الرياض - (وكالات): استقبل خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصره بالرياض، أمس، رئيس الوزراء الباكستاني، محمد نواز شريف، حيث أجرى الجانبان مباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية والدولية، بينما تحدثت مصادر عن وساطة باكستانية وجهود تبذلها إسلام آباد لتهدئة التوتر بين الرياض وطهران.
ورحب خادم الحرمين الشريفين برئيس وزراء باكستان ومرافقيه في المملكة، فيما عبر شريف عن سعادته بزيارة المملكة ولقائه الملك سلمان. وقد أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريماً لرئيس وزراء باكستان.
ووصل شريف إلى الرياض على رأس وفد يضم قائد الجيش ووزير الدولة للشؤون الخارجية، قبل أن يزور العاصمة الإيرانية اليوم حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس حسن روحاني.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية أن الملك وشريف بحثا خلال اللقاء «التعاون الثنائي» و«تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية».
وتأتي الزيارة غداة إعلان مسؤولين باكستانيين أن شريف سيقود جهوداً لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران على خلفية إعدام الرياض الإرهابي نمر النمر، واحتجت إيران على الحكم، والاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، الأمر الذي أدى إلى قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران. وقال وزير الإعلام برويز رشيد إن شريف سيلتقي الملك سلمان الإثنين والرئيس روحاني الثلاثاء.
وقال مسؤول حكومي إن «الهدف من الزيارة هو التوسط وإنهاء التوتر بين البلدين».
وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله إن «تصعيد التوتر الأخير بين السعودية وإيران يقلق باكستان كثيراً»، وأن تسوية الخلاف تصب في صالح الأمة الإسلامية.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أنه خلال المحادثات بين خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء الباكستاني «أكد الجانبان على ضرورة الحاجة إلى تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات بما في ذلك الدفاع و الأمن والتعاون الاقتصادي والتجاري».
وتابع البيان «خلال اللقاء تم تبادل وجهات النظر في مختلف جوانب التعاون المستمر والمتعلق بالمبادرة السعودية لتشكيل تحالف الدول الإسلامية ضد الإرهاب، وباكستان تعرب عن تقديرها العميق للمبادرة السعودية وتأكد للمملكة دعمها لذلك، وقد جدد رئيس الوزراء تأكيده بأن الشعب الباكستاني سيقف دائماً مع شعب المملكة العربية السعودية ضد أي تهديد لسيادة ووحدة أراضي المملكة».
وقد أعرب شريف عن «قلق باكستان العميق من التصعيد الأخير للتوتر بين السعودية وإيران»، كما دعا إلى «حل الخلافات بالوسائل السلمية لما في ذلك من مصلحة للأمة وخاصة في هذه الأوقات الصعبة».
وأشار إلى أن «سياسة باكستان ثابتة لتعزيز الأخوة بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي»، وقال إن «باكستان أعربت دوماً عن استعدادها لبذل مساعيها الحميدة للدول الإسلامية الشقيقة، من أجل تسوية خلافاتهم عبر الحوار والمصالحة».
وذكر البيان أن الجانبين بحثا كذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم تبادل وجهات النظر حول مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث اتفق البلدان على العمل سوياً لهزيمة العدو المشترك الإرهاب والتطرف.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد وصل إلى الرياض في وقت سابق، حيث سيبحث العلاقات الاستراتيجية الثنائية بين الرياض وإسلام أباد، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة شريف بعد يومين من رفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع طهران الصيف الماضي.