بغداد - (وكالات): أعلنت القوات العراقية دخولها للمقدادية في محافظة ديالى لبسط الأمن، في وقت هددت فيه مجموعات عراقية سنية باللجوء إلى الأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية في المدينة التي تشهد أعمال عنف وتهجير قسري تقوم بها بعض ميليشيات الحشد الشعبي على أسس طائفية، فيما قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن الخطر مازال قائماً في مدينة المقدادية، وإن من قتل وخطف وفجر الجوامع مازال يحمل السلاح خارج إطار الدولة وبعلم منها، وطالب بمحاسبتهم. وتشهد محافظة ديالى في العراق انتهاكات ترتكبها ميليشيات لا تختلف عن إرهاب تنظيم الدولة «داعش»، من تهجير قسري وتصفيات واستهداف للمساجد.
واتهمت شخصيات عراقية «ميليشيات بدر»، بقيادة هادي العامري، بارتكاب هذه الجرائم في محافظة ديالى.
وقال محافظ ديالى السابق، عمر الحميري، إن «أكثر من 90 شاباً من أهالي حي العروبة وأهالي الحي العصري في المقدادية قد أعدموا من قبل هذه الميليشيات وتم إحراق المساجد على مرأى الشرطة».
وكانت لجنة التنسيق العليا في العراق، وهي تجمع كيانات سنية، هددت بتدويل ملف انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي في ديالى، في حال استمر فشل الدولة في توفير الحماية للمواطنين العراقيين.
بيد أن الشرطة العراقية أكدت أن كثيراً مما يبث شائعات تنشرها جماعات متطرفة مغرضة في المقدادية تسعى لنشر الخوف بين الأهالي، بحسب قائد شرطة ديالى العميد الركن جاسم السعدي، الذي دعا الأهالي إلى التعاون مع القوات الأمنية وعدم تصديق الشائعات.
من جهته، اصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي توجيهات باعتقال المعتدين على المساجد والأموال العامة في ديالى وتقديمهم للعدالة، وبذل أقصى الجهود للكشف عن خيوط جريمة استهداف الصحافيين في محافظة ديالى.
أما القوات الحكومية العراقية فأعلنت أنها تمكنت من دخول مدينة المقدادية في محافظة ديالى بعد أيام من اقتحام ميليشيات شيعية للمدينة وفرض حصار عليها.
من جانبه، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن الخطر مازال قائماً في مدينة المقدادية، وإن من قتل وخطف وفجر الجوامع مازال يحمل السلاح خارج إطار الدولة وبعلم منها، وطالب بمحاسبتهم.
وخلال مؤتمر صحفي ببغداد، قال الجبوري إن من وصفهم بالمجرمين الذين حاصروا المقدادية من الميليشيات الطائفية معروفون لدى السلطات، مضيفاً أنه يجب أن يؤخذ على أيدي مرتكبي الجرائم ضد المدنيين في المناطق التي يستعيدها الجيش من تنظيم الدولة «داعش».
ورأى رئيس البرلمان العراقي أن عدم محاسبتهم وترك المجال لهم سيؤديان إلى زيادة الأعمال الإجرامية عبر القتل والخطف وتهديد النسيج الاجتماعي، وأن ذلك يعني تأييداً للأطراف التي نادت وطالبت بضرورة وجود مناطق آمنة خاصة في بعض المناطق بالعراق.
وتأتي تصريحات الجبوري بعد إعلان الجيش العراقي أنه تمكن من دخول المقدادية بعد أيام من اقتحام ميليشيات شيعية المدينة وفرض حصار عليها، حيث أظهرت صور حجم الأضرار التي لحقت بمساجد المدينة، وآثار الحرائق التي اندلعت في ممتلكات السكان جراء الاعتداء عليها من قبل الميليشيات الطائفية.
وأفادت مصادر بأن بعض عناصر الميليشيات انسحبوا بالتزامن مع دخول القوات الحكومية، في حين ظل البقية داخل المدينة.
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الكربولي إن القوات العراقية لا يمكنها مواجهة الميليشيات الشيعية في ديالى، لأنها مسنودة من شخصيات سياسية عراقية نافذة، ومن بعض دول الجوار، مبينا أنها تنفذ إرادة إقليمية لإحداث تغيير ديمغرافي في ديالى.