عواصم - (وكالات): شكلت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع أطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض الشهر الماضي، وفدها لمباحثات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أنه «تمت تسمية العميد أسعد الزعبي رئيساً للوفد، وجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض نائباً له، ومحمد علوش ممثل «جيش الإسلام» - إحدى أبرز الفصائل المقاتلة والتي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق - كبير المفاوضين»، بينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات حول سوريا ستعقد خلال الأيام المقبلة. وكررت الهيئة التأكيد أن المفاوضات التي تأمل الأمم المتحدة عقدها خلال أيام، يجب أن تقترن برفع الحصار ووقف القصف خاصة الغارات الروسية، رافضة إدراج أطراف جديدة على طاولة المفاوضات. وأعلن منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية «قمنا بتسمية الوفد المفاوض، وتم الاختيار وفق معايير دقيقة». وأكد حجاب الذي شغل منصب رئيس الوزراء السوري قبل إن ينشق عن النظام، أن «المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة أنه يمثل وفدها فقط». وتابع «نسمع أن هناك تدخلات خارجية وتحديدا تدخلات روسية ومحاولاتها لزج أطراف أخرى في وفد الهيئة»، مؤكداً أن «موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض إذا ما تم غضافة وفد ثالث أو أشخاص».وقال حجاب «عند الدخول إلى مفاوضات نريد أولاً مناخاً ملائماً وأرضية ملائمة للمفاوضات. لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع وتحت القصف بالأسلحة المحرمة دولياً»، وانتقد «القصف الروسي على المدارس والمواقع المأهولة بالسكان» حسب تعبيره.في سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في زوريخ أن مفاوضات السلام حول سوريا ستبدأ «خلال الأيام المقبلة»، معرباً عن استعداد موسكو للتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة حول تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا. والتقى لافروف نظيره الأمريكي جون كيري في زوريخ لدفع بدء محادثات السلام بشأن سوريا كما هو مقرر في 25 يناير الحالي. إلا أنه رفض التلميحات إلى أن المفاوضات يمكن أن تتاخر حتى فبراير المقبل وسط خلافات حول من سيمثل المعارضة. وأكد أن الأمم المتحدة تقود العملية، وأن تاريخ بدء المحادثات سيحدده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه إلى سوريا ستافان دي ميستورا. في المقابل، دعت فرنسا روسيا إلى «تركيز» قصفها على تنظيم الدولة «داعش» و«التوقف عن ضرب مجموعات المعارضة» المسلحة في سوريا التي تقاتل التنظيم المتطرف، في حين اعتبرت واشنطن أن موسكو «تسير على طريق خاطئ استراتيجياً». وصرح وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر في ختام لقاء عقد في باريس ضم وزراء دفاع 7 دول مشاركة في التحالف ضد «داعش»، أن «الروس يسيرون على طريق خاطئ استراتيجياً، وفي بعض الحالات تكتيكياً». وأكد كارتر «ليس بيننا اساس لتعاون أوسع» معهم. من جهة أخرى، قتل 1015 مدنياً في الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية على مناطق مختلفة في سوريا منذ بدء تدخلها العسكري في البلاد نهاية سبتمبر الماضي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي أنه قصف محافظة دير الزور شرق سوريا التي شدد تنظيم الدولة «داعش» حصاره عليها عقب هجوم دام. في سياق ذي صلة، عاد مئات الأشخاص إلى حي القدم جنوب العاصمة السورية تنفيذاً لبنود اتفاق «مصالحة» عقدته السلطات السورية ومقاتلو المعارضة في صيف 2014.