دعا قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المشاركون بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام إلى إجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية في العالم العربي بهدف خفض الاعتماد على عائدات النفط، وتخفيف الأعباء على الميزانيات الحكومية، وتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل عبر استثمارات القطاع الخاص.
وتأتي هذه الدعوة في ظل توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط إلى ما دون 3% مع اقتراب العجز المالي من نسبة 15%.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «نفط الهلال» وعضو مجلس الأجندة العالمية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي مجيد جعفر: «مع تراجع أسعار النفط بنسبة 75% وحالة عدم الاستقرار وأزمة اللاجئين التي تواجهها عدة بلدان في منطقتنا، تبرز الحاجة إلى الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية أكثر من أي وقت مضى بهدف دفع عجلة النمو وتوفير فرص عمل للشباب».
وتهدف مبادرة مجلس الأعمال الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تأتي تحت عنوان «مبادرة الإصلاحات الاقتصادية اللازمة»، إلى تسريع جدول أعمال الإصلاح الاقتصادي في المنطقة ضمن 6 مجالات رئيسة هي: تعزيز كفاءة سوق العمل، تحديث أنظمة الإعسار والإفلاس، تبسيط إجراءات تأسيس الشركات، الحد من البيروقراطية، تعزيز استطاعة الحكومة في دعم العقود، بناء نهج عملي في مجال الوساطة والتحكيم وترويج أنظمة الحوكمة الرشيدة للشركات.
ويشارك جعفر، الذي تم اختياره رئيساً لهذه المبادرة، كمتحدث في جلسة تُعقد خلال المنتدى تحت عنوان «بناء اقتصادات عربية أكثر مرونة»، بمشاركة قادة أعمال من المنطقة، وبحضور رئيس وزراء لبنان تمام سلام، ومعالي المهندس سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي.
وأضاف جعفر: «بلغت البطالة بين الشباب في المنطقة نسبة 30% وهي النسبة الأعلى والمعدل الأسرع نمواً في العالم، ما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة عبر التعاون بين القطاعين العام والخاص، فيما يقدم تراجع أسعار النفط في الوقت ذاته فرصة حقيقية للمنطقة لمواجهة بعض التحديات الرئيسة مثل دعم الطاقة والإصلاح التنظيمي بهدف إيجاد اقتصادات أكثر إنتاجية وتنافسية عبر الاعتماد على التنويع».
ويشارك أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، فضلاً عن 2500 مشارك من كبار قادة الأعمال والمجتمعات في الاجتماع السنوي السادس والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يختتم أعمال السبت المقبل في دافوس كلوسترز بسويسرا تحت شعار «قيادة الثورة الصناعية الرابعة».