفنا العداوات والريبة والمؤامرات، وفتحنا صفحة جديدة في علاقات إيران مع العالم». وفي واشنطن، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الاتفاق مع إيران يشكل «فرصة فريدة».
وقال «بدأ تنفيذ اتفاق حول الملف النووي إلى جانب لم شمل عائلات أمريكية (...) لقد حققنا تقدماً تاريخياً بفضل الدبلوماسية بدون خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط».
لكن الرئيس الأمريكي شدد مرة أخرى على «الخلافات العميقة» التي لا تزال قائمة بين واشنطن وطهران بسبب «أنشطتها المزعزعة للاستقرار». وفي دليل على هذه الخلافات، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تتعلق ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني. وجاءت هذه العقوبات الجديدة بعد مغادرة 3 من 4 أمريكيين أفرجت عنهم إيران ضمنهم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية جيسون رضائيان، في مقابل 7 إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة. وأقلت طائرة متجهة إلى سويسرا رضائيان، والقس البروتستانتي سعيد عابديني، وجندي البحرية الأمريكية السابق أمير حكمتي. ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية عدة، فإن الشخص الرابع وهو نصرة الله خسروي، لم يكن على متن الطائرة لأسباب ما زالت مجهولة.
وأكدت وزارة الخارجية السويسرية في بيان إن 3 من الإيرانيين الأمريكيين الأربعة على وشك الوصول إلى أراضيها. وقال البيان إن «طائرة سويسرية على متنها ممثل لوزارة الخارجية وأطباء، أقلت 3 سجناء أمريكيين كانوا معتقلين في إيران، بالإضافة إلى والدة وزوجة أحدهم». وأعلن مدير صحيفة «واشنطن بوست» فريديريك راين في بيان «نحن مرتاحون لانتهاء كابوس جيسون وعائلته، الذي استمر 545 يوما». وفي إطار التبادل، قالت واشنطن انها منحت العفو لسبعة إيرانيين، 6 منهم يحملون الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، كما أسقطت التهم عن 14 آخرين. ورحب أوباما بالإفراج عن الأمريكيين قائلاً «حين يفرج عن أمريكيين، فهو أمر نحتفل به جميعاً». وأدت عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى خنق اقتصاد البلاد الغنية بموارد النفط والغاز. وفي فيينا، صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أحد المهندسين الرئيسيين مع نظيره الإيراني جواد ظريف لهذا الاتفاق «اليوم (...) بات العالم أكثر أماناً لأن خطر الأسلحة النووية قد تراجع». وأعلن كيري أن الولايات المتحدة ستسدد لإيران 400 مليون دولار كديون و1.3 مليار كفوائد تعود إلى حقبة الثورة الإسلامية. وهذا المبلغ الذي أقرته محكمة دولية في لاهاي منفصل عن عشرات مليارات الدولارات التي سيكون بإمكان إيران الحصول عليها بعد رفع العقوبات الدولية عنها.