دشن نائب رئيس جمعية الإصلاح د.عبداللطيف الشيخ المؤتمر السابع تحت شعار «جمعية الإصلاح.. فكر وسطي ومسيرة وطنية» لأعضاء الجمعية، بحضور حاشد من الأعضاء والعضوات.
وقال د.عبداللطيف الشيخ إن المؤتمرات التي دأبت الجمعية على إقامتها لكي تتيح لأعضاء الجمعية وضيوفها الكرام فرصة التلاقي والتحاور حول قضية كبرى تهم الجمعية والمجتمع معاً، ولكي تكون آلية من آليات الممارسة الشورية، نشارك من خلالِها الأعضاء رجالاً ونساء في رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات للمستقبل.
وأضاف يأتي مؤتمر الإصلاح السابع في فترة حرجة، وظروف دقيقة تمر بها الأمة بشكل عام، والعالم الإسلامي بشكل خاص، وخليجنا العربي بشكل أخص، ورغم دقة الظروف وشراسة الأعداء والمتربصين، فإننا لا زلنا نرى كثيرا من السهام تخطئ هدفها، فتتوجّه إلى الحركات الإسلامية، دون تمييز بين التوجهات الوسطية والمتطرفة، في حملة تتماهى وتتساوق مع الهجمة العالمية الظالمة على الإسلام والمسلمين، تلك الحملة التي تضع الضحايا من المسلمين في خانة المجرمين والقتلة، وتضع الفكر الإسلامي الوسطي في خانة واحدة مع الإرهاب والتطرف.
وشدّد على أن الحملة الظالمة التي تطال أبناء التيارات الإسلامية الوسطية لا تخرج عن أن تكون صادرة من واحد من ثلاثة: عدو متربص يرى انتشار الإسلام الحنيف بفكره الوسطي المعتدل تهديدا لوجوده فيعمل على محاربته واستئصاله، وصاحب مصلحة يجرده هذا الانتشار من منافعه التي يحصل عليها دون وجه حق، فيعمل على التصدي له وتشويه صورته، وجاهل لا يعرف هذا الفكر، فهو يسمع لكل ناعق، ويردد ما يسمع دون تثبت ولا بصيرة.
وأوضح أن مؤتمر الإصلاح السابع، يأتي ليؤكد على هوية جمعية الإصلاح الإسلامية الناصعة، وانتمائها الوطني والإسلامي، وولائها لوطنها وأمتها، ومنهجها المعتدل المنفتح، وليتولى الرد على ما يثار من شبهات، وليعزز الثقة لدى أعضاء وعضوات الجمعية في المنهج: أصوله ومستقبله، وليصحح بعض المفاهيم التي تسللت إلى الأفهام تحت وطأة الواقع وظروفه الصعبة.
وقال لا يفوتني وأنا أفتتح مؤتمر الإصلاح السابع، أن أستذكر ببالغ التقدير والاعتزاز شيخ الإصلاح الذي نفتقده اليوم، الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رحمه الله، فإن مكانه اليوم بيننا في هذا المؤتمر واضح ولا شك، ومكانه في قلوب أبنائه كان وسيبقى كبيرا ولا شك، نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان، وأن تكون توصيات المؤتمر امتدادا للفكر الذي عاش له ومات عليه.
وافتتحت جلسات المؤتمر بالمحاضرة الرئيسة في المؤتمر للشيخ عصام البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان بعنوان «فقه تطبيق الوسطية في واقعنا المعاصر» تطرق فيها إلى معالم المشروع الفكري ومحددات الوسطية، ثم انتقل للحديث عن مفهوم الوسطية ودلالاتها والتأصيل الشرعي لها، مركزاً في حديثه على معالم الوسطية منها الهوية الجامعة والتجديد والاجتهاد، والنهوض الحضاري، إضافة إلى التدرج والمرحلية.
وتحدث البشير عن شراكة المرأة قائلاً «هو نهج شرعي أصيل وعمق حضاري متجذر، كما يتعين على المؤسسات الإسلامية أن تؤكد نظرًا وتطبيقًا على الرؤية الوسطية لدور المرأة ومشاركتها، بعيدًا عن رواسب عهود التخلف».
وفيما يخص الفنون والأدب بين البشير أن الحركة الإسلامية الوسطية يجب أن تعيش زمانها بكل ما فيه من منجزات وأن تستخدم في سبيل مشروعها وتطبيقه كل الإمكانات المتاحة المشروعة، فالفن ليس بترف علينا أن نتجاهله، بل هو باب مهم للمؤسسات الإسلامية الوسطية لوصول رسالتها إلى الناس.
وختم البشير ورقته بالتأكيد على ضرورة التفاعل الحضاري من خلال الاعتزاز بالهوية بلا انغلاق وتفاعل مع الآخر بلا ذوبان، سعياً لتحقيق شراكة متوازنة تفي بمتطلبات القواسم الجامعة والسلم العام لينعم الجميع بثمرات الحضارة الإنسانية سعادة ورفاهية.
وفي الورقة الثانية تحدث د.فريد هادي عن «الإصلاح.. حركة جامعة أم حزب»، وناقش فيها دعوة الإصلاح فهي دعوة الإسلام وفق فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب العلم من أهل القرون الفاضلة، وأنها تتحرك في البعد الوطني والإقليمي والعالمي، وأنها دعوة إلى مشاركة جميع القوى الفاعلة للتطوير والتغيير نحو الأحسن، مؤكدًا على خصائص دعوة الإصلاح ومن أهمها إيثار العمل على القول، وعدم الخوض في المسائل الخلافية، والسعي إلى توحيد الأمة على ثوابت الإسلام، والبعد عن تكفير الآخر.
واختتمت جلسات اليوم الأول بورقة د.رائد الجودر بعنوان «قراءة في وثيقة خطابنا الفكري، ومعالم النسخة التالية».وسلط الضوء فيها على جوانب النسخة الأولى من خطابنا الفكري، والتي تعبر فيها الجمعية فيها عن مواقفها إزاء القضايا المختلفة، وتشرح بوضوح وإيجاز الخصائص الثقافية لهذه المؤسسة الإسلامية الوسطية، وطموحاتها ورؤاها المستقبلية.
كما بين الجودر معالم النسخة التالية من الخطاب والتي تتركز على الترجمة الميدانية والعملية والتفصيل العلمي الدقيق لمبدأ الوسطية الذي أصبح راية مرفوعة من كافة التوجهات والجمعيات الإسلامية والمؤسسات الدينية الرسمية، بل وحتى من قبل بعض الفاعليات والقوى العالمية. كما تركز على الوحدة الخليجية، ومناقشة العنف والإرهاب وتشويه صورة الإسلام، كما ستتضمن رؤية الجمعية في التعاون مع كافة القوى الوطنية الأخرى في التصدي للمشروع الصفوي الطائفي الخطير.